في رحلة مع بعض الأصدقاء جاءت صدفة وبغير موعد مسبق كان موعدنا مع جوهرة ثمينة لكنها مرمية على شاطئ الخيسة البريقة عدن لفت انتباهي سلحفاة جميلة على حوض فداعبتها بأصابعي فإذا برجل أسمر تحكي تعابير وجهه عن حب ومعاناة ، حب وعشق للبحر وأسراره المكنونة ومعاناة من الإهمال لكن حبه لمعشوقته هون عليه كل أنواع الجفاء. إيهاب الأعوج صياد من أبناء الخيسة لم يكتف بالقبض على الأسماك فقط ، لكن البحر شده لمعرفة أسراره التي لا تنتهي فكان ليس كغيره من الصيادين . يقول إيهاب أنا لا أترك أي شيء يمر عليا هكذا دون ملاحظته فأنا أعشق البحر بكل ما فيه ولا يهمني سواء وجد من يقدر هذه الأشياء أو لم يوجد ، فأنا أعيش مع البحر داخله وخارجه أتأمل في كل شيء غصت فيه وأخرجت منه بعض الأشياء ووجدت بعضها بجواره . إيهاب يملك عشة على بحر الخيسة يجمع فيها أسراره وعمره ويرسم مستقبله من مقتنيات نادرة وعجيبة أنا لم أشاهد مثلها في حياتي حتى بعضها لم أشاهدها على شاشات التلفاز. ففي داخل العشة البسيطة تنتقل عينك من سمكة عجيبة تحمل ملامح إنسان عمرها حتى الآن عشرون سنة استخرجها من البحر بنفسه موجودة في مواد حافظة ، إلى نسر أمريكي محنط معلق بالحبال لتشد انتباهك فقرات عظم ضخمة جدا تعود لحوت لا يعلم حجمه الا الله وإلى أي يزمن يعود ، وإذا أمنعت النظر قليلا تجد شيئا غريبا أشبه بحبة الموز لكنك تنبهر حينما تعلم أنها أسنان حوت كم فتكت بوحوش في أعماق البحار لتستقر في عشة على شاطئ الخيسة. سلاحف هناك وثعلب هنا ومرجان بحرية جميلة هكذا تبدو هذه العشة البسيطة ،هي رائعة بما تحويه فكم من شخص مر عليها مرور الكرام لم يعرف ما فيها . وما زال البحث جاريا في الأسرار فهل من محب أو عاشق لهذا الجمال يخرجه إلى النور.