أعربت أسرة سجين تحولت قضيته إلى قضية رأي عام في الجنوب عن صدمتها من إعلان حكم قضائي مفاجئ، تؤيد فيه المحكمة العليا حكماً ابتدائياً بإعدام السجين الذي أودع السجن قبل ستة أعوام. وأدانت محكمة ابتدائية في العاصمة صنعاء أحمد عمر العبادي المرقشي في حادثة قتل وحكمت عليه بالإعدام لكن نشطاء وحقوقيين يقولون إن قضيته اتخذت طابعاً سياسياً. ونقلت مواقع إخبارية محلية عن أسرته أنها تفاجأت بنشر صحيفة صادرة عن وزارة العدل حكماً قالت إن المحكمة العليا أصدرته يوم 19 ديسمبر الماضي بتأييد الحكم بإعدام المرقشي على الرغم من عدم مثوله أو ترافع محاميه أمام المحكمة وكذا عدم إبلاغه بالحكم. وأوضحت أسرة المرقشي أن نسخة من صحيفة القضائية الصادرة عن وزارة العدل في 10 يناير الجاري نشرت منطوق حكم يؤيد إعدامه ويحث النائب العام على سرعة تنفيذه. ونُقل عن المرقشي من محبسه في السجن المركزي بصنعاء قوله إنه لم يمثل أمام المحكمة في أي جلسة وان أسرته ظلت تتابع المحكمة العليا مراراً للاستفسار عن موعد النظر في قضيته غير أن مسؤولي المحكمة كانوا يردون بأن القضية معلقة. كان المرقشي يعمل حارساً أمنياً في مقر صحيفة الأيام المملوكة لعائلة باشراحيل ودخل السجن مطلع 2008 بعد أن تسبب اشتباك بينه وبين مسلحين قبليين ادعوا ملكيتهم لأرض كان يقع عليها مقر الصحيفة في صنعاء في مقتل أحدهم. وساد اعتقاد على نطاق واسع أن تلك الحادثة كانت مؤامرة دبرها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح للتضييق على صحيفة الأيام التي كانت تواظب على نشر تقارير حول احتجاجات الحراك الجنوبي واتهمها نظام صالح حينذاك بأنها منبر لدعم الحراك وتوجيه نشاطاته. ولم تستطع «الأيام» الصمود أمام سلسلة حوادث مماثلة في ما بعد منها اشتباك مسلح مع قوى الأمن حول مكتبها في مدينة عدن وهو ما اضطرها في نهاية المطاف إلى التوقف القسري عن الصدور. في السياق، دعا المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب إلى "استنهاض الغضب الشعبي" في الجنوب لمواجهة الحكم المؤيد لإعدام المرقشي. وقالت منظمة الغد وهي منظمة حقوقية حديثة النشأة تنشط من عدن إن إعلان الحكم مخالف لكل التوقعات التي كان يؤمل منها أن تتوجه نحو معالجة ملف قضايا الجنوب المعقدة والشائكة وشكاوى الجنوبيين. واستدل بيان للمنظمة بتوصيات متكررة من مؤتمر الحوار الوطني بضرورة معالجة ملف قضية صحيفة الأيام وتعويضها وإطلاق سراح حارسها في إطار التوجه لحل القضية الجنوبية. وأضافت «الغد» أن مثل هذه الأحكام لا تسهم في تهدئة الأوضاع في الجنوب بل تصيب الجنوبيين بخيبة أمل حيال تحرك الحكومة لحل قضاياهم. وعبر نشطاء مدنيون وحقوقيون عن خشيتهم من أن تنفذ السلطات القضائية الحكم بإعدام المرقشي، منتقدين طريقة إعلان الحكم ومغزى إصداره في هذا التوقيت.