أينَ شظايا اللّيل والذّاكرة الملساء والحساء ؟ وماء زمزم الطهور والقُدور فربما أعطش أو أجوع في الدعاء وأينَ عِمَّتي وجُبَّتي وسبحتي وناقتي العرجاء ؟ إذْ ربما أضطرّ أن أباغتَ الشيطان في الخلاء وأينَ ما أحفظ من تمائمٍ عند لقاء القوم في الهيجاء وعند قهرهم وسبيهم سوف تكون حاجتي أكبرَ للحنّاء فربما أقول ربما أضطرّ أن أصافح النساء .. يا عربَ البغاء في الليل نركب الغبار حول داحسٍ وفي النهار نركب الغبراء نطوف حول قِبلةِ الأرضِ وفي نفوسنا تطوف ألف قِبلةٍ رياء ونرجم الشيطان في ضجيجٍ يابسٍ ونرفع الأكفّ عالياً ندعو على الأعداء وكلنا في جوهر المعقول لعقولنا أعداء .. يا أيها الآباء والإخوة في أتون الموت والأبناء ما دامت العين التي في قلبنا عمياء والروح في فضائنا خواء واللغةُ المبتورةُ الأعناقِ تستفيق بالنفاق وصورة الصفِّ فسيسفاء ما دام فينا من يقول الموت للبقاء ويحرق الرماد كي لا تخرج العنقاء ما دام فينا قائمٌ وكلُّهُ انحناء يقيمُ فرقاً هائلاً بينَ قيود الفكر في أمّ القرى وقرية اللّطمِ بكربلاء ما دام هذا كلُّهُ فلنبقَ جالسينَ قرفصاء فلم يعد يفيدنا عَودٌ إلى الوراء .