المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    استمرار الحملات الميدانية لضبط الأسعار في مديريات العاصمة عدن تنفيذاً لتوجيهات المحافظ لملس    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    ابوعبيدة يوافق على ادخال طعام للاسرى الصهاينة بشروط!    تدشين مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء والمفقودين في الجعفرية    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    اكتشاف مدينة غامضة تسبق الأهرامات بآلاف السنين    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    أمين عام الإصلاح يعزي عضو مجلس شورى الحزب صالح البيل في وفاة والده    خيرة عليك اطلب الله    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    صحيفة أمريكية: اليمن فضح عجز القوى الغربية    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السبحة.. للمساعدة على ذكر الله.. أم زينة للتباهي والتفاخر
نشر في الجمهورية يوم 02 - 09 - 2010

أشكالها جميلة ...ألوانها جذابة .... وحبوبها مرصوصة ...وبخيطها محصوفة .... وأحيانا عطورها فواحة.. عرفها العالم منذ 3000 سنة وتجارتها تشهد رواجاً في رمضان ...ليست فزوره رمضانية وإنما “السبحة” التي يزداد بيعها في رمضان وتمتلئ بها الأسواق في شعبان منها الرخيص ومنها الغالي ..لماذا في رمضان بالذات يزداد الإقبال عليها ؟ وهل حقا أصبحت السبحة للزينة والتسبيح أم أنها لمن ينسون تساعدهم على التذكر كي يعرفوا عدد التسبيح الذي وصلوا له ...هذا ما سنعرفه.تاريخ السبحة
يقول الباحث والمستشرق الألماني جولد زيهر: إن السبحة لم تنتشر في الجزيرة العربية إلا في القرن الثالث الهجري عن طريق مصر . بينما ذكرت الموسوعة الإسلامية أن أول استعمال للسبحة كان في أوساط الصوفية، وقد ارتفعت أصوات بإنكارها في القرن الخامس عشر الميلادي . . إلا أن بعض العلماء أفتى بعدم وجود مانع من استخدامها ما دامت تستخدم وسيلة للتذكير بعدد الذكر المطلوب من الإنسان أداؤه.
وتذكر كتب التاريخ أن السبحة كأداة كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت عبارة عن خرزات وقطع من الزجاج أو العاج أو الأحجار الكريمة المنظومة في سلك وقد تخصصت في هذه الصناعة بلدان محددة مثل البندقية التي اشتهرت بالسبح الزجاجية الملونة والصين التي اشتهرت بالسبح المصنوعة من العاج المنقوش وبعد أن شاع استخدامها عند المسلمين تطورت هذه الصناعة في مصر بشكل خاص ودخلت إليها خامات أخرى كثيرة لكن لا شك في أن التسبيح سنة بدأت منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا القرآن الكريم عن التسبيح في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى “ سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم” سورة الحديد.
أحجام مختلفة
هناك ثلاثة أحجام للسبح الأول الثلث 33حبة وهو الأكثر انتشارا ، والثلثان 66 ، والسبحة الكاملة تتكون من 99 حبة بعدد أسماء الله الحسنى ، الدكتور رأفت النبراوي العميد الأسبق لكلية الآثار في جامعة القاهرة قال: إن السبحة استطاعت أن تعبر رحلتها الزمنية عبر الديانات المختلفة الوثنية والسماوية منذ ما يقارب 3000 سنة من دون أن يمارس عليها أي نوع من الإقصاء أو الرفض أو الازدراء كحال بقية الأشياء التي ينكرها بعض المتدينين في المعتقدات المختلفة ، ويضيف: “ كان المسلمون في بدايتهم يسبحون بالحصى والنوى والحبل المعقود والسبحة لم تكن ذات أصل إسلامي وليست من ابتكار المسلمين وكان أول ظهورها في الديانة البوذية الوثنية ، في بلدان جنوبي أسيا نحو سيرلانكا ، وتايلند ، والهند ، والنيبال” .
يتابع : أما المسبحة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين فلا يكاد يكون الاختلاف بينها سوى في عدد الخرزات وبعض الملامح ، حيث تشترك المسبحة بين المسلمين والمسيحيين واليهود باحتوائها على المئذنة والشاهد والفاصل لكنها تختلف في عدد الحبات التي تتكون منها المسبحة حيث تتكون من 45 حبة لدى اليهود بينما يتراوح عددها لدى المسيحيين بين 17 و 21 و 33 حبة وعادة ما يكون فيها صليب.
شهر تسبيح
انه شهر التسبيح والذكر وقراءة القرآن لمن أراد أن يغنم سويعات الشهر الفضيل قال أحد الشعراء:
ياذا الذي ماكفاه الذنب في رجب
حتى عصى الله في شهر شعبانِ
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيانِ
فرتل الذكر سبح فيه مجتهدا
فإنه شهر تسبيح وقرآنِ
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان
أتاهم الموت واستبقاك بعدهم
حيا فما اقرب القاصي من الداني
والسبحة كما روي أن الفاطميين كانوا أول من استخدمها وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا تجمع الحصى وتعدها لتسبح بدون نسيان ولكن اليوم تغير الزمن وأصبحت السبحة لها أشكالها وأسعارها كما يقولون.
صناعة السبح
محسن عبدالله الصوفي , تاجر مسابح يقول: السبحة عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية المحببة مع فواصل وقطع أخرى مميزة . لافتاً إلى أنها تتألف من عدد معين من تلك الأشكال المنظومة والمنتظمة في خيط أو سلك أو سلسلة ، حيث تختلف أشكال الحبات بحسب المجتمع أو الصانع ، وحسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أو اجتماعية أو لغرض التسلية ويشير محسن إلى أن المواد التي تصنع منها السبح كثيرة جداً ، منها ما هو طبيعي ، ومنها ما هو صناعي مثل : البلاستيك ، الفيبر ، الريزلين ، والساندلوس ، مسكي ، البكلايت ، الفاتوران وهذه المواد تسمى خامات ألمانية ، على الرغم من أنها صناعية ، لكن يصل سعر بعض أنواع السبح منها إلى 5000$ ويضيف : من المواد الطبيعية هناك اليسر (يستخرج من البحر ) الكوك ( من شجرة الكوكونت أو جوز الهند ) ، العاج ، المرجان ، العظام مثل عظام بعض الحيوانات كالجمال أو الفيلة أو الحيتان إضافة إلى الأحجار الكريمة مثل الألماس والياقوت والزمرد ... في حين أن أهم وأشهر مادة طبيعية ممكن تصنع منها السبحة هي الكهرمان
يستخدم الحرفي في صناعة السبح جهازاً بسيطا ًودقيقاً ، يتكون من المخرطة والقوس والمثقاب والعزاب والمسن والقردان . أما السبحة فتنقسم إلى أربعة أقسام وهي :
- الخرز : وهو أهم جزء في السبحة وقد يكون حجراً كريماً مثل: ( عقيق , مرجان , فيروز , كهرمان , ساندلوس ) وقد يكون مصنوعاً من الكوك أو اليسر وهو من أنواع الخشب ، وقد يكون الخرز مصنوعاً من العظام .
- المئذنة : وهو أعلى ما في السبحة وقد تكون من نفس نوع الحجر أو من الفضة
- الشواهد : وقد تسمى فواصل ، وغالباً تكون بشكل مختلف عن الخرز ، والبعض يفضل أن يجعلها من الفضة .
قيمة وثمن ....
توفيق سعيد الدجنة, محام ..تحدث عنها بقوله: لدي مسبحة تقدر قيمتها ب200ريال سعودي وقد حصلت عليها هدية وهي من الفضة ولكن المسبحة للتسبيح وذكر الله بأعداد معلومة وليس المهم أن تكون غالية أو بسيطة بقدر ما هو مهم أن تكون خفيفة ليستطيع الشخص أن يمررها بأنامله بخفة وسهولة...
عزيز... لديه أيضا مسبحة تحدَث عنها: في رمضان يجب على المسلم أن يكثر من الأذكار لأن الله سبحانه وتعالى يقدم هداياه إلى عباده في هذا الشهر وجوائزه الكثيرة في قبول التوبة والعفو والصفح فنفس الإنسان أيضا تحب أن تكون لديها ما هو ليس موجودا عند غيرها فليس مثيرا للجدل أن يحمل الشخص سبحة غالية مادام قادرا على شرائها المهم هو ذكر الله في كل الأماكن وبالنسبة لي فأنا لدي سبحة غالية لا توزن بكنوز الدنيا ولا يستطيع أحد أن يثمنها أبدا فسبحتي هي يدي بكل أناملها ...
جوع تذهب حرارته الأذكار
للصائمين نغمات خاصة وأهازيج موقرة..الصائمون أكثر الناس ذكرا لله عز وجل تسبيحا وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً فإذا طال النهار على الصائمين قصرّوه بالأذكار وإذا آلمهم الجوع أذهبت حرارته الأذكار فهم من ذكرهم في متعة ومن تسبيحهم في سعادة يذكرون الله فيذكرهم( فاذكروني أذكركم) ويشكرونه فيزيدهم (لئن شكرتم لأزيدنكم)الصائمون الصادقون يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. . الصائمون الصادقون تطمئن قلوبهم بذكر الله وتسعد أرواحهم بحب الله وترتاح نفوسهم بالشوق إلى الله
سلوى احمد...مدرسة علوم تحدثت: في رمضان تكثر الأنامل التي تحمل السبحة ويكثر الباعة المتجولون ولديهم الأشكال والألوان المختلفة التي تجذب النظر حتى إن البعض منها تجذبنا كنساء إلى اقتنائها وللأمانة شكلها كعقد للزينة والأهم من ذلك أسعارها بسيطة وإلى جانب ذلك كله فالسبحة في رمضان لها طقوسها الخاصة وجمالها الوقور خصوصا أن الواحدة منا في رمضان تتعب من كثرة العمل والسبحة تحسس الواحد منا كأنه يعمل تمارين لأنامله والفائدة منها فائدتان ذكر الله وتليين الأنامل المجهدة من كثرة العمل والطبخ والتنظيف ..
غذاء للروح
التسبيح غذاء الروح الجائعة للذكر طيلة السنة!!!هكذا بدأت حديثها سهير ..طالبة جامعية ...وواصلت : ففي رمضان بطقوسه الخاصة ينضم إلى قافلة الذاكرين والذاكرات الكثير من عباد الله وخصوصا في فترة النهار فالتسبيح يساعد الصائم على نسيان مشقة الجوع ويقيه منغصات الحياة والسبحة هي كأداة فعالة تعمل باليد وتساعد الشخص على تحريك أنامله بديناميكية متكاملة بين الأعصاب والأطراف فيصبح الشخص مع الأيام والاستمرار لا غنى له عنها ومن الطبيعي أن تجد الكثير ممن يحملون السبحة بيد والسواك بالأخرى خصوصا في رمضان لذلك لا تخلو حارة أو شارع أو زقاق من بائعي السبحة والسواك والأجمل أن يستمر هذا الوضع إلى ما بعد رمضان ..
صح عن الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: “سبق المفرّدون .قالوا :وما المفردون يا رسول الله ؟قال :الذاكرون الله كثيرا والذاكرات”.
الصائم الذاكر أسبق الناس إلى الخيرات سريع إلى الجنة بعيد عن النار سجلاته مليئة بالحسنات مفعمة بالخيرات فهنيئاً له
وإذا كان الذكر والتسبيح له ثمنه وغلاه عند الله فهناك من لا يحلو له الذكر دون الإمساك بالسبحة “أنا لا استطيع أن استغني عن السبحة وأجد نفسي ناقصا إذا خرجت من البيت ونسيتها حتى أنني عدت مرة من منتصف طريق السفر لأنني نسيتها وذلك لأنها سبحة غالية عندي كما يقال ثلاثة في واحد...”.
تلك كانت كلمات عبد الإله محمد..التي أثارت فينا الشجون كيف سبحة ثلاثة في واحد ولكنه أوضح ذلك عندما واصل حديثه قائلا: أولا هي سبحة الوالد رحمه الله عمرها 60سنة وثانيا مصنوعة من العودة تكسب يدي عند التسبيح بها رائحة جميلة ثالثا وهو الأهم عودتني على ذكر الله في كل الأوقات وخلصتني تلك الأذكار كثيرا من المآزق والهموم لذلك السبحة عندي أغلى من الروح.
في رمضان فقط
لكن زكي , السبحة عنده غالية من منطلق آخر حيث قال: عندما كنت صغيرا كنت أتعب عند الخروج مع والدي لبيع السبحات وخصوصا في شهري شعبان ورمضان ولكن بعد أن مات والدي أصبحت عادة لا أستغني عنها وأصبح عندي خبرة لا بأس بها من حيث الأجود والألطف وكم من المرات فككت الكثير من ديوني من بيعي لها وبصراحة وللأمانة أصبحت السبحة في دمي الذي يجري في وريدي ولا أستغني عنها وبيني وبينها صداقات ومواقف والآن نيتي أن أساعد الناس على ذكر الله ولا يهمني كم أستفيد من المال وأسال الله الأجر على عملي هذا ...ولكن ما يحزنني أن الناس يقبلون على شراء السبحات في شهر رمضان فقط مع أن ذكر الله واجب ..
فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم :مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ...ولا اله إلا الله فكم من ميت ما عرف الذكر وهو يعيش في الحياة يأكل ويشرب ويسرح ويمرح ولكنه ما عرف الحياة أبدا..وأقرب مثال إلى ذلك أبي فعمره ما رأيته يسبح لا بأنامله ولا بالسبحة.
تطمئن القلوب
حقيقة إذا أعرض بعض المقصرين عن ذكر رب العالمين اجتاحتهم الهموم وتوالت عليهم الأحزان عندهم كما يقال الدواء ولكن ما تناولوه ولديهم العلاج ولكن ما عرفوه “ ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال:” من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” فكم من النخيل يفوت أهل النوم الثقيل والعبث الطويل!
يا ليت زوجي يرضى يأخذ السبحة ويكثر من ذكر الله ...بدأت هكذا عايدة ..وواصلت : أتمنى ولو لثانية أرى زوجي يمسك المسبحة ويذكر الله والمشكلة أنها دائما تظل على الجنبية ولا يمسكها بيده أبدا والذي يزيدني قهرا وألما أنها من النوع الغالي التي كما سمعت قد يصل ثمنها إلى الخيال ولكنها لم تتعد كونها زينة حتى أنه في بعض الأيام يمسكها بيده ولا يحرك حتى شفته الله يهديه ويهدي الجميع ولكن خوفي أن يأخذ ولدي عنه صفات كثيرة وحتى أنه في رمضان يمضي أغلب ساعات النهار نائما وفي الليل مخزنا وهذا ربما حال الكثير ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس”.
و إذا تفكر الإنسان ما هي الدنيا؟ ما هو ذهبها ؟ ما هي فضتها؟ أي شيء قصورها ودورها؟ فسيجد نفسه يصل إلى قول الرسول الذي عنده كلما طلعت عليه الشمس لا يساوي “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله وأكبر” فهل من ذاكر يملأ ساعاته بهذه الكلمات الغاليات ليجدها يوم العرض الأكبر نوراً وحبورا وسروراً.
هوس نسائي
النساء أصبحن كما يقال أكلا ومرعى وقلة صنعة وهذا ربما عند البعض منهن وربما أيضاً الفراغ هو أهم الأسباب ..وإذا كان الجمال في الماضي يجده البعض نادرا فقد أعطى الزمن للحياة جمالا مصطنعا وللمرأة جمالا أحياناً قد يكون مزيفا ولكن تظل الأناقة النسوية هي الأساس لجعل ذوقها فوق كل الأذواق ولكن أن تصل إلى درجة الجنون فهذا ما لا يطاق ...
أفراح ...طالبة جامعية...تحدثت : أختي المطلقة رجعت إلى بيتنا بحزن وجراح وخصوصا أنها تزوجت من تحب ولكنها بسبب الفراغ لا تكف عن استقبال النساء للمقيل عندها ولأن شهر رمضان شهر سهرات وأذكار فإن كل واحدة أضافت بجانب القات والزنجبيل سبحتها الخاصة والمثير للاهتمام أن أختي تتفق أن يكون كل ليلة سهرة يلبسن نفس اللون في كل شيء حتى السبحة أعتقد أن كل واحدة لديها في خزانتها عدد الألوان السبعة والأذكى منهن واحدة أصبحت حديث المقيل لأنها عملت سبحة خاصة فيها كل الألوان..
وتواصل بنفس مجرى الحديث ..نوال : سبحة رمضان باتت من ضمن الطقوس المعتادة فلو خرجت للسوق في النهار فستجد من يمرون أمامك لا يعدون ممن يمسكون السبحات في رمضان فقط
واذكر أن جدتي صنعت لها مسبحة عددها 100حبة
ولكن المثير للجدل أنني سمعت الكثير من صديقاتي في العمل يتحدثن عن السبحة وآخر ما أصدرت السعودية وان الأفضل عند الكثيرات ماتسمى (باليسر)لأنها تتوالد مع مرور الزمن بشرط أن لا تغلق كان تشك بخيط ويضم إليها بعض العقيق أو أي شيء آخر والخوف أن تتوجه السبحة من أداة للمساعدة على ذكر الله إلى زينة للتفاخر والتباهي.
اختراع
سمر ..طالبة جامعية كان لكلماتها صدى واضح في رسم الدهشة وأثر بالغ في وصف الموقف حيث قالت: أختي طُلقت بعد زواج دام سبع سنوات و لأنه زواج عن حب أثر ذلك على نفسيتها وأصبحت حبيسة المنزل بإرادتها ولأنها اجتماعية إلى حد كبير فإنها تقيم المقيل النسائي في المنزل لأن وقت فراغها أصبح لا يعد ولا يحصى خصوصا أنها لم تكمل تعليمها الجامعي والمثير للجدل أن تلك المقايل تحلو عندهن في رمضان ويتلذذن بالسهر ولأن رمضان شهر أذكار وقراءة قرآن فإن كل واحدة تحضر معها سبحتها ومش أي سبحة ضروري يكون لونها من لون القافلة النسوية كلها _حيث انه كل يوم يلبسن لونا واحدا من الثياب ولكن فيهن واحدة ممن يصفها البعض “ مرة مدبر” حيث خرزت لنفسها سبحة تضم كل الألوان ولذلك لا تغيرها أبدا وأصبحت حديث المجلس وحازت على لقب مخترعة.
غرائب وطرائف
يعتقد بعض المؤرخين أن أول سبحة في الإسلام كانت من نوى البلح في صدر الإسلام وفي العصر الأموي اتخذ المسلمون السبحة أداة تسبيحهم ومن أشهر السبح سبحة زبيدة بنت جعفر المنصور ، وهي من السبح الفريدة في شكلها إذ صنعت من تواقيت رمانية كالبنادق اشترتها زبيدة بخمسين ألف دينار، وهناك أيضاً سبحة هارون الرشيد وهي مؤلفة من عشر حبات من الدر وتم شراؤها بثلاثين ألف دينار .
أما أغلى سبحة في العالم فيملكها سعودي وهي مصنوعة من الزمرد ويبلغ ثمنها 156000 ألف دولار .
ويحتفظ رجل كويتي بأغلى وأندر السبح في العالم حتى الآن ومن بينها 3000 سبحة من الكهرمان .
الذاكرون
رمضان شهر الذكر والذاكرين الله كثيرا سجلوا بذكرهم عظيم الأجر وأغلى الأمنيات وأجزل الأعطيات وهم الذين يذكرونه مع خروج الأنفاس وتلاقي الشفتين وتعاقب اللحظات وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله :قال ذكر الله تعالى”
كان الصحابة الأبرار إذا صلوا الفجر جلسوا يذكرون الله عز وجل حتى يرتفع النهار وكان بعضهم ينشر مصحفه بعد صلاة الفجر فيسرح طرفه في الآيات البينات والحكم البالغات فيملأ صدره نوراً إن المقصر التقصير كله من فاته رمضان ولم يسعد فيه بذكر الله ولم يصرف ساعاته في تسبيح مولاه فهل من مثابر يغتنم أنفاس العمر ودقائق الزمن؟
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق ُوثوان
فارفع لنفسك قبل موتٍ ذكرها
فالذكر للإنسان عمرُ ثان
والذكر والتسبيح ليس بالضرورة أن يكون بالسبحة ومن كان يعمل أو يداه مشغولتان فانه أسهل عليه أن يردد ذكر الله بقلبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.