صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السبحة.. للمساعدة على ذكر الله.. أم زينة للتباهي والتفاخر
نشر في الجمهورية يوم 02 - 09 - 2010

أشكالها جميلة ...ألوانها جذابة .... وحبوبها مرصوصة ...وبخيطها محصوفة .... وأحيانا عطورها فواحة.. عرفها العالم منذ 3000 سنة وتجارتها تشهد رواجاً في رمضان ...ليست فزوره رمضانية وإنما “السبحة” التي يزداد بيعها في رمضان وتمتلئ بها الأسواق في شعبان منها الرخيص ومنها الغالي ..لماذا في رمضان بالذات يزداد الإقبال عليها ؟ وهل حقا أصبحت السبحة للزينة والتسبيح أم أنها لمن ينسون تساعدهم على التذكر كي يعرفوا عدد التسبيح الذي وصلوا له ...هذا ما سنعرفه.تاريخ السبحة
يقول الباحث والمستشرق الألماني جولد زيهر: إن السبحة لم تنتشر في الجزيرة العربية إلا في القرن الثالث الهجري عن طريق مصر . بينما ذكرت الموسوعة الإسلامية أن أول استعمال للسبحة كان في أوساط الصوفية، وقد ارتفعت أصوات بإنكارها في القرن الخامس عشر الميلادي . . إلا أن بعض العلماء أفتى بعدم وجود مانع من استخدامها ما دامت تستخدم وسيلة للتذكير بعدد الذكر المطلوب من الإنسان أداؤه.
وتذكر كتب التاريخ أن السبحة كأداة كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت عبارة عن خرزات وقطع من الزجاج أو العاج أو الأحجار الكريمة المنظومة في سلك وقد تخصصت في هذه الصناعة بلدان محددة مثل البندقية التي اشتهرت بالسبح الزجاجية الملونة والصين التي اشتهرت بالسبح المصنوعة من العاج المنقوش وبعد أن شاع استخدامها عند المسلمين تطورت هذه الصناعة في مصر بشكل خاص ودخلت إليها خامات أخرى كثيرة لكن لا شك في أن التسبيح سنة بدأت منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا القرآن الكريم عن التسبيح في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى “ سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم” سورة الحديد.
أحجام مختلفة
هناك ثلاثة أحجام للسبح الأول الثلث 33حبة وهو الأكثر انتشارا ، والثلثان 66 ، والسبحة الكاملة تتكون من 99 حبة بعدد أسماء الله الحسنى ، الدكتور رأفت النبراوي العميد الأسبق لكلية الآثار في جامعة القاهرة قال: إن السبحة استطاعت أن تعبر رحلتها الزمنية عبر الديانات المختلفة الوثنية والسماوية منذ ما يقارب 3000 سنة من دون أن يمارس عليها أي نوع من الإقصاء أو الرفض أو الازدراء كحال بقية الأشياء التي ينكرها بعض المتدينين في المعتقدات المختلفة ، ويضيف: “ كان المسلمون في بدايتهم يسبحون بالحصى والنوى والحبل المعقود والسبحة لم تكن ذات أصل إسلامي وليست من ابتكار المسلمين وكان أول ظهورها في الديانة البوذية الوثنية ، في بلدان جنوبي أسيا نحو سيرلانكا ، وتايلند ، والهند ، والنيبال” .
يتابع : أما المسبحة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين فلا يكاد يكون الاختلاف بينها سوى في عدد الخرزات وبعض الملامح ، حيث تشترك المسبحة بين المسلمين والمسيحيين واليهود باحتوائها على المئذنة والشاهد والفاصل لكنها تختلف في عدد الحبات التي تتكون منها المسبحة حيث تتكون من 45 حبة لدى اليهود بينما يتراوح عددها لدى المسيحيين بين 17 و 21 و 33 حبة وعادة ما يكون فيها صليب.
شهر تسبيح
انه شهر التسبيح والذكر وقراءة القرآن لمن أراد أن يغنم سويعات الشهر الفضيل قال أحد الشعراء:
ياذا الذي ماكفاه الذنب في رجب
حتى عصى الله في شهر شعبانِ
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيانِ
فرتل الذكر سبح فيه مجتهدا
فإنه شهر تسبيح وقرآنِ
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان
أتاهم الموت واستبقاك بعدهم
حيا فما اقرب القاصي من الداني
والسبحة كما روي أن الفاطميين كانوا أول من استخدمها وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا تجمع الحصى وتعدها لتسبح بدون نسيان ولكن اليوم تغير الزمن وأصبحت السبحة لها أشكالها وأسعارها كما يقولون.
صناعة السبح
محسن عبدالله الصوفي , تاجر مسابح يقول: السبحة عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية المحببة مع فواصل وقطع أخرى مميزة . لافتاً إلى أنها تتألف من عدد معين من تلك الأشكال المنظومة والمنتظمة في خيط أو سلك أو سلسلة ، حيث تختلف أشكال الحبات بحسب المجتمع أو الصانع ، وحسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أو اجتماعية أو لغرض التسلية ويشير محسن إلى أن المواد التي تصنع منها السبح كثيرة جداً ، منها ما هو طبيعي ، ومنها ما هو صناعي مثل : البلاستيك ، الفيبر ، الريزلين ، والساندلوس ، مسكي ، البكلايت ، الفاتوران وهذه المواد تسمى خامات ألمانية ، على الرغم من أنها صناعية ، لكن يصل سعر بعض أنواع السبح منها إلى 5000$ ويضيف : من المواد الطبيعية هناك اليسر (يستخرج من البحر ) الكوك ( من شجرة الكوكونت أو جوز الهند ) ، العاج ، المرجان ، العظام مثل عظام بعض الحيوانات كالجمال أو الفيلة أو الحيتان إضافة إلى الأحجار الكريمة مثل الألماس والياقوت والزمرد ... في حين أن أهم وأشهر مادة طبيعية ممكن تصنع منها السبحة هي الكهرمان
يستخدم الحرفي في صناعة السبح جهازاً بسيطا ًودقيقاً ، يتكون من المخرطة والقوس والمثقاب والعزاب والمسن والقردان . أما السبحة فتنقسم إلى أربعة أقسام وهي :
- الخرز : وهو أهم جزء في السبحة وقد يكون حجراً كريماً مثل: ( عقيق , مرجان , فيروز , كهرمان , ساندلوس ) وقد يكون مصنوعاً من الكوك أو اليسر وهو من أنواع الخشب ، وقد يكون الخرز مصنوعاً من العظام .
- المئذنة : وهو أعلى ما في السبحة وقد تكون من نفس نوع الحجر أو من الفضة
- الشواهد : وقد تسمى فواصل ، وغالباً تكون بشكل مختلف عن الخرز ، والبعض يفضل أن يجعلها من الفضة .
قيمة وثمن ....
توفيق سعيد الدجنة, محام ..تحدث عنها بقوله: لدي مسبحة تقدر قيمتها ب200ريال سعودي وقد حصلت عليها هدية وهي من الفضة ولكن المسبحة للتسبيح وذكر الله بأعداد معلومة وليس المهم أن تكون غالية أو بسيطة بقدر ما هو مهم أن تكون خفيفة ليستطيع الشخص أن يمررها بأنامله بخفة وسهولة...
عزيز... لديه أيضا مسبحة تحدَث عنها: في رمضان يجب على المسلم أن يكثر من الأذكار لأن الله سبحانه وتعالى يقدم هداياه إلى عباده في هذا الشهر وجوائزه الكثيرة في قبول التوبة والعفو والصفح فنفس الإنسان أيضا تحب أن تكون لديها ما هو ليس موجودا عند غيرها فليس مثيرا للجدل أن يحمل الشخص سبحة غالية مادام قادرا على شرائها المهم هو ذكر الله في كل الأماكن وبالنسبة لي فأنا لدي سبحة غالية لا توزن بكنوز الدنيا ولا يستطيع أحد أن يثمنها أبدا فسبحتي هي يدي بكل أناملها ...
جوع تذهب حرارته الأذكار
للصائمين نغمات خاصة وأهازيج موقرة..الصائمون أكثر الناس ذكرا لله عز وجل تسبيحا وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً فإذا طال النهار على الصائمين قصرّوه بالأذكار وإذا آلمهم الجوع أذهبت حرارته الأذكار فهم من ذكرهم في متعة ومن تسبيحهم في سعادة يذكرون الله فيذكرهم( فاذكروني أذكركم) ويشكرونه فيزيدهم (لئن شكرتم لأزيدنكم)الصائمون الصادقون يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. . الصائمون الصادقون تطمئن قلوبهم بذكر الله وتسعد أرواحهم بحب الله وترتاح نفوسهم بالشوق إلى الله
سلوى احمد...مدرسة علوم تحدثت: في رمضان تكثر الأنامل التي تحمل السبحة ويكثر الباعة المتجولون ولديهم الأشكال والألوان المختلفة التي تجذب النظر حتى إن البعض منها تجذبنا كنساء إلى اقتنائها وللأمانة شكلها كعقد للزينة والأهم من ذلك أسعارها بسيطة وإلى جانب ذلك كله فالسبحة في رمضان لها طقوسها الخاصة وجمالها الوقور خصوصا أن الواحدة منا في رمضان تتعب من كثرة العمل والسبحة تحسس الواحد منا كأنه يعمل تمارين لأنامله والفائدة منها فائدتان ذكر الله وتليين الأنامل المجهدة من كثرة العمل والطبخ والتنظيف ..
غذاء للروح
التسبيح غذاء الروح الجائعة للذكر طيلة السنة!!!هكذا بدأت حديثها سهير ..طالبة جامعية ...وواصلت : ففي رمضان بطقوسه الخاصة ينضم إلى قافلة الذاكرين والذاكرات الكثير من عباد الله وخصوصا في فترة النهار فالتسبيح يساعد الصائم على نسيان مشقة الجوع ويقيه منغصات الحياة والسبحة هي كأداة فعالة تعمل باليد وتساعد الشخص على تحريك أنامله بديناميكية متكاملة بين الأعصاب والأطراف فيصبح الشخص مع الأيام والاستمرار لا غنى له عنها ومن الطبيعي أن تجد الكثير ممن يحملون السبحة بيد والسواك بالأخرى خصوصا في رمضان لذلك لا تخلو حارة أو شارع أو زقاق من بائعي السبحة والسواك والأجمل أن يستمر هذا الوضع إلى ما بعد رمضان ..
صح عن الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: “سبق المفرّدون .قالوا :وما المفردون يا رسول الله ؟قال :الذاكرون الله كثيرا والذاكرات”.
الصائم الذاكر أسبق الناس إلى الخيرات سريع إلى الجنة بعيد عن النار سجلاته مليئة بالحسنات مفعمة بالخيرات فهنيئاً له
وإذا كان الذكر والتسبيح له ثمنه وغلاه عند الله فهناك من لا يحلو له الذكر دون الإمساك بالسبحة “أنا لا استطيع أن استغني عن السبحة وأجد نفسي ناقصا إذا خرجت من البيت ونسيتها حتى أنني عدت مرة من منتصف طريق السفر لأنني نسيتها وذلك لأنها سبحة غالية عندي كما يقال ثلاثة في واحد...”.
تلك كانت كلمات عبد الإله محمد..التي أثارت فينا الشجون كيف سبحة ثلاثة في واحد ولكنه أوضح ذلك عندما واصل حديثه قائلا: أولا هي سبحة الوالد رحمه الله عمرها 60سنة وثانيا مصنوعة من العودة تكسب يدي عند التسبيح بها رائحة جميلة ثالثا وهو الأهم عودتني على ذكر الله في كل الأوقات وخلصتني تلك الأذكار كثيرا من المآزق والهموم لذلك السبحة عندي أغلى من الروح.
في رمضان فقط
لكن زكي , السبحة عنده غالية من منطلق آخر حيث قال: عندما كنت صغيرا كنت أتعب عند الخروج مع والدي لبيع السبحات وخصوصا في شهري شعبان ورمضان ولكن بعد أن مات والدي أصبحت عادة لا أستغني عنها وأصبح عندي خبرة لا بأس بها من حيث الأجود والألطف وكم من المرات فككت الكثير من ديوني من بيعي لها وبصراحة وللأمانة أصبحت السبحة في دمي الذي يجري في وريدي ولا أستغني عنها وبيني وبينها صداقات ومواقف والآن نيتي أن أساعد الناس على ذكر الله ولا يهمني كم أستفيد من المال وأسال الله الأجر على عملي هذا ...ولكن ما يحزنني أن الناس يقبلون على شراء السبحات في شهر رمضان فقط مع أن ذكر الله واجب ..
فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم :مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ...ولا اله إلا الله فكم من ميت ما عرف الذكر وهو يعيش في الحياة يأكل ويشرب ويسرح ويمرح ولكنه ما عرف الحياة أبدا..وأقرب مثال إلى ذلك أبي فعمره ما رأيته يسبح لا بأنامله ولا بالسبحة.
تطمئن القلوب
حقيقة إذا أعرض بعض المقصرين عن ذكر رب العالمين اجتاحتهم الهموم وتوالت عليهم الأحزان عندهم كما يقال الدواء ولكن ما تناولوه ولديهم العلاج ولكن ما عرفوه “ ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال:” من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” فكم من النخيل يفوت أهل النوم الثقيل والعبث الطويل!
يا ليت زوجي يرضى يأخذ السبحة ويكثر من ذكر الله ...بدأت هكذا عايدة ..وواصلت : أتمنى ولو لثانية أرى زوجي يمسك المسبحة ويذكر الله والمشكلة أنها دائما تظل على الجنبية ولا يمسكها بيده أبدا والذي يزيدني قهرا وألما أنها من النوع الغالي التي كما سمعت قد يصل ثمنها إلى الخيال ولكنها لم تتعد كونها زينة حتى أنه في بعض الأيام يمسكها بيده ولا يحرك حتى شفته الله يهديه ويهدي الجميع ولكن خوفي أن يأخذ ولدي عنه صفات كثيرة وحتى أنه في رمضان يمضي أغلب ساعات النهار نائما وفي الليل مخزنا وهذا ربما حال الكثير ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس”.
و إذا تفكر الإنسان ما هي الدنيا؟ ما هو ذهبها ؟ ما هي فضتها؟ أي شيء قصورها ودورها؟ فسيجد نفسه يصل إلى قول الرسول الذي عنده كلما طلعت عليه الشمس لا يساوي “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله وأكبر” فهل من ذاكر يملأ ساعاته بهذه الكلمات الغاليات ليجدها يوم العرض الأكبر نوراً وحبورا وسروراً.
هوس نسائي
النساء أصبحن كما يقال أكلا ومرعى وقلة صنعة وهذا ربما عند البعض منهن وربما أيضاً الفراغ هو أهم الأسباب ..وإذا كان الجمال في الماضي يجده البعض نادرا فقد أعطى الزمن للحياة جمالا مصطنعا وللمرأة جمالا أحياناً قد يكون مزيفا ولكن تظل الأناقة النسوية هي الأساس لجعل ذوقها فوق كل الأذواق ولكن أن تصل إلى درجة الجنون فهذا ما لا يطاق ...
أفراح ...طالبة جامعية...تحدثت : أختي المطلقة رجعت إلى بيتنا بحزن وجراح وخصوصا أنها تزوجت من تحب ولكنها بسبب الفراغ لا تكف عن استقبال النساء للمقيل عندها ولأن شهر رمضان شهر سهرات وأذكار فإن كل واحدة أضافت بجانب القات والزنجبيل سبحتها الخاصة والمثير للاهتمام أن أختي تتفق أن يكون كل ليلة سهرة يلبسن نفس اللون في كل شيء حتى السبحة أعتقد أن كل واحدة لديها في خزانتها عدد الألوان السبعة والأذكى منهن واحدة أصبحت حديث المقيل لأنها عملت سبحة خاصة فيها كل الألوان..
وتواصل بنفس مجرى الحديث ..نوال : سبحة رمضان باتت من ضمن الطقوس المعتادة فلو خرجت للسوق في النهار فستجد من يمرون أمامك لا يعدون ممن يمسكون السبحات في رمضان فقط
واذكر أن جدتي صنعت لها مسبحة عددها 100حبة
ولكن المثير للجدل أنني سمعت الكثير من صديقاتي في العمل يتحدثن عن السبحة وآخر ما أصدرت السعودية وان الأفضل عند الكثيرات ماتسمى (باليسر)لأنها تتوالد مع مرور الزمن بشرط أن لا تغلق كان تشك بخيط ويضم إليها بعض العقيق أو أي شيء آخر والخوف أن تتوجه السبحة من أداة للمساعدة على ذكر الله إلى زينة للتفاخر والتباهي.
اختراع
سمر ..طالبة جامعية كان لكلماتها صدى واضح في رسم الدهشة وأثر بالغ في وصف الموقف حيث قالت: أختي طُلقت بعد زواج دام سبع سنوات و لأنه زواج عن حب أثر ذلك على نفسيتها وأصبحت حبيسة المنزل بإرادتها ولأنها اجتماعية إلى حد كبير فإنها تقيم المقيل النسائي في المنزل لأن وقت فراغها أصبح لا يعد ولا يحصى خصوصا أنها لم تكمل تعليمها الجامعي والمثير للجدل أن تلك المقايل تحلو عندهن في رمضان ويتلذذن بالسهر ولأن رمضان شهر أذكار وقراءة قرآن فإن كل واحدة تحضر معها سبحتها ومش أي سبحة ضروري يكون لونها من لون القافلة النسوية كلها _حيث انه كل يوم يلبسن لونا واحدا من الثياب ولكن فيهن واحدة ممن يصفها البعض “ مرة مدبر” حيث خرزت لنفسها سبحة تضم كل الألوان ولذلك لا تغيرها أبدا وأصبحت حديث المجلس وحازت على لقب مخترعة.
غرائب وطرائف
يعتقد بعض المؤرخين أن أول سبحة في الإسلام كانت من نوى البلح في صدر الإسلام وفي العصر الأموي اتخذ المسلمون السبحة أداة تسبيحهم ومن أشهر السبح سبحة زبيدة بنت جعفر المنصور ، وهي من السبح الفريدة في شكلها إذ صنعت من تواقيت رمانية كالبنادق اشترتها زبيدة بخمسين ألف دينار، وهناك أيضاً سبحة هارون الرشيد وهي مؤلفة من عشر حبات من الدر وتم شراؤها بثلاثين ألف دينار .
أما أغلى سبحة في العالم فيملكها سعودي وهي مصنوعة من الزمرد ويبلغ ثمنها 156000 ألف دولار .
ويحتفظ رجل كويتي بأغلى وأندر السبح في العالم حتى الآن ومن بينها 3000 سبحة من الكهرمان .
الذاكرون
رمضان شهر الذكر والذاكرين الله كثيرا سجلوا بذكرهم عظيم الأجر وأغلى الأمنيات وأجزل الأعطيات وهم الذين يذكرونه مع خروج الأنفاس وتلاقي الشفتين وتعاقب اللحظات وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله :قال ذكر الله تعالى”
كان الصحابة الأبرار إذا صلوا الفجر جلسوا يذكرون الله عز وجل حتى يرتفع النهار وكان بعضهم ينشر مصحفه بعد صلاة الفجر فيسرح طرفه في الآيات البينات والحكم البالغات فيملأ صدره نوراً إن المقصر التقصير كله من فاته رمضان ولم يسعد فيه بذكر الله ولم يصرف ساعاته في تسبيح مولاه فهل من مثابر يغتنم أنفاس العمر ودقائق الزمن؟
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق ُوثوان
فارفع لنفسك قبل موتٍ ذكرها
فالذكر للإنسان عمرُ ثان
والذكر والتسبيح ليس بالضرورة أن يكون بالسبحة ومن كان يعمل أو يداه مشغولتان فانه أسهل عليه أن يردد ذكر الله بقلبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.