نشر الجيش اليمني أمس دبابات ومدرعات شمال صنعاء، حيث وسع المقاتلون الحوثيون تواجدهم المسلح في بلدة همدان على بعد ستة كيلومترات عن المدخل الرئيسي الشمالي للعاصمة. وتمركز عشرات من جنود قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) مدعومين بدبابات ومدرعات ومدافع وعربات عسكرية أمس، في منطقة «الجائف»، شمال شرق بلدة «همدان»، الواقعة على بعد 20 كم شمال العاصمة، وعلى الحدود مع بلدة «عيال سريح» التابعة لمحافظة عمران حيث دارت مؤخرا معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمقاتلين الحوثيين خلفت ما لا يقل عن 347 قتيلا بينهم مدنيون. وذكر شهود عيان لصحيفة «الاتحاد» الاماراتية، أن قوات الجيش تمركزت على بعد كيلومترين من منطقة «سمين» في «عيال سريح»، حيث تموضعت قوة تابعة لقوات الأمن الخاصة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لجماعة «الحوثيين» المتمردة في محافظة صعدة الشمالية منذ 2004. وأشاروا إلى أن قوات الأمن المعززة بمدافع ورشاشات ثقيلة «تفرض إجراءات تفتيش صارمة على المركبات والمواطنين»، كما أن الحوثيين المدججين بقذائف صاروخية ورشاشات متوسطة وثقيلة يمارسون هذه الإجراءات أيضا. وتعد بلدة «همدان» مسقط رأس قائد قوات الاحتياط، اللواء الركن علي الجائفي، أحد أبرز ضباط الجيش اليمني، الذين قادوا الحروب الستة ضد المتمردين الحوثيين خلال الفترة ما بين 2004 و2010. وقال وجيه قبلي في «همدان»، ل«الاتحاد»، إن الحوثيين يسيطرون حاليا على أكثر من 50 هضبة وموقع في البلدة، مشيرا إلى أن التواجد المسلح للحوثي تركز على مناطق «الغيل»، «بني مونس»، «ضروان»، و«بيت الحداد». وذكر طالبا عدم ذكر اسمه، أن الحوثيين سيطروا قبل يومين على هضبة في منطقة «المعمر»، القريبة جدا من «نقطة الأزرقين»، المدخل الرئيسي الشمالي لصنعاء، حيث تتمركز قوة كبيرة من الجيش والأمن. وقدر أعداد المقاتلين الحوثيين في مختلف مناطق «همدان» بأكثر من ألف مسلح، وقال إن تعزيزات مسلحة للجماعة المتمردة تصل بشكل يومي إلى البلدة قادمة من بلدة «شبام»، التابعة لمحافظة المحويت (غرب) ومتاخمة لبلدة «ثلاء» التي تعد واحدة من مناطق نفوذ الحوثيين في محافظة عمران. وأضاف: «وصلت أمس الأول 14 سيارة عسكرية تقل مئات المسلحين الحوثيين»، نافيا أي تواجد مسلح لجماعات قبلية ودينية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني في مناطق غرب «همدان»، بحسب وسائل إعلام محلية وأخرى تابعة لجماعة «الحوثيين»، التي تحمل حزب «الإصلاح». وتشرف لجنة خاصة، مكونة من قادة عسكريين وأمنيين كبار وممثلين عن جماعة الحوثي وحزب الإصلاح، على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي اعتبره مراقبون هشا لعدم معالجته أسباب التوتر المسلح في عمران. وذكر مسؤول في السلطة المحلية أن أعضاء لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار زاروا صباح أمس نقاط تفتيش مستحدثة من قبل الجماعة المذهبية في مناطق جنوب وغرب وشمال مدينة عمران. وكانت لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق اتهمت أمس الأول جماعة الحوثيين بارتكاب خروقات من خلال استحداث نقاط تفتيش وتعزيز حشودها العسكرية في محيط مدينة عمران، وعلى الطريق المؤدي إلى صنعاء. وقال المسؤول المحلي ل«الاتحاد» إن اللجنة بحثت مع طرفي الصراع نشر قوات عسكرية محايدة في مناطق التوتر، مشيرا إلى أنه تم نشر مراقبين عسكريين في منطقة «السلاطة» جنوبعمران، حيث ما يزال يتمركز مقاتلون حوثيون بالقرب من مبنى السجن المركزي. وأجلى فريق تابع لجمعية الهلال الأحمر اليمني أمس، جثث قتلى سقطوا في المعارك الأخيرة التي دارت في منطقة «الجنات» وجبل «المحشاش» شمال عمران. وكانت بعثة اللجنة الدولية للصيب الأحمر في اليمن أغلقت قبل أسابيع مكتبها في محافظة عمران بسبب تدهور الوضع الأمني هناك. وقال عدنان حزام، وهو متحدث باسم مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، ل«الاتحاد»، إن اللجنة قدمت «مساعدات طبية إنسانية خلال الفترة الماضية، وما تزال تراقب الوضع الإنساني في عمران عن كثب». وقتل 347 شخصا على الأقل، بينهم عشرات الجنود ومدنيين، في المواجهات المسلحة بين الجيش والمقاتلين الحوثيين، حسب إحصائية مجمعة من مصادر عسكرية ومحلية وطبية. وتم أمس في صنعاء في مراسم جنائزية عسكرية تشييع جثمان المساعد في شرطة الدوريات حميد القهالي، الذي لقي مصرعه في المعارك الأخيرة في عمران. وذكر موقع وزارة الداخلية أن المشاركين في مراسم التشييع أدانوا «الاستهداف الممنهج لمنتسبي القوات المسلحة والأمن من قبل عناصر الإرهاب ومن القوى الخارجة عن النظام والقانون». وخلال السنوات الثلاث الماضية، قتل مئات العسكريين والأمنيين في اليمن بهجمات مسلحة حملت غالبيتها بصمات تنظيم «القاعدة»، فيما نسبت بعضها إلى الجماعات الانفصالية في الجنوب. ولقي جندي يمني مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون أمس، باشتباكات مع مسلحين «خارجين عن القانون» في مدينة الحوطة بمحافظة لحجالجنوبية، بحسب بيان وزارة الداخلية. وذكرت مصادر محلية ل«الاتحاد» أن الاشتباكات اندلعت أمام مبنى المجمع الحكومي بين قوات أمنية ومسلحين من الأهالي يطالبون السلطات بإطلاق سراح أقارب لهم معتقلين على ذمة قضايا جنائية. كما قتل جندي وأصيب آخر أمس بهجوم شنه مسلحون مفترضون من تنظيم «القاعدة» على نقطة تفتيش في بلدة «العدين» بمحافظة إب، جنوبصنعاء. وقال مدير أمن «العدين»، العقيد عبده الحالمي، لوكالة «خبر» اليمنية الخاصة، إن أربعة مسلحين كانوا على متن دراجتين ناريتين هاجموا سيارة تابعة للشرطة مرابطة على طريق رئيسي، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل جندي وجرح ضابط فيما ذلا المهاجمون بالفرار. وعقدت اللجنة الأمنية في محافظة إب أمس، اجتماعا استثنائيا حضره رئيس هيئة أركان الجيش، اللواء الركن أحمد الأشول، وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن على محسن مثنى، ناقش «الأوضاع الأمنية والمستجدات الراهنة التي تعيشها المحافظة» في ظل تقارير أمنية بتوافد جماعات متطرفة إليها. وفي الاجتماع، وجه رئيس أركان الجيش اليمني ب«منع حدوث أية اختلالات أمنية أو إيجاد ثغرات تمكن الأعداء من تحقيق مآربهم العدوانية»، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وأمر اللواء الأشول بتعزيز الإجراءات الأمنية لإحباط أي محاولات تستهدف إقلاق السكينة العامة في المحافظة، لافتا إلى ضرورة «تفعيل العمل الاستخباراتي لكشف وإحباط كافة المخططات الإرهابية والتخريبية». الاتحاد الاماراتية