لم يكن يدور في خلد ثلاث أسر تقطن مديرية المنصورة أن يفيقوا ذات نهار على أطلال منازلهم وهي مهدمة على رؤوسهم، و وترمى أثاثهم في الشارع، لا لشيء سوى أنهم وجدوا أنفسهم في وجه متنفذين استغلوا مناصبهم للبسط على أرض بنيت عليها تلك الثلاثة المنازل، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في العراء، ترجع القصة إلى صباح الثلاثاء قبل الماضي حيث أقدمت أطقم أمنية تابعة للقوات الخاصة (أمن مركزي) و شرطة نسائية، برفقة (شيول) تابع لمكتب الأشغال العامة بعدن و قاموا بهدم ثلاثة منازل تابعة للمواطنين، أحمد كليب، و إبراهيم أحمد، و أحمد محمد، الفاجعة التي طالت الثلاث الأسر، لم يتم التنسيق بشأنها مع أي جهة تنفيذية أو قانونية أو حتى أمنية، حيث نفى العقيد صالح الحازمي مدير قسم شرطة (كابوتا) علمه بالواقعه أو الإشعار المسبق لإعلام مالكي المنازل، مشيراً في رسالة وجهها إلى مدير شرطة عدن، إلى عدم علم عمليات المحافظة، وغياب أي أوامر قضائية، "تحويشة العمر ضاعت" هو لسان حال الأسر المنكوبة الذين فجعوا في منازلهم، و يتهم ذوي الأسر الثلاثة (قاضي) بالوقوف خلف الحادثة، مشيرين إلى أن الأراضي التي بنيت عليها المنازل تم شراءها بعقود قانونية من ملاكها الشرعيين قبل خمس سنوات، في مخطط يقطنه ما يقارب الألف مواطن، في مديرية المنصورةبعدن، ومنذ الثلاثاء الماضي توافد أبناء طور الباحة (الصبيحة) إلى مكان الحادثة لنجدة أبناءهم و رفع الظلم الذي طالهم، الأمر الذي كان ينذر بتوتر كبير و عواقب لاتحمد، إلا أن نزول نائف البكري وكيل محافظة عدن إلى مكان الواقعة، وتمكنه من إقناع مجاميع مسلحة من قبائل الصبيحة بالتريث وعدم الاستعجال حتى يتم النظر في قضية أبنائهم الذين تم هدم منازلهم من قبل متنفذين بالدولة دون وجه حق، ووعدهم بالتسريع في إجراءات القضية وحلها بأقرب وقت. وكانت تلك المجاميع المسلحة تعتزم الاعتداء على منازل بعض المسئولين والمتنفذين الذين ساهموا في تهديم منازل ثلاثة من أبناء الصبيحة بمنطقة كابوتا التقنية بعد إخراجهم وأسرهم منها بالقوة دون سابق إنذار أو مراعاة لحرمة النساء والأطفال في منازلهم، رغم أنهم يسكنون تلك المنازل منذ أكثر من أربع سنوات والأرضيات التي بُنيت عليها المنازل وفق المخطط العام للمدينة ومشتراه من ملاكها الأصليين وكل ذلك موثق لدى الجهات الرسمية مثلهم كمثل جيرانهم القانطين بتلك المنطقة ، إلا أن أحد المتنفذين بصنعاء قام قبل أسبوعين وبمساندة من جنود الأمن المركزي بمداهمة المنازل وطرد الأسر منها بالقوة قبل أن يقوم بتهديمها بحجة أنه اشترى الأراضي التي بنيت عليها تلك المنازل. وعلى الرغم من أن مالكي المنازل تقدموا بعدد من الدعاوى ضد المعتدي ومن سانده، إلا أنه لم يتم النظر في تلك القضايا حتى الآن ، في الوقت الذي تعيش فيه أسرهم في خيام بجوار منازلها المهدمة . ومن جهته ووجه النائب العام الدكتور علي احمد الاعوش نيابة عدن بسرعة التحقيق في قضية الاعتداء وهدم الثلاثة المنازل بمديرية المنصورة من قبل متنفذين منتصف اغسطس المنصرم . يأتي هذا التوجيه وفقا للشكوى التي تقدم بها مشايخ واعيان الصبيحة بمحافظة لحج الى النائب العام للمطالبة بالتحقيق بواقعة الاعتداء والتعسف الذي طال ابنائهم وهدم منازلهم بشكل تعسفي من قبل احد المتنفذين والذي يشغل منصبا رفيعا بالسلطة القضائية على مستوى الجمهورية . هذا وكان مشايخ الصبيحة قد اوضحوا في الشكوى التي تقدموا بها لنائب العام وحصلت الصحيفة على نسخة منها " بان عضو المحكمة العليا القاضي علي عوض ناصر كان قد قام وبالنسيق وبطرق شخصية مستغلين الوضع الامني الذي يمر فيه الوطن , حيث ان القوة العسكرة المكونة من خمسة اطقم والتي تحولت الى ايادي عمالة واسترزاق اقدمت فجر الثلاثاء الموافق 13/ 8/ 2014 م بمداهمة المنازل بمديرية المنصورة بطريقة مباغته دون انذار مسبق واخراج الاطفال والاسرة وبدون أي مسوغ قانوني يستندون عليه لارتكاب هذا العمل البشع ولا مراعاة حتى ادنى المعايير والاصول القانونية والاعراف الانسانية والقبلية , الا تنفيذ رغبة رجل يدعى القانون ولكن هو اول من داس على نصوص القانون بالقوة التي يمتلكها . مؤكدين بان منازلهم التي تم بنائها قبل خمس سنوات وواقعة وفق مخطط عام يقطن فيه ما يزيد عن الف مواطن ويحملون نفس العقود دون أي مخالفة تذكر, لافتين اذا كان المذكور لديه أي ادعاء قانوني بملكية الاراض كان يلجئ الى القضاء وهم على استعداد للجلوس امام القضاء دون أي منازع , الا انه اتضح ان غريمهم ارتكب الجريمة متوهما بأوراق مزورة ومن شركات وهمية واني ما يدعيه المذكور بعيدا ليس لها صلة لا بأرقام ولا بالأماكن التي توجد عليها منازلهم ابنائهم . وينتظر أرباب الأسر المكلومة إنصافهم و رفع الظلم الذي طالهم، وبأدوات رسمية يثير التساؤل عمن يعطي الأوامر والتوجيهات في تحركها، بعيداً عن سلطة الدولة، وأقرب إلى مليشيات مسلحة تأتمر بأوامر أمراء الحرب والارتزاق، دون أدنى مراعاة لمعايير الأصول القانونية و العرفية و قبلها الإنسانية، في مشهد روع الأطفال والنساء، في مدينة ينتك فيها كل جميل، من أرباب الفساد و حيتان الارتزاق دون حسيب أو رقيب.