عدن اون لاين/متابعات اعتبر القيادي في الحركة السلفية وعضو هيئة علماء اليمن ورابطة علماء المسلمين الدكتور عقيل بن محمد زيد المقطري، إن اليمن قد تجاوز مرحلة الخطر وشبح الحرب، وإن المبادرة الخليجية جاءت مخرجاً. وأكد إن الثورة اليمنية تسير في مسارها الصحيح نحو تحقيق بقية الأهداف. وأضاف: "ولا أعتقد أن الثورة ستنتهي في سنة أو سنتين، بل قد تستمر ما بين عشر إلى عشرين سنة، لأن إسقاط النظام أسهل بكثير من إقامة النظام الجديد، وليس المطلوب إسقاط رأس النظام فحسب، بل إسقاط كل أدواته معه، وما أتمناه هو إقامة دولة العدل والنظام والقانون، مع الفصل بين السلطات الثلاث - التشريعية والتنفيذية والقضائية- ومرجعيتها الوحيدة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم". وقال المقطري في حوار له مع صحيفة الثورة الرسمية نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس، إن الاتفاق الحاصل بين المعارضة والحاكم، هو الواجب لحقن دماء اليمنيين وتجنيب البلاد الوقوع في الحرب الأهلية. وأضاف: "ولا أرى تعارضاً بين المسار الثوري والسياسي، بل يكمل بعضهما بعضاً". ونصح شباب الثورة ألا يتعجلوا في اتخاذ القرارات، وأن يشاوروا أهل الخبرة والتجربة، وليحذروا كل الحذر من المندسين والمخذلين. واعتبر إن الموقف الشرعي مع الثورات السلمية، ويراها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وللشعب أن يسترد حقه في تولية من يراه مناسباً، إذا رفض الأول الإصلاح، فالحاكم وكيل عن الأمة والشعب أصيل، وللأصيل أن يلغي الوكالة عن الوكيل، ولابد من التفريق بين الخروج المسلح والتظاهر السلمي، وهذا هو الموقف الصحيح من الثورات الحاصلة والتي قد تحصل مستقبلاً. بحسب قوله. وقال إن موقف السلفيين كان مضطرباً في كل الثورات التي حدثت في المنطقة والعالم العربي، "وتباينت رؤاهم، فمنهم من وقف مع الرؤساء الطغاة حتى آخر لحظة، بل لايزال يعتقد أن الشعب خرج عن ولي الأمر الشرعي، ومنهم من تذبذب فبدأ بإصدار الفتاوى القائلة بأن الحاكم القائم هو ولي الأمر الشرعي وأن التظاهر عليه خروج... الخصم تراجع عن ذلك القول، حين ظهرت بعض الأمور وجرى النقاش معه، واقتنع بأن ذلك ليس خروجاً.. ومنهم من رأى أن التظاهر والاعتصام ليس خروجاً، وإنما الخروج يكون بالسلاح، وهؤلاء هم المعتدلون الوسطيون، وأستطيع القول بأنهم جمهور السلفيين، وهذا يتنزل على السلفيين في اليمن على وجه الخصوص". بحسب قوله. وأضاف: "والسبب الذي جعل الفصيل الأول يقول إن ذلك خروج على ولي الأمر الشرعي، هو إسقاط الأدلة في حق ولي الأمر الشرعي على هؤلاء الطغاة الظلمة الذين لم يقيموا الدين ولم يسوسوا الدنيا به، بل أخلّوا بشروط الولاية وأنزلوا الضرر بالبلاد والعباد.. وثمة سبب آخر هو أنه لا يوجد للسلفية قيادة موحدة على مستوى الأقطار والعالم، مما جعل مواقفهم مختلفة، وبدا التباين جلياً في أول الأمر، ولكن بعد سقوط أربعة أنظمة، بدأت الصورة تتضح لهم أكثر، وبالرغم من وجود هذا التباين بين فصائل العمل السلفي إلا أنه تم التعامل معها كمسألة علمية لا تفسد للود قضية، فحصل نقاش وردود عبر وسائل متعددة، وإني لآمل أن تكون هذه القضية حافزاً لإيجاد قيادة ومرجعية واحدة يصدر عنها السلفيون". وعن مشروع السلفيين وخياراتهم في المرحلة المقبلة، قال المقطري: "أهم مشروع في نظري هو التقارب والتحالف وردم هوة الخلاف القائم أساساً على مسائل اجتهادية، ويليه العمل السياسي الذي بدت ملامحه تلوح في الأفق، فهناك حراك كبير داخل بعض الفصائل السلفية لعله يتبلور في السنتين القادمتين، ولعل أكثر الفصائل السلفية تدخل في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهكذا العمل في الجانب الإعلامي هنالك تحركات ودراسات لإطلاق قناة فضائية، فالعصر هو عصر الإعلام، ونحن ندرك مدى تأثير الإعلام في تشكيل الرأي العام، وبهذا يكون السلفيون قد خرجوا من الرتابة التي استمروا عليها لعقود وأتوقع أن يكون للسلفيين أنصار كثر بإذن الله تعالى، إذا تنوعت أعمالهم وبرزوا بصورة معتدلة تتعامل بواقعية وتعمل بالممكن وترجئ غير الممكن". وعن عن المواجهات القائمة بين السلفيين والحوثيين في صعدة، قال المقطري: "الحوثية زيدية جارودية في الأصل، وتأثرت بإيران منذ التسعينيات، واعتنقت المذهب الجعفري الإثني عشري، وقد كان للرئيس صالح دور بارز في إنشاء هذه الطائفة تحت مسمى (الشباب المؤمن) ودعمهم دعماً كبيراً، واستخدمهم فيما بعد كورقة ضغط لابتزاز دول الجوار، وخاصة السعودية، هذه الطائفة أفصحت عن مطالبها بعد حرب صعدة الأولى، فيما أظن، ومنها طرد ما أسمتهم ب (الوهابية) ويقصدون أهل السنة، من سلفيين أو إخوان مسلمين من صعدة، ولما قامت الثورة الشعبية السلمية وكان موقف السلفيين المتواجدين في دماج بصعدة سلبياً من الثورة، ووصمت الثوار بأنهم خوارج، ووقفت مع السلطة، كان ذلك من جملة الأسباب التي فرح بها الحوثيون، وادخروها للوقت المناسب". وقال إن الرئيس صالح قام بسحب أكثر الجيش من صعدة بأسلحته الخفيفة بعد توقيع المبادرة الخليجية وترك المواقع بما فيها من الأسلحة الثقيلة للحوثيين "فهم يمتلكون اليوم أكثر من ثمانين دبابة، ولك أن تقدر كم عندهم من المدافع ومضادات الطائرات وال«آر بي جي» ومن الذخائر الأخرى، فهم يرون أنفسهم اليوم دولة داخل الدولة".