اغتيل وزير المالية اللبناني الأسبق محمد شطح في انفجار سيارة مفخخة وسط بيروت قرب فندق فينيسيا. مراسلة الميادين أفادت عن ارتفاع عدد الشهداء إلى ستة إضافة إلى ثمانية جرحى بحال الخطر. وقال وزير الصحة علي حسن خليل إن من بين القتلى أربعة لم يتم التعرف بعد على هويتهم. وقال مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود إن زنة العبوة بين 50 و60 كلغ ولم يتم توقيف أحد حتى الساعة. وأشار مراسل الميادين إلى نقل جثة الوزير شطح من مستشفى الحريري الحكومي إلى مستشفى الجامعة الأميركية. ووقع الانفجار في شارع "ستاركو" وهو طريق رئيسي تتفرع منه اسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية، ويوصل الى منزل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، حيث كان يفترض ان يشارك شطح بعد دقائق من وقوع الانفجار في اجتماع لعدد من قيادات قوى 14 آذار التي يعتبر الحريري من ابرز اركانها. كما توجد في مبنى "ستاركو" وابنية مجاورة وزارات ومؤسسات ادارية عامة. وتعتبر اجمالا منطقة آمنة جدا بسبب التواجد والتدابير الامنية المتخذة في محيط كل هذه المؤسسات. وندد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالجريمة معتبرا "ان هذا العمل الجبان ومهما كانت الرسائل التي يحملها ويوجهها لن تزيد اللبنانيين الا اصرارا على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الارهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلة لإثبات وجودهم". وإذ ابدى الرئيس سليمان اسفه لسقوط الضحايا الابرياء جراء هذا العمل الارهابي، دعا اللبنانيين، قيادات ورأيا عاما، الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة، لافتا الى "ان استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع امام مسؤولياتهم وامام التاريخ الذي لا يرحم". بدوره دان رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي إغتيال الوزير شطح. وقال: "إننا ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية واكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي. كما ندين كل اعمال العنف والقتل التي لا توصل الا الى المزيد من المآسي والخراب والاضرار بالوطن". واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن اغتيال شطح يهدف الى تحويل لبنان ساحة لتصفية الحسابات وايقاع الفتنة. وأصدر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيانا جاء فيه أن "الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ". وعبر حزب الله عن إدانته الشديدة للجريمة التي استهدفت الوزير محمد شطح. وفي بيان اصدره الحزب تعليقاً على التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة بيروت، رأى حزب الله "أن هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لإستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان". ودعا الحزب اللبنانيين إلى اعتماد العقلانية والحكمة في مواجهة الأخطار التي تحدق ببلدهم، كما دعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى استنفار أقصى الجهود والطاقات لوضع اليد على الجريمة وكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة. النائب وليد جنبلاط اعتبر أن اغتيال الوزير شطح "هو رسالة شديدة السلبية لكل المعتدلين من المفترض أن تواجه بمزيد من الاعتدال، ورسالة شديدة السلبية لكل العقلاء يفترض أن تواجه بمزيد من العقلانية" وأضاف: "إن هذا المسلسل الاجرامي تنقل بين الضاحية الجنوبية وطرابلس والسفارة الايرانية واستهدف اليوم الوزير شطح يؤكد مرة أخرى أن الارهاب لا يميز في استهدافاته وانفجاراته، وأن الخطوة الأولى لمواجهته والتصدي له تكون من خلال الهدوء والتعقل كما كان ينادي الوزير الشهيد وتحصين المؤسسات الأمنية والعسكرية لتقوم بدورها في حماية الاستقرار والسلم الاهلي". بدوره دان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام جريمة الاغتيال ووصفها بأنها "عمل ارهابي يهدف الى ضرب الاستقرار وايقاع الفتنة بين اللبنانيين ويستدعي من اللبنانيين اقصى درجات الوحدة الوطنية". وقال: "إن اغتيال محمد شطح والضحايا الابرياء الآخرين هو دليل على ان لبنان مازال هدفا للمؤامرة التي ترمي الى ايقاع الفتنة بين ابنائه وهز اسس الاستقرار والامان والوحدة الوطنية فيه". وفي بيان له توجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالتعزية الى "عائلة الشهيد و"تيار المستقبل" وعائلات الشهداء الذين طالتهم يد الغدر كما والى اللبنانيين جميعا"، منددا "بكل اساليب القتل والإرهاب والعنف التي تطال حياة الشخصيات الوطنية والأبرياء". واعتبر أنه "باغتيال الوزير شطح خسر لبنان وجها مشرقا من الفهم والإعتدال ومحبة الوطن كيانا وشعبا ومؤسسات" اشارة الى ان الرئيس ميقاتي سيعود الى لبنان لمواكبة التطورات. وقد تشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هاتفيا في التطورات والخطوات الواجب إتخاذها. كما اعطى توجيهاته لعقد اجتماع فوري للهيئة الوطنية العليا لادارة الكوارث. وزير الدفاع اللبناني قال في حديث للميادين "حذرنا في السابق أن الوضع الأمني مهدد في لبنان"، وأضاف "ندين هذا الإغتيال ونحن أمام مرحلة صعبة وعلى اللبنانيين التلاقي لأن الفتنة تخيم على لبنان". واعتبر وزير الداخلية مروان شربل من موقع الإنفجار أن الحل السياسي الوحيد في لبنان هو الحوار. وسيعقد المجلس الأعلى للدفاع التاسعة من قبل ظهر يوم غد السبت، اجتماعا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا.