وقع طرفا الصراع في محافظة صعدة على وثيقة وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار عن منطقة دماج، التي شهدت مواجهات عنيفة بين السلفيين والحوثيين، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتوسعت إلى عدة جبهات في منطقة حاشد بمحافظة عمران، ومديرية حرض بمحافظة حجة، ومديرية كتاف بمحافظة صعدة، ومديرية برط بمحافظة الجوف، ومديرية أرحب بمحافظة صنعاء. وأفاد مركز دار الحديث السلفي بدماج ان اللجنة الرئاسية دخلت إلى دماج، أمس، وأخرجت معها 4 من قادة السلفيين إلى مدينة صعدة، للتفاوض على وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار على دماج، بالإضافة إلى إجلاء دفعة سادسة من الجرحى، ونقلهم عبر طائرة خاصة إلى صنعاء.
وقبيل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، قال مركز دار الحديث إن جماعة الحوثيين نفذت عمليات قنص وقصف تسببت بسقوط 3 قتلى واثنين من الجرحى، وذلك بعد ساعات من إخلاء الدفعة السادسة من الجرحى.
واستأنفت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع في دماج، أعمالها مطلع الأسبوع الجاري، وعادت إلى صعدة، برفقة أمين العاصمة عبدالقادر هلال، ومحافظ البيضاء الظاهري الشدادي، اللذين كلفهما الرئيس عبدربه منصور هادي لوضع حد للصراع في دماج.
وقال رئيس اللجنة الرئاسية، يحيى منصور أبو أًصبع، إن الرئيس هادي وجه بإنهاء كافة المواجهات، ومعالجة جرحى طرفي الصراع في دماج على نفقة الدولة، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في دماج.
من جانبه، أكد قيادي سلفي في دماج أن اللجنة الرئاسية توصلت إلى هدنة مؤقتة لوقف إطلاق النار في دماج، ابتداءً من ظهر أمس، وذلك قبيل التوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار، مساء أمس، حيث عقد المفوضون الأربعة عن السلفيين اجتماعاً مع اللجنة الرئاسية والعسكرية في مقرها بالقصر الجمهوري بصعدة، لمناقشة آليات وقف إطلاق النار، وإخراج الجرحى وفتح الطرقات وإنهاء الحصار على دماج، وفي نهاية الاجتماع وقع جميع الأطراف المتحاربة في دماج على وثيقة وقف إطلاق النار، التي من المقرر أن تبدأ اللجنة بتنفيذها عملياً خلال الأيام القادمة.
وأشار المصدر إلى أنه وأثناء الهدنة المؤقتة في دماج، واصل الحوثيون عمليات القنص التي تسببت في قتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين، فيما استهدفوا بعض المواقع بقذائف هاون، والقصف على قرية الوطن بالمدفعية بعد صلاة المغرب.
وأضاف أن الحوثيين واصلوا قصف المنطقة بالأسلحة الرشاشة والقذائف، وذلك بعد أن أجلت اللجنة الرئاسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر دفعة سادسة من الجرحى.
وأشار مركز دار الحديث إلى أن الصليب الأحمر تمكن من إخراج 35 جريحا من دماج، وأن مجموعة من مشايخ السلفيين فوضهم الشيخ يحيى الحجوري ذهبوا مع لجنة الوساطة للتفاوض مع اللجنة الرئاسية.
وأفادت مصادر سلفية بأن المشايخ المفوضين عن السلفيين هم: تركي مقود، ومعوض صومع، ومحمد علي حمود، وسرور الوادعي.
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت، أمس، من إجلاء 34 جريحاً من دماج، بالإضافة إلى مريض بحاجة إلى عناية طبية، مشيرة إلى أنه تم نقل الجرحى عبر طائرة خاصة إلى صنعاء.
وفي محافظة الجوف، قالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت أمس بين مسلحين قبليين من قبائل «ذو حسين» و«ذو محمد» وبين الحوثيين في مديرية برط الذين يحاصرون معسكراً تابعاً لقوات حرس الحدود، والمجمع الحكومي بالمديرية منذ عدة أيام.
وأضافت أن المواجهات بين القبائل والحوثيين اندلعت جراء قيام الحوثيين بمهاجمة منطقة آل جرجر القريبة من مجمع برط الحكومي ومعسكر القشلة، بهدف السيطرة على جبل مطل على المنطقة، غير أن القبائل تصدت لهم، واندلعت اشتباكات بين الطرفين قبل أن تتوقف بوساطة قبلية.
وأشارت المصادر إلى أن وساطة قبلية تمكنت من وقف إطلاق النار، بين الحوثيين والقبائل، فيما التقت بقائد سلاح الحدود، العقيد منصور ثوابة، بهدف إنهاء المواجهات التي نشبت بين الجيش والحوثيين أمس الأول.
إلى ذلك، قال العقيد ثوابة في تصريح صحفي إن معسكر القشلة والمجمع الحكومي بمديرية برط العنان في الجوف ما تزال تحت الحصار الحوثي الذي فرض عليهم منذ السبت الماضي، مضيفاً ان الحوثيين أطلقوا النار على الموقع والمجمع الحكومي بعد المغرب، يوم الاثنين، ثم توقف الإطلاق بعد جهود لجنة وساطة.
وأكد ثوابة أنه أبلغ وزارة الدفاع بحصار الحوثيين للمعسكر «وقد وعدونا باتخاذ الإجراءات اللازمة لمثل هذه المواقف».
وفي محافظة عمران، أكدت مصادر محلية أن الهدوء ساد جميع جبهات حاشد، أمس، وذلك بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقبائل حاشد في منطقة خيوان، الليلة قبل الماضية، جراء هجوم للحوثيين على منطقة البراق بوادي خيوان وسيطرتهم على بعض الأجزاء منها، قبل أن قبائل حاشد تمكنوا من إخراجهم.
وأشارت المصادر إلى أن 20 على الأقل من الحوثيين قتلوا خلال تلك المواجهات، التي وصفت بأنها الأعنف في المنطقة، فيما قتل أربعة من مسلحي القبائل.
