كثفت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء المواجهات بين جماعة الحوثي المسلحة والسلفيين تحركاتها في صنعاء بهدف الضغط على جماعة الحوثي لوقف إطلاق النار في دماج، وتنفيذ الآلية الرئاسية الموقع عليها من قبل الحوثيين والسلفيين لإنهاء التوتر في دماج. وتقترب المواجهات المسلحة بين السلفيين والحوثيين، وحصار منطقة دماج بمحافظة صعدة، من إنهاء شهرها الثالث، في الوقت الذي عقدت فيه اللجنة الرئاسية خلال الأيام الثلاثة الماضية سلسلة من الاجتماعات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمبعوث الأممي جمال بنعمر، وأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني، ورئاسة مجلس النواب، في سياق جهودها الرامية لاستئناف الوساطة، بناء على تكليف الرئيس عبدربه منصور هادي للجنة بالتواصل مع جميع الأطراف والخروج بحل جذري ينهي المواجهات المستمرة بين السلفيين والحوثيين في جميع الجبهات.
وطبقاً لوكالة «سبأ» الرسمية، فقد التقت اللجنة الرئاسية المكلّفة بإنهاء التوتر في دماج، أمس، رئيس مجلس النواب يحيى الراعي واللجنة البرلمانية المكلفة من قبل البرلمان بمتابعة تنفيذ الآلية الرئاسية لإنهاء التوتر بين السلفيين والحوثيين.
وقدّمت اللجنة الرئاسية شرحاً شاملاً حول تطورات الأوضاع في مناطق الصراع في محافظة صعدة، والصعوبات التي واجهتها، والدور المطلوب من قبل مجلس النوب النواب حيال القضية.
كما التقى رئيس اللجنة الرئاسية يحيى منصور أبو أصبع، أمس الأول، مع هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاء مؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني، لاطلاعهم على المستجدات وتطورات الأوضاع في دماج، والجهود المبذولة لوقف استمرار القتال بين السلفيين والحوثيين.
ونقلت صحيفة «الثورة» الرسمية عن أبو أصبع قوله إن «الهدف من اللقاء برئاسة مجلس النواب، وقيادات مؤتمر الحوار الوطني، هو اتخاذ موقف من التداعيات الخطيرة للحرب الدائرة في صعدة واتساع نطاقها».
وكانت اللجنة الرئاسية التقت، مساء الجمعة، بالمبعوث الأممي جمال بنعمر، وطلبت منه الاتصال بجماعة الحوثي، ومطالبتها بوقف إطلاق النار، وتنفيذ الآلية الرئاسية الموقع عليها من قبل طرفي الصراع.
وأكد أبو أصبع أن اللجنة الرئاسية تعمل وقف خطة للتحرّك مع كافة الأوساط المحلية والدولية بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار، والسماح بإخلاء الجرحى ودفن جثث القتلى في دماج.
وباءت جهود اللجنة الرئاسية لوقف إطلاق النار في دماج بالفشل خلال الفترة الماضية، وقال أبو أصبع في وقت سابق إن «قرار وقف إطلاق النار بيد عبدالملك الحوثي (زعيم جماعة الحوثيين المسلحة)، الذي يمتلك قرار الحرب والسلم».
وتتزامن جهود اللجنة الرئاسية مع تطوّرات تشهدها جبهة القتال بين جماعة الحوثي والقبائل الموالية للسلفيين في جبهة حاشد بمحافظة عمران، حيث اجتمع عدد من مشايخ حاشد وهمدان وأرحب، أمس الأول، في مدرسة السلام بمنطقة خمر، لمناقشة تطوّرات الأوضاع في عمران.
وقالت مصادر محلية إن الاجتماع ضم كلاً من: الشيخ حسين الأحمر، الشيخ علي حميد جليدان، والشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب، والشيخ مبخوت المشرقي، والشيخ علي الغثيمي، والشيخ محمد يحيى طميس، والشيخ أحمد بن هادي الزحر، والشيخ عبد الخالق شويط، والشيخ حمير الأحمر، والشيخ يحيى مجاهد أبو شوارب.
وأضافت المصادر أن الاجتماع تمخض عن الاتفاق على توحيد جهود القبائل لإخراج الحوثيين من المناطق التي يتواجدون فيها بالقرب من منطقة خيوان، وإيواء النازحين من مناطق المواجهات، وإغاثتهم، وعقب الاجتماع تحركت قافلة من مسلحي القبائل إلى منطقة خيوان ووادي دنان، وانضمت إلى جبهات القتال.
وأفاد بيان صادر عن السلفيين في جبهة حاشد بأن مواجهات عنيفة تدور منذ منتصف ليل أمس الأول في منطقة خيوان وسفيان، وأن هناك عدداً كبيراً من القتلى والجرحى الذين لم يتم التمكن من معرفة أعدادهم حتى ليلة أمس.
لكن موقع «وكالة اليمن الإخبارية» المقرب من الحوثيين قال إن مسلحي الجماعة في منطقة خيوان وافقوا على مقترح من لجنة وساطة من مشايخ في قبيلة حاشد بقيادة الشيخ علي حميد جليدان، وان اللجنة «وصلت صباحاً الى خيوان واتفقت مع ممثلي انصار الله (الحوثيين) على وقف اطلاق النار فوراً، ورفع المتارس، واخراج كل الأجانب من المنطقة».
لكن الوكالة نقلت عن مصدر حوثي قوله ان الشيخ حسين الأحمر رفض بنود الاتفاق، واتهم قوات الجيش بمساندة رجال القبائل المناوئين للحوثيين.