تمكنت اللجنة العسكرية اليوم السبت من إخلاء عدد من المواقع العسكرية في المناطق الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء والتي شهدت خلال عام توتراً بين رجال القبائل وقوات الحرس الجمهوري المتمركزة بكثافة هناك. وشهدت مناطق أرحب ونهم وبني جرموز اشتباكات بين قوات الحرس التي كانت موالية للرئيس السابق ورجال القبائل الموالين للثورة ضده ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين إضافة إلى مدنيين ونزوح آلاف السكان. وبحسب مصادر محلية تحدثت للمصدر أونلاين، فإن فريقاً من اللجنة العسكرية برئاسة وزيري الدفاع والداخلية بدأ بتنفيذ اتفاق سابق وقع قبل نحو شهر بين زعماء القبائل وقوات الحرس لإزالة التوتر. وتمكنت اللجنة العسكرية من إخلاء أهم موقعين عسكريين في المنطقة هما «تبة واصل» الذي كان يسيطر عليه مسلحون من القبائل، وموقع «باذان» الذي تتمركز فيه قوات من الحرس الجمهوري، ونشرت اللجنة جنود من قوات الحماية التابعة له والمشكلة من وحدات مختلفة. وسحبت اللجنة العسكرية آليات تابعة للحرس الجمهوري من بني جرموز وأرحب، كما رفعت ثلاث نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية واستبدلتهما بجنود من الحماية الأمنية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الفريق الذي يرأسه اللواء الركن محمد ناصر أحمد واللواء دكتور عبدالقادر محمد قحطان تحرك باتجاه طريق أرحب وبني جرموز التقوا خلالها بوجهاء ومشائخ وأعيان بني جرموز الذين أكدوا استعدادهم لتنفيذ قرارات وتعليمات اللجنة العسكرية واستعادة البلاد لأوضاعها الاعتيادية. لكن منطقة بني جرموز شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية توتراً بين القبائل وقوات الحرس التي قصفت قرية ووقع إطلاق نار متبادل أدى إلى مقتل مدنيين وجرح اثنين آخرين هما أب وطفلته في قرية القصير. ويتوقع أن تتابع اللجنة العسكرية مهامها يوم غد الأحد، حيث ما تزال هناك بعض المواقع التي تنتشر فيها قوات الحرس والمسلحين في مديريتي أرحب ونهم.
وقال مصدر محلي ل«المصدر أونلاين» إن الأوضاع بدأت تعود إلى طبيعتها كما كانت قبل عام ونصف في المناطق التي أخليت من المسلحين. إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء اليمنية إن فريقاً آخر من اللجنة العسكرية برئاسة اللواء الركن علي سعيد عبيد واللواء فضل بن يحيى القوسي قاموا بالنزول الميداني والإشراف المباشر على فتح طريق صنعاء – مأرب وإزالة النقاط المستحدثة من الطريق العام والمظاهر المسلحة للمجاميع القبلية وأفراد القوات المسلحة، حيث تم رفع وإزالة كافة المظاهر والنقاط المسلحة إبتداءً من نقطة خشم البكرة ونقطة مثلث الحتارش ومنطقة الغراس وتبة عصيدة وبني جرموز وبيت دهرة واستبدال تلك النقاط بوحدة عسكرية من الشرطة العسكرية الذين باشروا مهامهم في كافة النقاط التي تواجدت فيها المجاميع القبلية وأفراد القوات المسلحة. وقد أكد الناطق الرسمي باسم لجنة الشؤون العسكرية علي سعيد عبيد أن اللجنة حققت نجاحًا كبيرًا في إزالة ورفع المظاهر المسلحة من طريق صنعاء – مأرب بدءًا من خشم البكرة وحتى منطقة بيت دهرة، موضحًا بأن اللجنة ستستكمل بقية مهامها في فتح طريق صنعاء - مأرب يوم غدٍ من منطقة بيت دهرة حتى نقيل بن غيلان وإزالة ما تبقى من أية نقاط أو مظاهر مسلحة واستبدالها بقوة من الشرطة العسكرية التي ستتولى مهام التفتيش والتأمين للطريق العام، مشيدًا بالتعاون الذي لمسته اللجنة من الجميع في فتح الطرقات وإزالة الحواجز والنقاط والمظاهر المسلحة. وتم تشكيل لجنة الشؤون العسكرية والأمن والاستقرار بموجب المبادرة الخليجية لنقل السلطة، حيث يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي. ومهمتها إنهاء المظاهر المسلحة من المدن وإزالة التوتر من المناطق الملتهبة خاصة في العاصمة صنعاء.