تأتي دعوة الحوثيين للحوار في ظل استمرار الضربات الجوية التي يشنها طيران التحالف منذ 26 مارس/آذار الماضي وتستهدف مواقعهم وألويتهم العسكرية والقواعد الجوية اليمنية التي يسيطرون عليها، إلى جانب القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. أكدت الرئاسة اليمنية رفضها إجراء أي حوار مع جماعة الحوثي في الوقت الراهن حتى الانتهاء من عملية عاصفة الحزم التي ينفذها طيران التحالف بقيادة السعودية، وذلك ردا على تصريحات لقيادي بجماعة الحوثي أكد فيها استعدادهم للحوار شريطة وقف الغارات الجوية عليهم.
وكان رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد قد قال في مقابلة مع وكالة رويترز يوم الأحد إنهم يقبلون الجلوس على طاولة الحوار وفق سقف زمني، لكنه اشترط قبل ذلك وقف ما سمّاه "العدوان".
وخلافا لهذا التغيير في الموقف، فإن الصماد لا يزال يتمسك برؤيتهم السابقة وهي رفض القبول بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي أو اعتباره جزءا من الحل، بالإضافة إلى رفضهم إشراف دول الخليج وخاصة السعودية على الحوار أو احتضانه وذلك عبر اشتراطهم رعايته من "أطراف دولية أو إقليمية ليس لها مواقف عدائية من اليمن والشعب اليمني", بحسب تصريحات الصماد.
وتأتي دعوة الحوثيين للحوار في ظل استمرار الضربات الجوية التي يشنها طيران التحالف منذ 26 مارس/آذار الماضي وتستهدف مواقعهم وألويتهم العسكرية والقواعد الجوية اليمنية التي يسيطرون عليها، إلى جانب القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء ومختلف المدن الأخرى.
كما تتزامن مع قرارات للرئيس هادي تتضمن إقالة قيادات عسكرية في الجيش والأمن تنتمي لجماعة الحوثي وبعضها موالية لها، وإحالتها للمحاكمة العسكرية بتهمة "إخلالها بالواجب الوطني والزج بالقوات المسلحة في معارك لا تخدم الثوابت الوطنية".
مناورة ورفض ويرى السكرتير الصحفي برئاسة الجمهورية مختار الرحبي في دعوة القيادي الحوثي صالح الصماد للحوار مجرد "مناورة سياسية لكي يلتقطوا الأنفاس ويرتبوا أوراقهم المبعثرة", مؤكدا رفض الحوار معهم في الوقت الراهن حتى استكمال أهداف عاصفة الحزم.
وأرجع الرحبي في حديث للجزيرة نت رفض الرئاسة قبول الحوار مع الحوثيين حاليا إلى تجربة الحوار في الفترة الماضية التي وصفها بالسيئة والتي لم يلتزموا فيها بما تم الاتفاق عليه وخاصة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد المتحدث ذاته أن أي حوار مرتقب مع الحوثيين في الفترة القادمة سيكون مقتصرا على "من لم يثبت أنه لم يشارك في القتل أو بمعنى آخر لن نحاور إلا الشرفاء فقط".
"علي الشريف:هناك فرصة أمام الحوثيين للرجوع إلى الصواب والتراجع عن الانقلاب وتسليم أسلحة الدولة والاعتراف بالشرعية والعودة للحوار لإنقاذ اليمن وإنقاذ أنفسهم."
تشكيك بالجدية من جانبه, شكك الكاتب والمحلل السياسي علي الشريف في جدية الحوثيين في الحوار هذه المرة بالنظر إلى أنهم جماعة غير ناضجة سياسيا والتجارب معها تؤكد عدم مصداقيتهم.
وفي تقديره فإن أحد دوافع تصريحات الصماد يعود إلى تأثر الحوثيين بشكل كبير من الضربات الجوية والمواجهات الميدانية في المحافظات الجنوبية بعدن والضالع وشبوة وكذا محافظة مأرب شرقي البلاد.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن هناك فرصة أمام الحوثيين "للرجوع إلى الصواب والتراجع عن الانقلاب وتسليم أسلحة الدولة والاعتراف بالشرعية والعودة للحوار لإنقاذ اليمن وإنقاذ أنفسهم".
ويخلص الشريف إلى أن حل مشكلة اليمن لن يكون إلا من قبل اليمنيين أنفسهم، متمنيا أن يتعظ الحوثيون من دروس انقلابهم مع حليفهم صالح على مخرجات الحوار وما نتج عنه من جلب كل هذا الدمار للبلاد, حسب تعبيره.