الأحد الماضي أعلن النائب الأول لرئيس المؤتمر أحمد عبيد بن دغر تأكيد حزبه على شرعية الرئيس هادي والمشاركة في حوار الرياض ودعا الحوثيين للانسحاب من المدن والالتزام بقرار مجلس الأمن 2216. وفي اليوم التالي أعلن ناطق حزب المؤتمر ذاته عبده الجندي أنه بيان بن دغر باطل وأن الحزب لن يشارك في مؤتمر الرياض معتبراً في تصريح لوكالة أنباء روسية أن بيان بن دغر لا يمثل المؤتمر وانما يعبر عن بن دغر ذاته. ميدانياً على الأرض تشترك القوات الموالية لرئيس المؤتمر الشعبي العام مع قوات الحوثيين في الحرب على مدن عدنوتعز ومارب والضالع وشبوه. كل هذه المتناقضات في إطار مؤسسة حزبية واحدة، وتعبر عن حالة من عدم التوازن والاختلال الذي فاجأ الحزب مع بدء التحالف العربي عملياته في أواخر مارس الماضي. ويشارك بن دغر الى جانب الأمين المساعد للمؤتمر سلطان البركاني في التحضير لمؤتمر الرياض الذي أعلن الرئيس هادي عقده في السابع عشر من الشهر الجاري. وإلى جانبهما تتواجد كثير من قيادات حزب المؤتمر في الرياض أبرزهم عبدالقادر علي هلال ومحمد بن ناجي الشايف وعزيز صغير ومعمر الإرياني. وفي موقف لافت دافع رئيس الحزب علي صالح عن الدكتور عبدالكريم الارياني الذي سبق وأن أعلن عن فصله من الحزب. وبعد حفلات من الشتائم والتجريح بحق الارياني طوال الفترة الماضية بسبب مواقفه البعيدة عن مواقف صالح، قال الأخير ان أي إساءه للدكتور عبد الكريم الارياني تعتبر إساءه للمؤتمر الشعبي العام بشكل خاص ولليمن بشكل عام. ووصف الارياني بأنه شخصية وطنية وحدوية قدم معظم حياته من اجل اليمن، مضيفاً "ولا نقبل الإساءة الى أي قيادي من قيادات المؤتمر الشعبي العام أينما كانوا". في ذات السياق قال عبدالعزيز جباري رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمرالرياض في تصريحات لمحطة الجزيرة أن قيادات المؤتمر المتواجدة بالرياض جاءت بتكليف من اللجنة الدائمة للحزب. وتروج مواقع إعلامية مقربة من الرئيس السابق صالح عن دعوته للموالين له بالانسحاب من القتال في تعزوعدن، فيما يقول رجال المقاومة أن قوات صالح لا تزال تقاتل على الأرض على كل الجبهات. وتوصف علاقة تحالف "الحوثي والمؤتمر" بأنها غير مستقرة وتشهد تجاذبات تطفو على السطح بين الحين والآخر، ففي حين أعلن صالح في 26 من شهر إبريل الماضي عن دعوته لوقف القتال في المحافظات داعياً الحوثيين الى الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير أصرت جماعة الحوثي على موقفها الرافض للقرار وهاجم محسوبون على الجماعة الرئيس السابق واتهموه ب"الخيانة". ويرى مراقبون أن صالح يتوقع ردة فعل تجاهه إذا ما قرر السير في خطوات منفردة تتماشى مع التطورات الأخيرة، خصوصاً وأن هناك ثأر تحت الرماد بين الطرفين بفعل الحروب الماضية على الحوثيين أيام حكم الرئيس صالح وتثير مواقف المؤتمر تساؤلات عدة حول مستقبل الحزب خصوصاً في ظل تمسك صالح بالبقاء في رئاسة الحزب، فيما قال الإعلامي السعودي المقرب من دوائر القرار في المملكة جمال خاشقجي أنه من غير المقبول أن يكون لصالح أي دور في المستقبل. وبين مشاركة قيادات مؤتمرية في التحضير لمؤتمر الرياض ورفض الناطق باسم الحزب المشاركة في حوار الرياض واشترط للقبول بالحوار أن يكون في " بلد محايد" وإيقاف العمليات العسكرية لقوات التحالف، يخوض المؤتمر مناورة ركيكة في محاولة لتجاوز العزلة الدولية التي عززتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالتطورات في اليمن. المصدر أونلاين