كشفت مصادر يمنية رفيعة عن اتصالات مكثفة بين إيران والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر وميليشيات الحوثي لتسليم عدن إلى بعض مكونات الحراك الموالية لإيران لتحويل الجنوب إلى بؤرة صراع متعددة الأطراف. ونقل موقع “العربية نت” عن المصادر السياسية قولها إن جزءاً من المفاوضات التي احتضنتها مسقط بمشاركة أميركية تركزت على إمكانية تسليم الحوثيين عدن وبعض مناطق الجنوب لتيار بالحراك الجنوبي مقرب من إيران.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة ما هي إلا مؤامرة تهدف إلى صرف الأنظار عن انقلاب ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح, وتحويل أزمة اليمن إلى نزاع جنوبي – شمالي يغرق البلاد في حرب طويلة.
وأشار الموقع إلى أن العلاقة التي نسجها الحوثي مع مكونات من الحراك الجنوبي خلال السنوات الماضية وخصوصاً الداعمة لكل من الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض وعلي ناصر محمد والمرتبطة بإيران قد تكون سبباً في وقوع صراع جنوبي يشتت الجهود لإعادة بسط الشرعية ووحدة اليمن.
وفي هذا الإطار, كشفت مصادر سياسية جنوبية عن اتصالات مكثفة جرت بين الحوثيين والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر من أجل تسليم عدن لجماعته بمشاركة بعض أطراف الحراك في المدينة, وتشكيل مجلس مشترك تسند إليه مهمة استلام عدن.
وأضافت أن بعض أطراف الحراك تبدي قلقاً شديداً من خطورة خلط الأوراق في الجنوب في ظل تزايد نفوذ تنظيم “القاعدة” ومخاطر دخولها على خط السيطرة على عدن بالتنسيق مع أطراف متشددة مناوئة للحوثيين.
ولفتت إلى أن الأطراف الدولية حاولت الضغط في جنيف لإجراء مشاورات بين طرفي الشرعية والانقلابيين, لكنها فشلت نتيجة التدخلات الإيرانية وتأثيرها على وفد مليشيات الحوثي وصالح.
وأشارت إلى أن ممثل الحراك الجنوبي الآتي من صنعاء إلى جنيف غالب مطلق ومعه أمين عام “الحزب الاشتراكي” عبد الحمن السقاف حرصا بعد وصولهما إلى جنيف على التأكيد أن لا علاقة لهما بميلشيا الحوثي والمخلوع بل إنهما مكونان سياسان مختلفان يمثلان القضية الجنوبية, وهو ما يكشف عن نوايا إيرانية لتحويل اليمن إلى سورية, وتخفيف وطأة الضغط على حلفائها الحوثيين الذين وجهوا إليها أخيراً انتقادات كبيرة لسلبية موقفها.