بعثت طفلة يمنية في الرابعة عشرة من العمر برسالة مؤلمو وموجعة بكت كل من قرأها .. وجهتها الى كلا من (السيد بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة, وكل قادة وزعماء وحكماء العالم, ثم الى الانسانية جمعاء) حسب وصفها .. ناشدتهم فيها انقاذ اليمن ووقف نزيف الحرب ليتمكن الاطفال من العودة الى مدارسهم .. فيما يلي نص الرسالة: الى السيد بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة المحترم
الى كل قادة وزعماء وحكماء العالم
الى الانسانية جمعاء
بإسمي انا الطفلة(عزة منصور الصمدي) ونيابة عن كل أطفال هذا البلد المكلوم والمظلوم والمعذب .. اتوجه اليكم بهذا النداء وهذه الإستغاثة العاجلة .. عن ما حل بنا كأطفال ابرياء وببلدنا من خراب ودمار وانهيار وانقسام وتشظي.
يا قادة وحكماء الإنسانية: ها هو عامنا الدراسي الثاني يبدأ وانا وكل اقراني من الاطفال الابرياء نعيش تحت نيران القصف والتشريد والتهجير والقتل والتنكيل، والرعب والخوف، والتجويع والبؤس .. مدارسنا مهدمة واخرى تحولت مراكز لإيواء النازحين، وثالثة اضحت عبارة عن متارس لأطراف الصراع .. وحكومتنا غائبة وكل مقومات الحياة والامان والاستقرار منعدمة .. فكيف لنا ان ندرس ونستوعب؟! كيف لنا ان نتعلم ومعلمونا ومعلماتنا مشردون ومهجرون؟! كيف لنا أن نقرأ ونراجع دروسنا، كغيرنا من اطفال العالم في ظل هكذا ظروف؟! .. العام الماضي انقضى دون ان نتعلم فيه شيء، وهذا العام كل المؤشرات تؤكد اننا وبلادنا سنظل نراوح في ذات المكان، وانكم انتم يا رعاة الطفولة ومسؤولي الحقوق والحريات ستواصلون صمتكم وتغاضيكم عنا وعن معاناتنا وآلامنا، وجراحاتنا ودموعنا، وتغضون الطرف عن صرخاتنا التي تهز ارجاء المعمورة.
ايها العالم: اناشدكم واستصرخ فيكم الضمير الإنساني الحي .. بإسم الطفولة والبراءة وبإسم الحياة والحق والكرامة ان ترحمونا وتغيثونا وتوقفوا معاناتنا، فكل قادتنا ومسئولينا فقدوا عقولهم .. تذكروا اننا نحن الاطفال لا ذنب لنا في ما يجري، لم نقترف أي إثم لنتجرع كل هذا المرار والقهر والظلم ونحن لم نعي معنى الحياة بعد، لم نعي غاية وجودنا في هذا العالم بعد .. نحن صغار ابرياء عزل بسطاء كأطفالكم نحلم كما يحلمون ونفكر كما يفكرون، نحب مدارسنا كما يحبون مدارسهم، نحب اللعب والمرح واللهو والحياة الجميلة كما هو حال كل ابناءكم .. فلماذا نقتل ونشرد ويصادر حقنا في الحياة والعلم والمعرفة والوجود وانتم صامتون؟! .. لماذا لا تزالون تنظرون لنا وكأننا مجرد كائنات لا تستحق الحياة، لماذا تميزون بيننا وبين كل اطفالكم في الوقت الذي تدعون فيه محاربتكم لكل انواع التمييز؟!.
يا زعماء الانسانية: انني اكتب اليكم هذا النداء وانا ابكي وانتحب .. بت اشعر بأنني كائن لا استحق العيش، نعم صمتكم وتجاهلكم لمعاناتنا عزز في قرارة نفسي هذا الشعور .. أأوي الى فراشي كل ليلة وانا اودع العالم والحياة .. لأنني ومن خلال ما اسمع وارى ما يحل بأقراني من اطفال اليمن كل يوم اشعر بأنني ربما لن احض بعيش يوم جديد، وقد يأتيني الموت بغتة فلا افيق بعدها.
ايها المدافعون عن الحق والحياة في هذا العالم: لا اريد ان اطيل عليكم فقط اريدكم تتذكرون دوما انني وكل اطفال اليمن نحلم ونتوق ونتمنى ان نحضى بحياة جميلة آمنة مرفهة كالتي يحلم بها ابناءكم .. تذكروا اننا لا نريد ان نموت .. بل اننا متمسكون بالحياة ونريد ان نكبر ونتعلم لنتمكن من اداء دورنا ورسالتنا في الحياة كأنتم جميعا .. وعليه ثقوا جيدا انني ان غيبني الموت انا وكل طفل في هذه البلاد فإنكم انتم المسئولين عن ذلك ولن نسامحكم وستظل ارواحنا تلاحقكم الى الابد.
كونوا بخير وانعموا بالحياة .. ولكن لا تنسونا,,,,,,,,