في أول رد رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية على تصريحات ناطق الحوثيين المستمرة بإستعداد جماعته بتسليم السلاح الثقيل للدولة . قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية "إذا سلم الحوثيون سلاحهم فسيكونون شركاء معنا في العملية السياسية في الوطن"، لافتًا إلى ضرورة تسليم مقرات الدولة التي استولوا عليها. جاء ذلك في حوار أجرته "الأناضول" مع المخلافي على هامش مشاركته في القمة الإسلامية ال 13 في إسطنبول يومي 14 و 15 أبريل/نيسان الحالي.
وأضاف "سيكون لدينا الاستعداد إلى الانتقال السياسي، على أساس استكمال المبادرة الخليجية، إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني (عقد في 18 آذار/مارس 2013)، ولن نستثن أحدًا بمن فيهم الحوثيين، فنحن نرفض استقصاء أحد، كما نرفض أن يكون هناك أية مجموعة مسلحة خارج إطار القانون".
وفي مارس/آذار الماضي أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن موافقة الأطراف اليمنية على هدنة في جميع أنحاء البلاد، بدأت من منتصف ليل 10-11 أبريل/نيسان الجاري، على أن يعقبها محادثات سلام في الكويت في ال 18 من الشهر ذاته.
وتابع المخلافي، أن "الانقلابيين (في إشارة إلى الحوثين والرئيس السابق علي عبد الله صالح)، أعلنوا التزامهم بقرار 2216، الصادر من مجلس الأمن العام الماضي، والذي يلزمهم بالانسحاب وتسليم السلاح، وأنهم قبلوا بتوقيع اتفاقات مع المملكة العربية السعودية، وأشادوا بالدور السعودي في دعم اليمنيين، لأنهم أصبحوا يشعرون بأن عليهم الانصياع لرغبة المجتمع الدولي، وهذا من شأنه مساعدتنا في تحقيق نتائج في الكويت".
وأضاف، أن"وضع الحكومة أفضل على الأرض مما كان في الماضي، والحوثيون لم يعودوا متقدمين أو صامدين مثلما كانوا من قبل، لأنهم أنهكوا، لذلك هم جنحوا إلى السلام".
وشدد المخلافي، على أن "الحكومة اليمنية حريصة على السلام، وهي لم تختار الحرب، لكن الطرف الانقلابي، كان ينتهك الهدن السابقة، وحاليا تجري هدنة بوساطة الأممالمتحدة، وبضغوط دولية، على أن يتم الذهاب إلى محادثات الكويت المزمع عقدها 18 أبريل/نيسان الجاري، للوصول إلى اتفاق سلام".
وقال ، في إجابته حول الهدنة، "أعلنّا الهدنة في 10 أبريل الجاري، لكنّ الطرف الانقلابي ما زال يجري المناورات والخروقات، خصوصا في مدينة تعز، حيث قاموا بضرب المدنيين، والحكومة ما زالت تعبر عن ضبط النفس للالتزام بالهدنة، وتوجه رسائل للحوثيين بأنه إذا تم الاستمرار في خرق الهدنة فإنه سيتم الرد، ونتمنى بألا نصل إلى موعد المحادثات والخروقات قائمة".
وعن حول حصار مدينة تعز قال "الانقلابيون يكثفون كل قوتهم هناك، لأن سقوطها يعني سقوط الانقلاب، ونحن نبذل كل جهودنا لفك الحصار، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على ذلك لأنه إلى الآن لم يحرك ساكنًا".
ولخص المخلافي الوضع في اليمن قائلًا، "اليمن واجهت خلال سنة الحرب ظروفاً سيئة، أثرت على اليمنيين بشكل كبير، من خلال نقص الأدوية والأغذية، وحصار تعز، وحالة الدمار الشامل، إضافة إلى الأساليب السيئة التي فرضها الانقلابيون، مثل السوق السوداء، وهذا يقتضي من العالم والأمة الإسلامية تحديدًا، مساعدة اليمن في موضوع الغذاء والدواء".
وحول القمة الإسلامية التي عقدت في إسطنبول الخميس والجمعة الماضيين قال المخلافي، "هي إحدى القمم التي نعول عليها، وتركيا لها قيادة فاعلة وسياسة خارجية متنامية، ولديها ثقل في العالم الإسلامي، بل حتى في العالم كله، ونعتقد أن سنوات رئاستها للقمة سوف تؤدي إلى دور إيجابي، وفي العادة حجم القرارات في القمم الإسلامية كثيرة، وآلية تطبيقها متعثرة، لكن هذه القمة قراراتها جيدة، ونعول على السياسة المتنامية للقمة، لكي تتحول القرارات إلى واقع".
وشدد المخلافي، إلى أن" إشارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن العالم بحاجة إلى عضوية دائمة للعالم الإسلامي في مجلس الأمن، تشكل دعوة إيجابية، إضافة إلى الدعوة إلى الاهتمام بالمسلمين حول العالم، بمن فيهم مسلمي أوروبا".
وأشاد بالمساعدات التي تقدمها تركيا إلى اليمن، قائلًا، "هنالك جهود جيدة من قبل تركيا، وهي تدعم الحكومة الشرعية، وسيكون هنالك مستشفيين ميدانيين، سيتم إنشاؤهما بدعم تركي، في مدينتي عدنوتعز، وهنالك عدد من سفن الغذاء والدواء التي وصلت اليمن من تركيا".
وأشار نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية إلى "وجود 26 ألف جريح يحتاجون إلى المساعدة في اليمن، إضافة إلى المشردين"، لافتا إلى حاجة اليمن إلى مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.