ثمة من يتحرك بمحض عواطفه ودوافعه النفسية القائمة على امزجته الحادة بعيدا عن عالم الفكرة والافكار.. فمتى حصل على مبتغاه رايته يعيش حالة استرخاء عاطفي ومزاج متعجرف يعكس حالة الاشباع التي لم تُشبع سوى غريزته النفسية(عالم الهوى)يظن انه حصل على مبتغاه فيما هو يعيش في هواء!!!والهواء فراغ!!!هذاهو تيه العيش في ميدان اللذائذما بين (البطن والفرج)..لاوجود لعالم الرسالة وعالم الافكار الذي يجعل للحياة قيمتها..فبدون عالم الرسالة يكون فيه للفرد مشروعه الرسالي يغرق الفرد في تيه الرغبات واللذائذ ويصبح مصيدة لهواء النفس ومنقاد لغرائزه التي قد تصل بصاحبها الى درجة البهيمية!!!بدون المشروع الخاص يصبح الفرد ريشة في مهب الريح !!!فالمشروع الخاص والعيش في رسالة احد اُسس النهوض والتجدد الحضاري لان اول اسس النهوض هو تغيير ما بالنفس والنهوض بها لتؤدي رسالتها في الارض(ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)(ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) فمن عجز عن النهوض بنفسه واتاثير في محيطه فهو عن اصلاح البلاد واوضاعها اعجز!!فمن يري ان يُغير اوضاع بلاده فليبدا بتغيير نفسه افكاره اهتماماته اخلاقه وطموحاته واولوياته ومعلوماته وسلوكياته ومهاراته ومعاملاته!!وكما يقول المفكر االامي سهيل الغنوشي "المطلوب ثورةفي العقول والنفوسوالاخلاق والسلوكيات والمعاملات والطموحات تمهد لنهضة شاملة تقوم على الحرية والعدالة والمساواة"ويقول ايضا"فعلى كل من يريد ان يسهم في هذه الثورة الهادئة عليه ان يعتنق رسالةحياة جوهرها النهوض بنفسه ووطنه وهذا هو جوهر رسالة الاسلامفيصبح رساليا وطنيا،ويقرن الياة بالحرية والكرامة،فلا معنى ولا قيمة للحياة بلا رسالة وبلا حرية وكرامة"