دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، يوم الخميس، الأطراف المتحاربة إلى الاجتماع في جنيف، يوم السادس من سبتمبر/أيلول، لمناقشة إطار لمحادثات سلام وإجراءات لبناء الثقة. وقال غريفيث- خلال إحاطة في مجلس الأمن الدولي- إن هذه المحادثات "تأتي في إطار مساعيه لإنهاء الحرب المستعرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام". واستضافت جنيف جولتي مشاورات يمنية منذ تصاعد الحرب في اليمن عام 2015، حيث انعقدت الأولى في يونيو/حزيران والثانية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، إلا أن الجولتين انتهتا دونما التوصل إلى اتفاق. من جانب آخر، دعا المبعوث الدولي مجلس الأمن، إلى دعم جهود خفض التصعيد واستئناف العملية السياسية، وقال إنه لا يتوقع الوصول إلى أرضية اتفاق بين الأطراف، حول الحديدة، لكن الخلافات جرى تضييقها. وأشار غريفيث إلى استمرار التصعيد رغم الجهود السياسية، محذراً من أن يصبح البحر الأحمر مسرحاً له، ودعا إلى تحييده عن المواجهات. وكان الحوثيون أعلنوا وقف عملياتهم البحرية اعتباراً من الأربعاء، عقب إعلانهم استهداف ناقلتي نفط سعوديتين لها في البحر الأحمر. وكثف التحالف ضرباته الجوية في أكثر من محافظة بالبلاد، وفي المقدمة منها مدينة الحديدة الإستراتيجية التي تسعى القوات الحكومية المدعومة من التحالف، إلى انتزاع السيطرة عليها، من الحوثيين. وكان مصدر حكومي مسؤول قد اعتبر الذهاب إلى التفاوض مع مليشيا الحوثي أو القبول بهذا الأمر في ظل بقاء سيطرة المليشيا على الحديدة، اعتبره هزيمة للحكومة الشرعية والتحالف العربي. ونجاح إيران في استخدام تهديداتها. ويرى مراقبون أن اختيار شهر سبتمبر للتفاوض له دلالة حيث أن مليشيا الحوثي بدأت انقلابها وأحكمت سيطرتها بقوة السلاح على مؤسسات الدولة في شهر سبتمبر من العام 2015م. وعلى صعيد متصل قالت وكالة فرانس برس، يوم الجمعة، إن الحكومة اليمنية ستشارك في محادثات جنيف التي دعت إليها الأممالمتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل رغم أنها غير متفائلة بنتائجها. ونقلت الوكالة عن مسؤول حكومي لم تسمه "سنذهب ولكننا غير متفائلين". وأضاف "الجانب الحكومي غير متفائل بهذه المشاورات في ظل عدم وضوح الموقف وعدم نجاح المبعوث الأممي في أقناع الميليشيات بالانسحاب من (مدينة) الحديدة ومينائها دون قتال". وأوضح المسؤول الحكومي اليمني أن المحادثات المقترحة "لن تكون مباشرة بين وفدي الحكومة الشرعية، وميليشيات الحوثي، بل ستكون مشاورات من أجل المشاورات (...) ولا ترقى إلى المفاوضات". واعتبر أن المحادثات "محاولة من المبعوث الأممي للإتيان بطرفي الأزمة إلى جنيف بدلا عن الذهاب إليهم في الرياض، أو عدن، أو صنعاء"، مشيرا إلى أن "فجوة الخلافات لا تزال كبيرة بين الحكومة والانقلابين".