أثارت حادثة مقتل نحو 40 مدنياً في محافظة صعدة شمالي البلاد، الخميس، ردود فعل دولية وسط دعوات بالتحقيق حول ظروف وملابسات الحادثة. وفي السياق دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق موثوق وشفاف بشأن غارة للتحالف العربي على حافلة للطلاب في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة سقط فيها أكثر من خمسين طفلا قتلى وعشرات الجرحى. وعقد المجلس، أمس الجمعة، جلسة طارئة بعد الهجوم بدعوة من عدة دول للوقوف على تداعيات تلك الغارة، وأعرب عن قلقه الجميع إزاء الغارة وجميع الهجمات الأخيرة. من جهته قال الاتحاد الأوروبي في بيان له بأن الغارة التي وصفها ب المأساوية تؤكد بأن لا حل عسكري للنزاع في اليمن. وأعلن الصليب الأحمر مقتل وإصابة 127 شخصا غالبيتهم أطفال بغارة لطيران التحالف العربي على حافلة أطفال في مدينة ضحيان شمال صعدة، أمس الخميس. وارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف حافلة في ضحيان شمالي صعدة، إلى 50 قتيلاً و77 جريحاً، حسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتبادل التحالف العربي وجماعة الحوثي المسلحة، أمس الخميس، الاتهامات بالوقوف وراء استهداف حافلة نقل تقل أطفالًا في ضحيان، إحدى معاقل جماعة الحوثي المسلحة. وفي السياق أعربت الولاياتالمتحدة على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت عن قلقها البالغ، إزاء المعلومات عن هجوم تسبب في مقتل مدنيين". ودعت نوريت، التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، إلى إجراء تحقيق معمّق وشفاف في هذا الحادث”. كما أدانت وزارة الخارجية الألمانية الحادثة التي أودت بمقتل العشرات من الأطفال باليمن، داعياً أطراف النزاع إلى مراعاة القانون الدولي الإنساني حتما”، مضيفا" يتعين أن تكون الأولوية القصوى دائما لحماية المدنيين. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني، الجمعة إنه يشعر بقلق عميق من الهجمات في اليمن. ودعا وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، إلى تحقيق شفاف في اليمن. من جهته، عبر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في بيان عن "صدمة شديدة جراء المأساة المروّعة التي أودت بحياة العديد من الأبرياء". وقال غريفيث "يجب أن يحثنا هذا جميعًا على بذل المزيد من الجهود لإنهاء النزاع من خلال حوار شامل بين اليمنيين". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق "مستقلّ" في مقتل 29 طفلاً في اليمن. وقال المتحدّث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إنّ غوتيريش "يدعو إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل" ويحضّ جميع الأطراف على "تجنّب (استهداف) المدنيين عند شنّ عمليات عسكرية". ورحب رئيس ما يسمى ب"اللجنة الثورية العليا للحويي" محمد علي الحوثي، بدعوة الأممالمتحدة للتحقيق، مؤكدا "مستعدون للتعاون". بدوره، قال يان إيجلاند رئيس المجلس النرويجي للاجئين في تغريدة على تويتر ”هذا عمل غريب ومخز. استخفاف صارخ بقواعد الحرب عندما تكون حافلة تنقل أطفال مدارس أبرياء هدفا مشروعا للهجوم“. في المقابل، أعلن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، الجمعة، أنه يحقق في ملابسات الحادثة . وقال مسؤول رفيع المستوى في تحالف دعم الشرعية في اليمن إنه سيتم إحالة تعرض حافلة ركاب لأضرار جانبية جراء إحدى عمليات قوات التحالف في محافظة صعدة بشكل فوري للفريق المشترك لتقييم الحوادث. ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المسؤول قوله إن قيادة التحالف اطلعت على ما تداولته وسائل الإعلام وبعض المواقع التابعة للمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن بشأن إحدى عملياته الميدانية المشتركة في محافظة صعدة، أمس الخميس، وما ذكر حول تعرض حافلة ركاب لأضرار جانبية جراء تلك العملية. وأكد المصدر أن قيادة التحالف وجهت بإحالة ذلك بشكل فوري للفريق المشترك لتقييم الحوادث للتحقق من ظروف وإجراءات تلك العملية والإعلان عن النتائج في أسرع وقت. كما أكد المسؤول التزام التحالف الثابت بإجراء التحقيقات في كل الحوادث التي يُثار حولها ادعاءات بوقوع أخطاء أو وجود انتهاكات للقانون الدولي ومحاسبة المتسببين وتقديم المساعدات اللازمة للضحايا، وحرصه التام على بذل جميع الجهود للمحافظة على سلامة المدنيين. وكان المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، قد قال إن الضربات الجوية التي نفذها التحالف في اليمن، كانت ضد "هدف مشروع"، لافتا إلى أنه "لم يكن هناك أطفال في الحافلة"، في إشارة إلى اتهامات الحوثيين للتحالف بتنفيذ هجوم ضرب حافلة كانت تقل أطفالا في صعدة.