يحتفل المغرب اليوم الخميس 30 يوليو 2009م بعيد العرش الذي يصادف هذه السنة الذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك "محمد السادس مقاليد الحكم خلفا لوالده المغفور له الحسن الثاني". وتعتبر هذه المناسبة عيداً وطنيا ً من أعز الأعياد إلى قلوب المغاربة الذين يكنون محبة صادقة وإخلاصاً كبيراً للملك الشاب الذي قام بوضع معالم واضحة لعهد جديد يتوخى من خلاله مواصلة المسار الديمقراطي والإنجازات التي تحققت على يد والده في كافة المجالات وإدخال الإصلاحات الضرورية في تسيير دواليب الدولة من اجل التسريع بوثيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة. ومنذ عشر سنوات يعيش المغرب فترة متميزة من تاريخه تم الانتقال إليها في إطار من الاستمرارية والاستقرار والتفاؤل، ويتسم العهد الجديد بفتح أوراشٍ متعددة تنجز بوتيرة سريعة وبديناميكية فائقة. كما يتركز العهد الجديد على ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد ومكافحة البطالة ومواصلة وتعزيز المسار الديمقراطي في المغرب المبني على إرساء دولة الحق والقانون وترسيخ مفهوم جديد للسلطة وتنفيذ إصلاح شامل لقطاع الإدارة والقضاء ومحاربة الفساد الإداري وتنمية الموارد البشرية والتقليص من نسبه الفقر والفوارق الاجتماعية وإدماج المرأة في الحياة السياسية والنهوض بالعالم القروي. وبهذه المناسبة فإننا نشيد بالعلاقات الممتازة التي تربط بين المغرب واليمن، تلك العلاقات التي يسودها روح الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون في جميع المجالات، وترتكز هذه العلاقات على القواسم المشتركة بين البلدين تتجلى في مبادئ الحوار وتسوية الخلافات بطرق سلمية ونبذ العنف والتطرف واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة والحرص على تطوير العلاقات مع دول الجوار والدعوة إلى السلم بين الدول على أساس تحقيق المصالح المشتركة وتبادل المنافع، وقد ساعد على ذلك رؤية البلدين المتطابقة للقضايا والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية والساحة الدولية. وقد عرفت علاقات التعاون بين المغرب واليمن تطوراً كبيراً منذ إنشاء اللجنة المشتركة المغربية اليمنية للتعاون عام 1992م، حيث تم التوقيع في إطار الدورات التي عقدتها هذه اللجنة على أكثر من 30 اتفاقية تعاون غطت كافة المجالات، ومن المرتقب أن تعقد قريباً بصنعاء الدورة السادسة للجنة المشتركة لتقييم مسار التعاون بين البلدين، والبحث عن الوسائل الناجعة لتفعيل جميع الاتفاقيات وإبرام اتفاقيات جديدة. ويسعى البلدان بجهد وإيمان لتحقيق المزيد من التعاون بينهما والارتقاء به إلى مستوى رفيع يلبي تطلعات القائدين جلالة الملك "محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح" ويستجيب لمطالب الشعبين الشقيقين المغربي واليمني. وفي الختام تغتنم سفارة المملكة المغربية هذه الفرصة للتقدم إلى فخامة الرئيس وإلى الشعب اليمني الشقيق بأحر التهاني وأطيب الأماني بمناسبة ذكرى "17" يوليو 1978م الخالدة لتولي فخامته مقاليد الحكم في اليمن وتدشينه لمسيرة البناء والتطور والتحديث في هذا البلد السعيد.