طالبت منظمة دولية، الأربعاء، بتحقيق دولي مع الإمارات في حوادث الاغتيالات في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد. ودعت منظمة "رايتس رادار" الأممالمتحدة ومحكمة الجنايات الدولية إلى التحقيق العاجل، في قضايا الاغتيالات التي نفذها مرتزقة أميركيون لصالح الإمارات في اليمن. وكان موقع صحيفة buzzfeednews نشر أدلة قاطعة ومقاطع مصورة تظهر هجمات، أبرزها محاولة اغتيال البرلماني عن حزب الإصلاح إنصاف مايو في العاصمة المؤقتة عدن. وكشف التحقيق الذي أعده الصحافي أرام روستون معلومات هامة ومحددة لعدد من عينات الاغتيال التي طالت دعاة وأئمة مساجد وقيادات في حزب الإصلاح بمدينة عدن على يد مجموعة من أولئك الجنود الذين كانت تحميهم مدرعات أميركية بيد القوات الإماراتية في عدن. وأثار التحقيق الذي نشره موقع «بزفيد نيوز» الأميركي الثلاثاء، استياءً كبيراً في أوسط اليمنيين، بعد أن كشف الغطاء عن عمليات الاغتيالات المتكررة التي أرقت مدينة عدن، خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وكان التحقيق قد كشف بأن الإمارات مولت برنامجاً لاغتيال ساسة وأئمة ودعاة في عدن، وخاصة قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، مستخدمة مرتزقة أميركيين ضمن شركة يديرها إسرائيلي. وقال الموقع إن شركة «سبير أوبريشين» الأميركية التي تعاقدت معها الإمارات عام 2015، أسسها الإسرائيلي المجري أبراهام غولان، وهي بدورها استأجرت مرتزقة أميركيين كانوا يعملون في أجهزة عسكرية أميركية مختلفة. وأكد غولان لموقع «بزفيد» أنه كان يدير برنامج الاغتيالات في اليمن، موضحا أنه نفذ البرنامج الذي أشار إلى أنه كان مُقرا من الإمارات التي تشارك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في الحرب ضد المسلحين الحوثيين. وأشار الموقع إلى أن الصفقة التي جلبت المرتزقة الأميركيين إلى شوارع عدن تم ترتيبها على وجبة غداء بأبو ظبي في مطعم إيطالي بنادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية بحضور إسحاق غيلمور -الجندي السابق في البحرية الأميركية-والقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان. وأوجد التحقيق لليمنيين ضالتهم، بما في ذلك أسر أكثر من 400 ضحية -وفق تقديرات غير رسمية فإنهم قتلوا بحوادث اغتيال -في عدن من سيطرة الإمارات عليها، عقب دحر الحوثيين من المدينة منتصف يونيو من العام 2015. ومن ضمن 400 ضحية، اُغتيل نحو 45 شخصاً جميعهم شخصيات مؤثرة ولها ثقل وحضور سياسي واجتماعي، ومن بينهم قياديين في حزب الإصلاح. ووفق إحصائية نشرها «المصدر أونلاين»، فإن الحزب وكوادره تعرضوا ل25 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال، واعتقالات واقتحام منازل ومقرات. وأبرز تلك الأحداث محاولة تفجيرين استهدفا مقر الإصلاح في كريتر، أحدهما بسيارة مفخخة عقب تفجير بوابة المقر على يد مسلحين كانوا على متن مدرعتين وسيارة مصفحة (29 ديسمبر 2015) والتي كانت تهدف لاغتيال رئيس حزب الإصلاح في عدن البرلماني إنصاف مايو. وكانت قيادات الحزب تصنف ذلك بأن الحادث يأتي في سياق سباق النفوذ وحالة الاضطراب التي تشهدها المدينة، قبل أن يكشف تحقيق موقع «بزفيد» عن تفاصيل الحادث، والذي اتضح بأنه هجوم شنه المرتزقة الأميركيين الذين استأجرتهم الإمارات.