أقر المؤتمر العام الخامس لنقابة المعلمين التمديد للهيئة الإدارية الحالية برئاسة الرباحي لمدة عام بعد إدخال تعديلات على النظام الأساسي للنقابة تسمح بذلك. وناقش المؤتمر في جلسة مغلقة مساء الخميس الماضي التقرير المقدم من الهيئة الإدارية للنقابة خلال فترة عملها الماضية، وإدخال تعديلات على النظام الأساسي أهمها تصحيح وضعية البناء الهرمي للنقابة ، بحيث تجرى الإنتخابات تصاعدياً من الأدنى إلى الأعلى، وكلف المؤتمر الهيئات الإدارية والفرعية للنقابة بإجراء الدورات الإنتخابية الشاملة من القاعدة إلى القمة على مستوى المراكز مرورا بالمديريات والمحافظات وصولا إلى المؤتمر العام خلال فترة التمديد. وكان المؤتمر العام الخامس للنقابة إفتتح أعماله تحت شعار"من أجا بناء قوي وعزيمة لا تلين". وقال نقيب المعلمين اليمنيين "أحمد ناصر الرباحي" خلال إفتتاح المؤتمر إن الفعاليات الاحتجاجية المطلبية التي انطلقت لن تتوقف حتى تتحقق كافة المطالب المشروعة والعادلة للمعلمين. وطالب الرباحي الحكومة المسارعة للإلتزام بقانون الأجور والمرتبات لإحقاق العدالة ، وإيجاد التوازن السليم بين الدخل والاحتياجات المعيشية الضرورية. وقال إن انعقاد المؤتمر العام الخامس في موعده المحدد دليل أكيد على حرص نقابة المعلمين على الإلتزام بالقوانين والنظم الأساسية في عقد المؤتمرات العامة وإجراء الإنتخابات وانتظام عقد الاجتماعات الدورية رغم الصعوبات الحقيقية التي تواجهها النقابة بإعتبار الإلتزام بالقانون والأنظمة استحقاق ديمقراطي مؤسسي ينبغي أن تلتزم به النقابات والمنظمات والأحزاب السياسية لأنها المدارس الأولى في التربية الديمقراطية والتداول السلمي للقيادة، وأن الالتزام بالدستور والقانون هو واجب مفروض على الحاكم والمحكوم وبه تحترم الحقوق وتقام الواجبات ويجسد المعنى الصحيح للعقد الاجتماعي بين الشعب والحكومة. وأوضح نقيب المعلمين اليمنيين بأن الغليان الشعبي العارم ضد الفساد وغلاء الأسعار وانتهاك الحقوق قد يتحول إلى انفجار اجتماعي يصعب إحتواؤه اذا لم تبادر الحكومة وأجهزتها المختلفة إلى تحقيق المطلب واحقاق الحق واحترام حرية المواطن وحقوقه وكبح جماح الفساد والمفسدين وارساء مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، مؤكدا وقوف النقابة إلى جانب المطالب الشعبية العادلة، والمتعلقة بالمتقاعدين والمبعدين والموظفين والأراضي والفساد وحقهم في التعبير السلمي عن معاناتهم ومظالمهم، وأضاف قائلاً: ولسنا بحاجة لمزيد من المبادرات والتعديلات أو ما يسمى بثورات تكريس الحكم الفردي وسد أبواب التداول السلمي للسلطة، مؤكدا حاجة الشعب إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والوظيفية وفتح المجال نحو التداول السلمي الحقيقي للسلطة وتجسيد حكم الشعب نفسه بنفسه من خلال الديمقراطية والانتخابات الحقيقية والصحيحة. وأشار إلى أن المؤتمر العام الخامس للنقابة الذي بدأ أعماله اليوم يجسد حق المعلم في رسم سياسة النقابة وصنع قراراتها وتحديد مسارها المستقبلي والإختيار الديمقراطي لقياداته، وعبر عن أمله أن يقف المعلمون وقفة جادة ومسئولة إزاء مختلف جوانب قضايا النقاش والمداولات التي ستطرح علي المؤتمر حتى يخرج بالنتائج المرجوة، لافتا الى أن دور النقابات ومنظمات المجتمع المدني يتعاظم يوماً بعد يوم نظراً للواجبات المتزايدة على عاتقها بسبب سوء الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية والمهنية وتردي الخدمات وتدهور مستوى المعيشية لا سيما بالنسبة للعاملين في مجال التعليم. ودعا الرباحي المجتمع بجميع فئاته الوقوف إلى جانب مطالب المعلمين لتحسين ظروفهم وأوضاعهم من أجل إيجاد تعليم حقيقي وجاد مثمر. وأكد ا على اضطلاع نقابة المعلمين بمسئولياتها تجاه المعلمين في حقل التعليم والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل المشروعة. وفي فعالية إفتتاح مؤتمرها العام الخامس، طالب الناشط الحقوقي خالد الآنسي المدير التنفيذي ل"هود" نقابة المعلمين اليمنيين بإعداد قاعدة بيانات تجعلها مشروع نضال تبين فيها كل الإنتهاكات التي تعرض لها المعلمون. وقال الأنسي: إن المعلم هو أول من دفع ثمن الديمقراطية والحرية، وهو أول ضحية للعملية السياسية، وأشار إلى أن الديمقراطية التي أرادها البعض صفقة قد أصبحت حقيقية في النفوس. مشيرا: إلى أن الوحدة في خطر ، وأكد أن المعلم هو صمام الأمان للوحدة اليمنية رغم الظلم الذي يقع عليه والاذلال الذي يلقاه، مؤكدا بأن الحرية هي الحامي الحقيقي والمدافع الأول عن الوحدة، لا المدفع والدبابة، مشيدا في ختام حديثه بنجاح نقابة المعلمين اليمنيين في عملها النقابي رغم محاولات أستهدافها من قبل السلطة بالتفريخ. من جهته دعا الشيخ صادق عبدالله بن حسين الاحمر عضو مجلس الشورى أثناء كلمته التي القاها في المؤتمر العام الخامس لنقابة المعلمين الحكومة للاهتمام بالمعلم والعمل على تحسين ظروفه المعيشية ومنحه الحقوق والمزايا التي تعينه على أداء رسالته التربوية السامية على أكمل وجه. ووصف انتظام النقابة بعقد مؤتمراتها في موعدها بأنه يشكل ضمانة حقيقية لنجاح العمل النقابي التربوي وقد عكس ذلك حقيقة الشعار الذي تتبناه النقابة. واضاف الأحمر: لقد لمسنا دور النقابة وماتقوم به في جميع كافة المحافظات نحو قضية المعلم، وشددعلى ضرورة قيام الحكومة بالإسهام الإيجابي في انجاح العمل النقابي التربوي وتوحيده ودعمه من اجل تطوير العملية التعليمية، أملا من المؤتمر الخامس للمعلمين أن يشكل منعطف جديد لمرحلة جديدة للعمل النقابي لما يخدم العملية التعليمية. وفي كلمة أعضاء المؤتمر قال غسان الدولة: إن ما تشهده الساحة التربوية اليوم من هضم للحقوق وتضييق للحريات يجعل الآلاف من المعلمين والمعلمات والتربويين جميعا في مختلف محافظات الجمهورية تنظر إلى المؤتمر باعتباره الأمل. وأضاف : إن ما تتمتع به النقابة من مصداقية وثقة في الوسط التربوي هو بسبب بفاعليتها ودورها الرائد. واكد أن قيادة نقابة المعلمين اليمنيين ممثلة برئيسها وأعضاء الهيئة الإدارية العليا للفترة السابقة قد نجحت في إعطاء صورة رائدة للعمل النقابي. حضر حفل الإفتتاح عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.