قررت شركة "OMV" النمساوية العاملة في قطاع "S2" النفطي بشبوة، جنوب شرقي البلاد، وقف عمليتي الضخ والإنتاج لخام النفط من حقل "العقلة". واندلعت، صباح السبت، اشتباكات بين القوات الحكومية من اللواء 21 المكلّفة بحماية الحقل، ومحتجّين يفرضون حصاراً على الحقل النفطي في منطقة العقلة ويطالبون بأحقيّة العمل والمقاولات لأسباب مناطقية. ويرفض المحتجّون عمل مقاول من المحافظات الشمالية بنقل النفط الخام؛ ضمن سياسات القوى المطالبة بالانفصال. وكانت الحكومة اليمنية أعلنت، أواخر مارس الماضي، استئناف إنتاج النفط من حقل "العقلة" النفطي في شبوة؛ عبر عودة الشركة لاستئناف عمليّاتها، التي تعدّ أول شركة أجنبية تعود إلى اليمن بعد توقّف قسري لمدة 3 أعوام بفعل الحرب. وعزا مصدر تحدث لموقع "الخليج أونلاين"، القرار إلى المخاوف الأمنية في ظل توتّرات بسبب الصراع من أجل الاستحواذ على نقل النفط من الحقل إلى خزانات العَلم، وفقاً للمصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. وتستحوذ الإمارات على نسبة 24.9% من شركة "OMV" العاملة في الحقل عبر شركة الاستثمارات البترولية الدولية (IPIC) التابعة لحكومة أبو ظبي، التي استغلّت مشاركتها في التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن للسيطرة على موانئ وجزر يمنية وبناء قواعد عسكرية. من جانبها أكدت وزارة النفط والمعادن اليمنية، الأحد، توقف عملية إنتاج النفط الخام، في قطاع العقلة النفطي بمحافظة شبوة. وقالت الوزارة- في بيان نشرته وكالة "سبأ"- إن أعمال التقطع التي تعرضت لها ناقلات النفط، تسببت في توقف عملية إنتاج النفط الخام في قطاع S2 العقلة.. معربة عن إدانتها واستنكارها الشديدين للأعمال التخريبية التي قامت بها بعض الأطراف الخارجة عن القانون. وأضافت، إن محاولة تلك العناصر عرقلة نشاط وسير العملية الإنتاجية للنفط الخام وأعمال الشركات النفطية المنتجة في محافظة شبوة من خلال خلق أعذار واهية لا تمت للحقيقة بصلة، كادت أن تؤدي إلى قيام الشركة النمساوية OMV المشغلة لقطاع S2 بتوقيف عملية الإنتاج وإعلان القوة القاهرة. وأشارت إلى أن كافة الجهود التي بذلت من قِبل قيادة محافظة شبوة ممثلة بالمحافظ/ محمد بن عديو وقوات الجيش والأمن نجحت بتدارك الموقف ووقف تلك العناصر الخارجة عن القانون عند حدها. وأوضحت أن استعادة إنتاج النفط الخام وعودة الشركات النفطية الأجنبية للبلد والنتائج الطيبة التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية لم تأتِ إلا بعد بذل جهود مضنية وأعمال متواصلة من قِبل وزارة النفط والمعادن وبالتنسيق التام مع السلطة المحلية بمحافظة شبوة وقوات الجيش والأمن وبالدعم اللامحدود من قِبل القيادة السياسية العليا. ولفتت إلى أن القيام بمثل تلك الأعمال التخريبية والغير مبررة والخارجة عن النظام والقانون تساهم في عرقلة استعادة إنتاج وتصدير النفط الخام والغاز الطبيعي، وخلق عقبات وتحديات كبيرة أمام الجهود التي تبذلها وزارة النفط لتذليل كافة الصعوبات والعقبات أمام عودة الشركات النفطية لاستئناف أعمالها وتشجيع الشركات للاستثمار. وأكدت وزارة النفط أنها لن تسمح على الإطلاق بتقويض خططها الاستراتيجية، وأنها ستكثف جهودها مع جميع الجهات الأمنية والمحلية للمحافظة على مصالح البلاد العليا. كما أكدت أنها لن تتهاون في إدخال أي مؤسسة أو شركة خدمات تعمل مخالفة للقانون ضمن القائمة السوداء وعدم التعامل معها على الإطلاق خصوصاً تلك التي تسعى إلى تهديد الشركات العاملة بأي شكل من الأشكال. وجددت وزارة النفط والمعادن التأكيد أن آلية عملها تقتضي حماية الشركات النفطية العاملة في بلادنا من أي ابتزاز وتقديم كل الدعم وفقاً للنظام والقانون ولتوجيهات الحكومة الهادفة إلى تشجيع الشركات للاستثمار ولما يسهم في تعافي الاقتصاد الوطني.. وكانت اللجنة الأمنية العليا شبوة، قد أعلنت، مساء أمس السبت، إنهاء أعمال التقطع لقاطرات نقل النفط الخام في حقل العقلة النفطي، والسيطرة على الوضع، بعد تدخل الجيش.