كشف تقرير استقصائي لشبكة سي أن إن CNN الإخبارية الأميركية أن ميلشيا الحوثي تقوم بسرقة المساعدات التي تقدمها الأممالمتحدة للمناطق المتضررة في اليمن. وقالت الشبكة إنها أجرت تحقيقات سرية وجدت- من خلالها- أن عشرات المناطق الواقعة تحت سيطرة الميلشيا، لاتصل اليها المساعدات الإنسانية إلا من خلال الورق. وأشار التقرير إلى أن مسؤولي ميلشيا الحوثي ينكرون سرقتهم للمساعدات وأن أحد المدراء التابع للميلشيا يعمل كمنسق للإغاثة وصف ما ذكره التقرير بالادعاءات الجنونية. وذكر التقرير أنه قطع رحلة بلغت 4000 كم على امتداد جبال اليمن وطول سواحلها، كشف فيه عن السرقة الممنهجة للمساعدات الإنسانية التي ينتهجها الحوثيون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وقال التقرير إنه تحدث مع عدد من موظفي المنظمات غير الحكومية اليمنية والدولية والمسؤولين المحليين والمقيمين في أربع محافظات تقع تحت سيطرة الحوثيين. وكصورة حية لما ذكره التقرير فإن الطفلة/ إسهام بشير- من مديرية بني قيس بمحافظة حجة- يبلغ عمرها سنتان وتعاني من ضعف وخمول شديد بسبب سوء التغذية.. تعيش هذه الطفلة مع والدتها وأخيها ووالدها الذي يعمل في بيع الماء مقابل أجر زهيد لا يتعدى 25 سنتا في اليوم الواحد في بيت صغير مبني بالطين وسقفه قديم وهش ويقتاتون على الخبز والماء فقط. ليست الطفلة إسهام فقط فهناك الألاف من الأطفال في اليمن يعانون من تقزم في النمو بسبب سوء التغذية وهو ما يعيق نموهم ويتسبب في إصابتهم بتشنجات جسدية وعصبية. وقال التقرير بأن ما يضاعف حجم مأساة هؤلاء الأطفال هو أن أسرهم لا تجد حصتها من هذه المساعدات بسبب نهب الميلشيات لها إضافة إلى عدم وجود صوت سياسي يكترث لحالهم. وأوضح التقرير بأن سكان مديرية بني قيس ليسوا سوى ضحية لوكالات الإغاثة التي تسيطر عليها الميلشيا ويقع على عاتقها توزيع المساعدات المقدمة من برنامج الأغذية العالمي. وذكر التقرير أنه حصل على وثائق للأمم المتحدة تفصل حجم المشكلة المتمثلة في سرقة ميلشيا الحوثي للمساعدات الإنسانية. وأشارت الأممالمتحدة إلى أن ميلشيا الحوثي المدعومة إيرانيا تقوم بتحويل هذه المساعدات لدعم مقاتليها بينما يتم حرمان الأسر والأطفال المحتاجين من هذه المساعدات. وأوضح التقرير أيضا أن برنامج الغذاء العالمي، احتج العام الماضي بعد قيام ميلشيا الحوثي بسرقة 1200 طن من المساعدات الغذائية كانت مخصصة للعاصمة صنعاء. تزوير سجلات المساعدات وفي شهر مارس الماضي، أجرت “سي أن إن” مقابلة مع 10 نساء من أمانة العاصمة في صنعاء، وهي الجهة الموكلة بتوزيع المساعدات، حيث أكدن أنهن لم يتسلمن نصيبهن، وأن الأمانة هي مركز التلاعب بالمساعدات. من ضمن هؤلاء، المواطنة اليمنية/ أميرة صالح، التي وجدت اسمها ضمن المدرجين على قائمة المستفيدين من المساعدات، إلا أنها أكدت لنا عدم استلامها هي وأسرتها المكونة من 10 أشخاص أي مساعدات على مدار الستة الأشهر الماضية. كما وجدت أميرة في السجلات أنها تسلمت نحو 600 دولار من جمعية خيرية أخرى، مؤكدة أنها لم تتسلم أي مبلغ مالي. وكشف التقرير أن صنعاء ليست المدينة الوحيدة المتضررة من سرقة الميلشيا للمساعدات، وأن هناك 33 منطقة أخرى في مختلف أنحاء اليمن لم توزع فيها المعونات كما يجب. السيطرة على الغذاء والمعلومات في محافظة الحديدة، هدد مسؤول حوثي باحتجاز فريق “سي أن إن” في حال إذا لم يجلس في اجتماع مع مسؤولي الأممالمتحدة. وفي العاصمة، تم استجواب عامل محلي من المنظمات غير الحكومية من قبل ميلشيا الحوثي بعد التحدث إلى شبكة سي أن دون حضور مسؤول حوثي. وتقول الشبكة الأميركية إن الحوثيين يحافظون على بعض العلاقات الجيدة مع الأممالمتحدة وبعض المنظمات الأخرى وأنه لولا المساعدات المقدمة لهم فسرعان ما سينفرط العقد وتنهار الميلشيا لاسيما أن هناك ملايين اليمنيين يتضورون جوعا في مناطق سيطرتهم. وقال أحد الصحفيين المحليين للشبكة الأميركية، إنه تم اعتقاله وتهديده من قبل مسؤولي الأمن الحوثيين بسبب الإبلاغ عن إساءة استخدام المساعدات. وكشف تقرير الشبكة الأميركية، أن صنعاء ليست المدينة الوحيدة المتضررة من هذا الأمر، وأن هناك 33 منطقة أخرى في مختلف أنحاء اليمن لم توزع فيها المعونات كما يجب. يذكر أن برنامج الأغذية العالمي قد حذر من أن الملايين في اليمن يواجهون الآن أسوأ أزمة جوع في العالم، بسبب انقلاب ميلشيا الحوثي على السلطة الشرعية عام 2014. ولا يعرف كيف يتحصل قرابة ال 18 مليون يمني في جميع أنحاء البلاد على وجبتهم القادمة يومياً، ويعتبر أكثر من ثمانية ملايين منهم على حافة المجاعة جراء حرب الميلشيا. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) قد أعلنت سابقاً أن 400 ألف طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية.