أبدى اليمنيون تفاعلاً لافتاً مع ثورة الشعب اللبناني والاحتجاجات التي شهدتها مدن عراقية عدة، بالنظر إلى هذه التطورات كمرحلة جديدة من التحرر والانعتاق من الأنظمة الطائفية والمليشيات المدعومة من ايران وكامتداد طبيعي لثورات الربيع العربي. وبعث صحافيون ومغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي برسائل لمليشيات الحوثي الانقلابية للاعتبار بما يجري في لبنانوالعراق، مشيرين إلى أن الشعوب العربية لن تقبل بالمليشيات الطائفية وأدوات ايران لتدمير وإفقار البلدان. ومنذ الخميس الماضي، تتواصل احتجاجات شعبية عارمة في أنحاء لبنان للتنديد بالفشل السياسي والاقتصادي وللمطالبة بإسقاط النظام الذي تهيمن عليه مليشيا "حزب الله" المدعوم من ايران، وهو ما أدى لتصنيف لبنان وفقاً لمراقبين كدولة "فاشلة". وفي العراق، تشهد بغداد وعدد من محافظات البلاد منذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي موجة مظاهرات خرج فيها الآلاف، احتجاجا على استشراء الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة في ظل النظام الطائفي وتسلط المليشيات المدعومة من ايران. ما يحدث ببيروت سنراه بصنعاء قريباً وفي السياق، أكد رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح/ علي الجرادي، أن الاحتجاجات الشعبية التي رأيناها في بغداد وبيروت "سنراها في صنعاء قريباً". وقال في تغريده على حسابه بتويتر" إن العقليات الاستعمارية بلغت درجة الطمأنينة بسيطرتها على الشعوب عن طريق تجريف هويتها الوطنية وبناء مليشيات طائفية مسلحة وتنصيب نخب حاكمة تعمل لحسابها الشخصي". وتابع الجرادي:" المجتمعات لديها وعي كامن تعبر عنه في اللحظة التي لم يعد بمقدورها الاحتمال". مؤكداً أن ما رأيناه في بغداد وبيروت "سنراه في صنعاء قريباً" في إشارة إلى اقتراب انتفاضة وشيكة ضد مليشيات الحوثي الانقلابية بصنعاء، كما يجري ضد السلطات الموالية لإيران في العراقولبنان. ضد المحاصصة الطائفية قال المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي أن "ثورة في لبنان وقبلها في العراق ضد أنظمة التحاصص الطائفي والميليشياتي التي يحلم مبردقو الحوثي باستنساخها وفرضها في اليمن بالقوة". بدوره، أشار رئيس مركز العاصمة الإعلامي/ عبدالباسط الشاجع إلى أنه وفي الوقت الذي تسعى ميليشيا الحوثي لفرض مشروع المحاصصة الطائفية في اليمن بدعم قوى دولية على غرار لبنانوالعراق، تخرج الشعوب غاضبة تقض مضاجع هذه الأنظمة التي لم تجني منها إلا الضياع والخراب، موضحاً في تغريد على حسابه بتويتر، أن الخراب والفساد يحل أينما حلت إيران، لم تورث لأدواتها سوى اللطم وتجويع الناس ونهب الموارد، والشعارات التي قتل لأجلها الآلاف من المسلمين والعرب – حد قوله. وأضاف الشاجع "لا حل أمام الشعوب إلا المقاومة وكنس هذه الأدوات ولو كلفتها الكثير من التضحيات".