في الوقت الذي أعلن العالم حالة طوارئ جراء انتشار فيروس كورونا، وبادرت معظم الدول إلى تخفيف العبء الاقتصادي والمعيشي على مواطنيها، وإعفائهم من رسوم معظم الخدمات، رمت مليشيا الحوثي بكافة التزاماتها جانباً، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفرضت حملة جبايات وإتاوات واسعة، طالت المواطنين، وأصحاب المحال التجارية، والباعة المتجولين، وغيرهم. وفي التفاصيل، وجهت قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية بتنفيذ حملة جبايات واسعة في مناطق سيطرتها، شمالي محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، لما اعتبرته مواجهة انتشار فيروس كورونا. مصادر محلية، أكدت أن اجتماعاً لقيادات مليشيا الحوثي بمديرية دمت، بينها مشرف المديرية، القيادي المتحوث "عمر المعرشي"، أقرَّ فرض مبالغ مالية على جميع مالكي المحال التجارية بمختلف أنواعها، والمستشفيات والعيادات، والصيدليات، والفنادق السياحية، واللوكندات الشعبية، والباعة المتجولين، والحمامات العلاجية، وغيرها. ووفقاً للمصادر، كعادتها، في تحويل التزاماتها، إلى ينابيع تدر عليها أموالا طائلة، حوَّلت مليشيا الحوثي التحذيرات من انتشار فيروس كورونا، واستعمال طرق الوقاية منه، إلى مشروع استثماري لفرض مبالغ مالية على مختلف القطاعات الاقتصادية بالمديرية. مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، عزت أسباب جباياتها إلى اعتزامها تدشين حملة نظافة للمدينة، ونقل أكوام النفايات المكدسة في مختلف شوارع المدينة، إلى مقالب خارجها، وإحراقها. مصادر تجارية، استغربت، من حملة الجبايات الحوثية الواسعة، في الوقت الذي تورّد ملايين الريالات أسبوعيا إلى صندوق النظافة والتحسين بالمديرية، من مالكي المحال التجارية بمختلفها، بالإضافة إلى تحصيل رسوم مركبات النقل، وأسواق القات والخضروات، واللحوم، وغيرها. وتقول مصادر مطلعة، إن عصابة تابعة مليشيا الحوثي يتزعمها المشرف العام لمحافظة الضالع لدى المليشيا، المدعو "أبو أحمد حطبه"، هي من تدير وتستحوذ على ملايين الريالات، وتسخِّرها لصالحها، فضلا من قيامها بجمع إتاوات تحت مسميات مختلفة بينها تسيير قوافل لعناصرها في الجبهات، حيث تتجاوز كل عملية جباية أكثر من 30 مليون ريال. المصادر أكدت ، أن المجلس المحلي بالمديرية، المسؤول عن معظم أعمال تحسينها وخدماتها، أصبح صوريا، ومجرَّد غطاء لشرعنة عمليات النهب المنظم للمليشيا. وتحتل مديرية دمت صدارة مديريات محافظة الضالع من حيث الإيرادات، لما تمتاز به من تنوع في الموارد الاقتصادية، الزراعية، والتجارية، والسياحية. وتتميز مديرية دمت بتوسطها مديريات النادرة والرضمة وقعطبة وجبن، وجميعها تزخر بمقومات اقتصادية، وثروة بشرية هائلة معظمها في بلد الاغتراب.