دأبت مليشيات الحوثي على توجيه خطاب كاذب ومخادع للمواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها وذلك فيما يتعلق بفيروس كورونا، إذ أن المليشيات تخاطب السكان بأن فيروس كورونا مؤامرة أميركية ضد إيرانواليمن ما يؤكد ما جاء على لسان زعيم العصابة الحوثية/ عبد الملك الحوثي الذي كان قد أشار إليه القيادي الحوثي/ ضيف الله الشامي. وعن الوصفة السحرية التي زعمها الحوثي لكي يتمكن العالم من مواجهة الفيروس المستجد قال: إن على المجتمع البشري العودة إلى التعليمات الإلهية في إشارة إلى معتقدات جماعته الإيرانية والملازم الخمينية. تناقض صارخ يحاول الحوثي أن يتقمص دور الناصح للحكومة الشرعية عبر دعوتها إلى عدم التساهل في منع انتشار الفيروس المستجد إلى اليمن في الوقت الذي حاول أن يُطمئن أتباعه من عدم الخوف منه، زاعماً أن أي وصول لكورونا إلى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية سيكون بفعل وإشراف أميركي على حد قوله. ويعتبر مراقبون، كلام الحوثي يحمل تناقضا كبيرا، ففي حين يدعو الشرعية إلى عدم التساهل مع الفايروس يطمئن أتباعه بعدم الخوف منه ومتهما أميركا بالوقوف خلف انتشار الفيروس في اليمن. ويؤكد مراقبون أن الحوثيين لن يعلنوا عن أي إصابة بفيروس كورونا حتى إن وجدت او تم اكتشافها وذلك حتى تمضي احتفاليتهم بيوم 26 مارس لكي لا يخوّفون "قطيع الزنابيل" من حضور الاحتفالية الطائفية أو الذهاب لمعسكرات الموت، الأمر الذي يعده حقوقيون انتهاكا صارخا واستهتاراً بحياة الناس فبدلا من البقاء في منازلهم للاحتراز من الفايروس تقودهم المليشيات للتجمعات! مصدر للاستثمار وبسبب التضييق الذي تمارسه مليشيات الحوثي على العائدين واحتجازهم بطريقة مهينه وغير إنسانية و التي ظاهرها الرحمة، تبين أن باطنها العذاب، يؤكد محتجزون أن من يدفع 1000 ريال سعودي يخرجه المشرف الحوثي من الحجر الصحي المزعوم بسلام. ومن يدفع يعبر بسلام وتكتب له شهادة بخلوه من المرض، ومن يرفض الدفع يظل قابعا هناك متحملا كل المعاناة. من جانب آخر فإن أماكن الحجز تحولت إلى سوق سوداء للحوثيين بعد أن اتضح قيام المليشيا بالتنسيق مع مهربين لكي يقومون بعمليات تهريب العائدين. وحسب مصادر فإن المهربين يتقاضون مبلغ 500ريال سعودي على الشخص الواحد من أجل السماح له للعبور والسفر باتجاه صنعاء. المحتجزون يناشدون ويناشد محتجزون بإنقاذهم قبل فوات الأوان، إذ أن مكان الاحتجاز أشبه بسوق مركزي وليس حجرا صحيا حسب إفادتهم، محذرين من أن تتحول أماكن الاحتجاز إلى مناطق موبوءة ومنكوبة وتساهم في انتشار الفيروس. و لم تصغ المليشيا الحوثية للمناشدات التي اطلقها المحتجزون ولم تلق لها بالا، لكن حين قطع المحتجون الطريق على شاحنات بضائع، استجاب الحوثيون ليس للمحتجين بل للتجار الذين دفعوا مبالغ للحوثيين حينها تم نقل المحتجزين إلى مبنى كلية التربية أمام نقطة أبو هاشم، والتي يؤكد المحتجزون أنها لا تختلف كثيرا عن الاحتجاز السابق حيث المتطلبات منعدمة. تكسب واستغلال نقاط الحوثي في مناطق تعز الخاضعة لسيطرتهم يمنعون المواطنين القادمين من الأرياف من الوصول للأسواق الواقعة بمراكز بعض المديريات لشراء متطلبات عيشهم الأساسية بمبرر مواجهة كورونا مشترطين دفع مبالغ نقدية مقابل السماح بدخولهم بهذه الطريقة تستغل المليشيا كورونا للتكسب عبره. هل ستفرج عن المختطفين؟ تختطف مليشيا الحوثي آلاف اليمنيين في سجونها ومعتقلاتها جميعها لا تملك أدنى شروط السلامة، وتشكل بؤرة خطيرة لتفشي الفيروس وانتشاره؛ الأمر الذي سيقود إلى كارثة داخل تلك السجون، خصوصًا أن كثيرًا من المعتقلين غادروا تلك المعتقلات وهم مصابون بأمراض مزمنة، حيث تمنع المليشيا الحوثية عنهم الخدمات الصحية. كما حذرت لأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن من مخاطر تفشي كورونا في أوساط الأسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي، وطالب المبعوث بإطلاق جميع المتواجدين في السجون والمعتقلات على ذمة الحرب لمنع وصول الوباء إليهم. وفي ظل المؤشرات واستنادا إلى تعاملاتها مع المعتقلين ونظرا لعدم اكتراثها لحياة المواطنين يستبعد مراقبون استجابة المليشيا للنداء الأممي ولأصوات آهالي المعتقلين بالأفراج عنهم..ما يعني أن فيروس كورونا إن وصل اليمن في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، فإن كارثة كبيرة وموتا جماعيا سيحصد أرواح المواطنين الذين لا تأبه المليشيا لوضعهم ولا تكترث لحالهم وخاصة المعتقلين القابعين في معتقلات تفتقر لأدنى مقومات السلامة، لتؤكد بذلك المليشيا الحوثية أنها مشروع نهب وسلب وفيد ومووت ليس إلا.