كثفت دولة الإمارات (الشريك الثاني للسعودية في التحالف)، من تحركاتها العسكرية والاستخباراتية المشبوهة في جزيرة سقطرىاليمنية، بعد السيطرة عليها من قبل حلفائها الانفصاليين (الانتقالي الجنوبي)، وخصوصاً في أعقاب التطبيع مع إسرائيل، بحسب مصادر حكومية مسؤولة. وقالت المصادر، السبت، أن الإمارات نقلت خلال الأيام الماضية، عدداً من الخبراء العسكريين من جنسيات أوروبية وضباطا إماراتيين إلى جزيرة أرخبيل سقطرىاليمنية، عبر شركة الطيران الإماراتية الخاصة «رويال جيت» التي استأنفت رحلاتها عقب تمرد الانفصاليين أو مايعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، مطلع يونيو/ حزيران الماضي. وبحسب المصادر فإن الإمارات تعمل على بناء قاعدة عسكرية غرب سقطرى تشرف على موقع استراتيجي. ولفتت، إلى أنّ الزيارات الإماراتية الأخيرة تحاط بسرية تامة من قبل قوات حلفائها في «المجلس الانتقالي الجنوبي»، التي باتت تسيطر على كافة مفاصل الجزيرة، من دون علم الحكومة الشرعية. قاعدة استخباراتية إلى ذلك كشف موقع إخباري إسرائيلي، الخميس الماضي، أن تل أبيب تقوم بإنشاء قواعد عسكرية استخباراتية في جزيرة سقطرى بالتعاون مع الإمارات التي أعلنت مؤخراً التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني. ونقل موقع (jforum) الناطق بالفرنسية عن مصادر أجنبية أن إسرائيل بدأت منذ 2016 ببناء أكبر قاعدة استخبارات في حوض البحر الأحمر وفي المنطقة الإستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب. ووفقا للموقع فإن القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية ستراقب قوات التحالف التي تقود الحرب في اليمن، إضافة لتحركات البحرية الإيرانية في المنطقة، وتحليل الحركة البحرية والجوية في جنوبالبحر الأحمر. وبحسب تقرير (jforum) فإن القاعدة قادرة على مراقبة قوات التحالف التي استأجرت ميناءً عسكرياً في إريتريا، كما ستشارك في «الإشراف» على السودان الذي تتهمه إسرائيل بالمساعدة في توفير السلاح للمقاومة الفلسطينية خاصة خلال الأعوام 2010-2014. في موازاة ذلك كشف موقع «ساوث فرونت»، المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية، في تقرير له، يوم الجمعة الماضي، عن عزم الإمارات وإسرائيل، إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جريرة سقطرى، جنوب شرقي اليمن. بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية ونقل الموقع، عن مصادر عربية وفرنسية، لم يسمها، أن «الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرىاليمنية». وأوضحت المصادر أن «وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين، قاموا بزيارة الجزيرة مؤخرا، وفحصوا عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية». وأشارت إلى أن انهيار الدولة اليمنية وعدم الاستقرار المستمر، مهدا الطريق للإمارات. وأضافت المصادر أن «التحالف التكتيكي الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي، لديه كل الفرص للتنافس مع النفوذ الإيراني المتوسع في المنطقة». وتابعت: «السعودية التي كانت لسنوات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة ضد إيران، تُركت خارج الخطة، وهذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة للمملكة التي تمر بأزمة اقتصادية وسياسية عميقة، وتعقدت بسبب تدخلها شبه الناجح في اليمن». وموقع «ساوث فرونت» يديره فريق من الخبراء والمتطوعين، ويركز على قضايا العلاقات الدولية والنزاعات المسلحة والأزمات، إضافة إلى تحليل العمليات العسكرية، والموقف العسكري للقوى العالمية الكبرى. ومنذ يونيو/ حزيران الماضي، تسيطر مليشيا تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا على محافظة سقطرى، بعد اجتياحها بقوة السلاح، وهو ما وصفته الحكومة اليمنية الشرعية آنذاك ب»الانقلاب على الشرعية». وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية، الإمارات (الشريك الثاني للسعودية في التحالف) بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي لخدمة أهداف خاصة بها في اليمن، الأمر الذي تنفيه أبوظبي.