هذا ما حدث وما سيحدث.. صراع العليمي بن مبارك    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريق الخبراء البارزيين:- هناك تقارير تفيد بارتكاب مزيد من الانتهاكات تحت غطاء تدابير الوقاية من كورونا.
التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن من تموز/ يوليو 2019 الى حزيران / يونيو 2020..
نشر في أخبار اليوم يوم 12 - 10 - 2020

لقد مضى أكثر من ست سنوات منذ اندلاع النزاع في اليمن، ولا يزال مستمراً بلا هوادة، ويقدر منذ بداية النزاع أنه قد لقي ما يقرب من 112000 شخص مصرعهم كنتيجة مباشرة للأعمال القتالية، منهم حوالي 12000 من المدنيين وأشار توقع من العام 2019 أنه كان من المحتمل أن يموت أكثر من 130.000 شخص بحلول نهاية ذلك العام نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية والإنسانية، ووثق مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 7,825 مدنياً، بما في ذلك ما لا يقل عن 2,138 طفلاً و 933 امرأة ( وإصابة 12,416 مدنياً )بما في ذلك 2,898 طفلاً و 1,395 امرأة ( في اليمن كنتيجة مباشرة للنزاع المسلّح بين آذار/ مارس 2015 )عندما بدأ المكتب عملية الرصد( وحزيران/يونيو 2020 .

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، حدثت عدة تطورات عسكرية وسياسية وإنسانية، فمن الجانب العسكري، في شمال اليمن، حقق الحوثيون تقدمًا ملحوظًا، بما في ذلك السيطرة على أجزاء من نهم، والجوف بما في ذلك الحزم، ومأرب، وشهدت عدة جبهات أخرى مثل صعدة وتعز والبيضاء والضالع مواجهات حادة، واشتد القتال على الجبهة الجنوبية بين قوات الحكومية اليمنية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة. أدت التطورات في الجنوب إلى إضعاف سيطرة الحكومة اليمنية على بعض المحافظات الجنوبية .

أما سياسياً، فرعت المملكة العربية السعودية المحادثات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي والتي أفضت إلى توقيع اتفاق الرياض في 5 تشرين الثاني /نوفمبر 2019 .
ومع ذلك، لم تنفذ شروط الاتفاق .

وفي نيسان/أبريل 2020، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تأسيس إدارة تتمتع بالحكم الذاتي، على الرغم من سحب هذا الإعلان في تموز/يوليو 2020. وفي 25 آب/أغسطس، انسحب المجلس الانتقالي الجنوبي من مشاركته في المشاورات بشأن تنفيذ اتفاق الرياض .

وحدث تقدم محدود جداً للوصول إل حل سياسي للنزاع على الرغم من العملية الشاملة والتشاركية التي قادها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن .
وعلى هذه الخلفية، لا تزال أسوأ أزمة إنسانية في العالم يرثى لها مع الآثار التراكمية لست سنوات من الدمار والقتال الذي تفاقم بسبب انهيار نظامي الاقتصاد والصحة العامة المترديان نتيجة جائحة الكوفيد-19 .

التطورات العسكرية

واصل التحالف شن غارات جوية خلال الفترة المشمولة بالتقرير .

تتضمن التطورات العسكرية الأساسية الأخرى قيام الإمارات العربية المتحدة بسحب قواتها البرية على مرحلتين في النصف الثاني من العام 2019 .

وتم تنفيذ المرحلة الأول في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، خاصة من الجبهة الساحلية الغربية .
وجرت المرحلة الثانية في تشرين الأول/أكتوبر، إذ أبقت على الحد الأدنى من تواجد قواتها في المخا وعدن وبلحاف والمكلا وسقطرى، تزامن انسحاب القوات الإماراتية من عدن مع تسليم قاعدتها في البريقة إلى القوات السعودية .

وعقب هذه الانسحابات، أعلنت الإمارات أنها "قاتلت ثلاثة أعداء في اليمن في نفس الوقت: المتمردين الحوثيين والإخوان المسلمين والقوات الإرهابية للدولة ا لإسلامية والقاعدة ".

لكن الإمارات قالت أنها ستواصل عملياتها الجوية في اليمن. وعلاوة على ذلك، هنالك ما يقارب من 90.000 مقاتل يمني مدعوم من الإمارات على الأراضي اليمنية، سحب السودان أيضًا عدة آلاف من قواته المتمركزة في اليمن والتي كانت تشكّل جزءًا من التحالف .

في 1 آب/أغسطس 2019، شن الحوثيون هجومًا صاروخيًا وبطائرة مسيرة على حفل تخرج في معسكر الجلاء العسكري في البريقة غربي عدن، حيث تتمركز قوات الحزام الأمني المدعومة اماراتياً، ما أسفر عن مقتل 18 جنديًا من بينهم ضباط رفيعي الرتب، وإصابة 23 جنديًا .

في أعقاب هذا الهجوم، نفذت قوات الحزام الأمني العاملة في جنوب اليمن هجمات انتقامية ضد أشخاص من المحافظات الشمالية .

في 7 آب/أغسطس، تصاعدت التوترات في مدينة عدن مع وصول أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي لحضور جنازات الجنود، وبعد الإشارة إلى مقتل ثلاثة أشخاص ممن حضروا الجنازات، ورغم الادعاءات المتضاربة حول منفذي الهجوم، دعى هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تعبئة عامة واقتحام قصر المعاشيق، واندلعت معارك مسلّحة بين قوات الحزام الأمني واللواء الرئاسي للحكومة اليمنية مع اقتراب المعزين من قصر المعاشيق الرئاسي. وانتشر القتال في أنحاء المدينة في الأيام التالية، وأحكمت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على المباني الحكومية والقواعد العسكرية، فيما فر الوزراء القلائل المتواجدون في عدن في ذلك الوقت من المدينة. وبحلول 10 آب/أغسطس، كانت عدن قد وقعت تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي .

في 22 آب/أغسطس، بدأ القتال في مدينة عتق بمحافظة شبوة بين قوات النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للرئيس هادي . واستمرت معركة السيطرة على عتق حتى 25 آب/أغسطس، عندما أعلنت السعودية والإمارات عن لجنة مشتركة للإشراف على وقف إطلاق النار في المحافظة، ثم سيطرت القوات الحكومية على مواقع قوات النخبة الشبوانية في المحافظة، بما في ذلك بلدة بلحاف الساحلية. في 28 آب/أغسطس، اشتد القتال في ابين، وظلت المحافظة منقسمة بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي .

في 28 و 29 آب/أغسطس، شنت الإمارات غارات جوية في عدن وضواحيها، وكذلك في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، ما أسفر عن مقتل وإصابة 300 من عناصر الحكومة اليمنية .

ودعت الحكومة اليمنية مجلس الأمن إلى الاضطلاع بدوره والتدخل لوقف هذه الهجمات. في 3 أيلول/سبتمبر، أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة بياناً أكدت فيه أنها شنت الضربات التي قالت إنها استهدفت "عناصر من المنظمات الإرهابية" التي هاجمت قوات التحالف في مطار عدن .

ورفضت الحكومة اليمنية هذا التبرير وأكّدت أن الهجوم استهدف قواتها المسلّحة .

4 منذ آب/أغسطس 2019 فصاعدًا، صعد الحوثيون من عملياتهم العسكرية التي أطلقوا عليها اسم "نصر من الله"، في محور كتاف والبقع بمحافظة صعدة حيث سيطروا على عدة مواقع في منطقة كتاف. وفي 14 أيلول/سبتمبر، تعرضت منشأتان تابعتان أرامكو السعودية في بقيق وخريص لهجوم بطائرات مسيرة وقذائف إنسيابية، وتبنت القوات الحوثية هذا الهجوم .

وعبر فريق الخبراء المكلف من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن شكوكه من أن الطائرات المسيرة والصواريخ المستخدمة في الهجوم كان لها مدى يسمح بإطلاقها من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مشيرين إلى أنه من غير المرجح أن يكون الحوثيون مسؤولين عن هذه الهجمات. ويبدو أنه تم شن هجمات اخرى باستخدام أسلحة مشابهة من اليمن، ولا يُعتقد أن هذه الأسلحة المتطورة نسبيًا طورت أو صنعت في اليمن .

في 20 أيلول/سبتمبر، أعلن الحوثيون تعليقًا أحادي الطرف للهجمات على المملكة العربية السعودية، مطالبين بالمقابل وقف الضربات الجوية السعودية ورفع القيود المفروضة على الوصول إلى شمال اليمن. وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، شنت القوات الحوثية هجومًا في محافظة صعدة ضد قوات الحكومية اليمنية. وسيطرت القوات الحوثية على معظم منطقة الملاحيط في الظاهر بعد هجوم كبير على قوات التحالف .

في كانون الثاني /يناير 2020، اندلع القتال العنيف من جديد في اليمن. وفي 18 كانون الثاني /يناير، يُزعم أن الحوثيين أطلقوا صواريخ على معسكر الاستقبال، أحد معسكرات جيش الحكومة اليمنية في مأرب. وبحسب ما ورد، أسفرت الغارة عن مقتل أكثر من 110 جنود من اللواء الرابع الرئاسي. وقد اشتدت المعارك بعد هذه الضربات وتكبد الطرفان خسائر فادحة. وفي نهاية شهر كانون الثاني /يناير، استولت القوات الحوثية على نقطة تفتيش الحدودية بين محافظتي صنعاء ومأرب، وهو تقاطع استراتيجي للغاية حيث يلتقي الطريق المتجه شمالاً إلى الجوف وشرقاً إلى مأرب. وحدث هذا وسط اشتباكات عنيفة على طول جبهات كانت متوقفة في السابق في الجوف ونهم ومأرب. اشتدت المعارك بعد الضربات وتكبد الطرفان خسائر فادحة .

ومنذ نيسان /أبريل 2020، أطلق الحوثيون عدة صواريخ أخرى على منشآت عسكرية في مأرب وتقدموا باتجاه مأرب للاستيلاء على المزيد من الأراضي في صرواح .

وبحلول نهاية شباط /فبراير، وقعت الحزم، عاصمة الجوف، تحت سيطرة الحوثيين. واصلت القوات الحوثية هجومها في الجوف، وبحلول نيسان /أبريل سيطرت أيضًا على مديرية خب والشعف المتاخمة للسعودية. في 28 آذار/مارس، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخين باليستيين أطلقتهما القوات الحوثية في اليمن - أحدهما باتجاه الرياض والآخر باتجاه مدينة جيزان. وفي 30 آذار/مارس، شن التحالف سلسلة من الغارات الجوية على صنعاء .

كما اشتد القتال في منطقة قانية الحدودية في البيضاء حيث يوجد تقاطع طرق رئيسية تربط مديرية العبدية في مأرب ومديرية ردمان آل عوض في البيضاء. بدأت هذه المعارك عام 2018، لكنها زادت حدتها وتواترها بعد أن بدأت القوات الحكومية في التقدم على هذه الجبهة في نيسان/أبريل 2020. وتزامن الهجوم الحكومي مع ضغط القوات الحوثية على جبهات القتال في مأرب. كما لعبت جبهة البيضاء دورًا مهمًا في إعاقة تقدم الحوثيين باتجاه مأرب، نظرًا لحاجتهم إلى حشد القوات في قانية .

في 11 أيار / مايو 2020، شنت القوات الحكومية هجوماً عسكرياً واسعاً على القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محاولة للاستيلاء على زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وهي موقع ذو أهمية استراتيجية للتقدم نحو العاصمة المؤقتة عدن. وفي 20 أيار/مايو 2020، دعت المملكة العربية السعودية وفدًا من المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء النزاع الجنوبي وممارسة الضغوط على الأطراف لتنفيذ اتفاق الرياض. وفي 22 حزيران/يونيو، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، وفي 24 حزيران/يونيو، نشر التحالف ضباطًا عسكريين لمراقبة الهدنة في ابين .

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، حافظت القوات العسكرية السعودية على وجودها في المهرة. وفي سقطرى، لا يزال الوضع الأمني هشًا. اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في نهاية شهر نيسان/أبريل 2020. في 20 حزيران/يونيو، سيطرت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على سقطرى، معلنة أنها سيطرت على منشآت حكومية وقواعد عسكرية على الجزيرة .

وفي الحديدة، كان لآلية تعزيز وقف إطلاق النار وخفض التصعيد (مركز العمليات المشتركة، ونقاط المراقبة الخمسة في مدينة الحديدة) أثر إيجابي في توفير الاستقرار العام في تلك المدينة. وبحلول نهاية عام 2019، كان هناك انخفاض بنسبة 80 بالمائة في عدد الحوادث الأمنية. ومع ذلك، ومنذ بداية عام 2020، حدثت العديد من التطورات التي قوضت تنفيذ اتفاقية ستوكهولم .

في 11 آذار/مارس، أصيب ضابط الاتصال التابع للحكومة اليمنية في نقطة مراقبة سيتي ماكس بعيار ناري من قناص حوثي. وقد أصيب بجروح خطيرة وتوفي في 17 نيسان /أبريل متأثراً بجراحه. سحبت الحكومة اليمنية ضباط الاتصال من آلية تعزيز وقف إطلاق النار وخفض التصعيد وعلّقت مشاركتها في اللجنة. وفي 15 نيسان/أبريل 2020، تم تقليص تشكيل بعثة المراقبة في الحديدة إلى فريق مكون من اثنى عشر عضواً .

واصلت الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دعماً لحكومة اليمن، بما في ذلك من خلال ضربات الطائرات المسيرة، ولكن بمعدل أقل مما كان عليه في السنوات السابقة. ووقعت الضربة الأهم في نهاية كانون الثاني/يناير 2020، وقتلت قائد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قاسم الريمي .

التطورات السياسية

بعث توقيع اتفاقية ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر 2018 الأمل في التو صل إلى حلٍ سياسي للنزاع، وبعد أقل من عام على ذلك، تم التوقيع على اتفاق الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 والذي هدف إلى حل التوترات في الجنوب بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، وسبق ذلك محادثات غير رسمية بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية في أيلول/سبتمبر2019 . ومع ذلك، تعثر تنفيذ كلا الاتفاقين. في الوقت الحالي، وعلى الرغم من العملية الشاملة والتشاركية التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لا يوجد سوى احتمال ضئيل لتحقيق السلام. فعلى الرغم من الانخفاض الأولي في الأعمال القتالية، تكثف القتال مرة اخرى على الأرض. وشهد عام 2020 تغيراً في موازين القوى في الجنوب .

في 25 آذار/مارس 2020، وجه الأمين العام للأمم المتحدة نداءً عاجلاً من أجل إنهاء فوري للأعمال القتالية في اليمن، وحث أطراف النزاع الى التركيز على التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية وبذل كل ما في وسعها لمواجهة جائحة الكوفيد-19 .

وفي 8 نيسان/أبريل، أعلن التحالف وقف إطلاق النار أحادي الطرف لفترة أولية مدتها أسبوعين، والتي تم تمديدها لمدة شهر آخر لدعم الجهود المبذولة لاحتواء جائحة الكوفيد-19. وفي الوقت نفسه، أصدر الحوثيون وثيقة لمقترح وقف إطلاق النار الشامل. ومع ذلك، لم يطبق أي منهم وقف إطلاق النار واستمر الطرفان في عملياتهما العسكرية .

في 25 نيسان/أبريل 2020، أعلن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ في عدن وجميع المحافظات الجنوبية، وأعلن عن إنشاء إدارة ذاتية الحكم في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس. ونددت الحكومة اليمنية بهذه الخطوة ووصفتها بأن لها "عواقب وخيمة" على اتفاق الرياض . وأعلنت السلطات المحلية في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وأبين وسقطرى رفضها إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي "الإدارة الذاتية" في جنوب اليمن، وانضمت إليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء إعلان 25 نيسان/أبريل الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي. وجددوا تأكيد التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعوا إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض .

وبينما تخلّى المجلس الانتقالي الجنوبي في 29 تموز/يوليو عن إعلان الحكم الذاتي، فقد سحب مشاركته من المشاورات بشأن تنفيذ اتفاق الرياض في 25 آب/أغسطس. وتبع هذا تجدد القتال مع حكومة اليمن .

الوضع الإنساني

أدت القيود التشغيلية وقيود الوصول المفروضة من الأطراف على الوكالات الإنسانية وعلى الغذاء والدواء وإمدادات الوقود ، والتدهور والدمار المتزايدين للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والصحة، والسيول، والجراد، وظهور وباء فيروس كوفيد-19، وعدم دفع الرواتب، وتدهور قيمة العملة ،وسأم المانحين، إلى تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وفقًا لتقرير الحالة الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تموز/يوليو 2020، إن حوالي 80 بالمائة من السكان لا يزالون بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث يواجه نحو 25 بالمائة من السكان حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يرتفع إلى 40 بالمائة من السكان بحلول نهاية العام .

ويؤثر سوء التغذية بشكل غير متناسب على الفئات المهمشة والمعرضة للخطر، ويواجه أكثر من 3.5 مليون نازح من المشردين داخلياً في اليمن، غالبيتهم من النساء والأطفال، هشاشة حادة، بما في ذلك 1.5 مليون نازح في محافظة مأرب من الذين يفتقرون إلى الرعاية الصحية المناسبة والغذاء والماء والسكن والتعليم .

حدث إنتشار فيروس كوفيد-19 بوقت كانت نصف المنشآت الصحية اليمنية تعمل فيها بالكاد. والمنشآت العاملة غير مجهزة تجهيزاً كاملاً للتصدي للمرض. وتتضمن القيود الإضافية لمكافحة الفيروس، علاوة على المناعة الضعيفة لعدد كبير من الأفراد في المجتمع بسبب سوء التغذية، وتعاقب إنتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا وحمى الضنك وفيروس شيكونغونيا مما يؤثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، والهشاشة الشديدة لأوضاع مجموعات معينة بسبب النزوح وضعف الوصول لخدمات الصرف الصحي )على سبيل المثال ،النازحين داخليًا والمهاجرين واللاجئين( .ويضاف إلى هذا التدابير غير الملائمة على نحو كبير والتي اعتمدتها حكومة اليمن وسلطات الأمر الواقع والمجلس الانتقالي الجنوبي، وضعف جمع البيانات وكما ان هنالك تقارير عن محاولات لإخفاء معلومات حول معدلات الإصابة .

وكرر فريق الخبراء دعوته إلى إطلاق سراح المعتقلين نظراً لزيادة خطر تعرضهم للإصابة بالعدوى. وتلقي الفريق بعض التقارير التي تفيد بارتكاب مزيد من الانتهاكات تحت غطاء تدابير الوقاية من فيروس كوفيد-19، لا سيما ضد مجموعات المهاجرين .

يؤدي النقص الحالي في تمويل المساعدات الإنسانية الدولية إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي. وفي مؤتمر المانحين لدعم اليمن الرفيع المستوى الذي عُقد في الرياض في 2 حزيران /يونيو 2020، تعهد المانحون بتقديم 1.35 مليار دولار امريكي فقط من أصل 2.41 مليار دولار امريكي المطلوبة لتغطية الأنشطة الإنسانية الأساسية بين حزيران /يونيو وكانون الأول/ ديسمبر2020 .

وتتزايد المخاوف أكثر بشأن هذه الفجوة، حيث أنه وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، منذ منتصف أبريل /نيسان، تقلّص أو أغلق 31 من أصل 41 من برامج الأمم المتحدة الأساسية لمكافحة انتشار فيروس كوفيد-19 في اليمن بسبب نقص التمويل .

ولا يزال فريق الخبراء قلقا للغاية فيما يتعلّق بناقلة النفط صافر. وفقًا للحكومة اليمنية، في 27 أيار/مايو 2020، غمرت المياه غرفة محرك الناقلة بعد انفجار أنبوب مياه البحر، ما زاد من خطر غرق السفينة أو انفجارها. وفي تموز/ يوليو 2020 ، وبحسب تقارير، بعث الحوثيون رسالة بالموافقة على نشر فريق تقني تابع للأمم المتحدة لتقييم ناقلة النفط صافر الراسية قبالة ساحل ميناء رأس عيس في البحر الأحمر وسط تحذيرات متجددة من الأمم المتحدة من كارثة بيئية واقتصادية واجتماعية في حال التسرب .

نقل الاسلحة

وعلى الرغم من التوصيات القوية من جانب فريق الخبراء في تقاريره السابقة فقد استمر دعم الدول الثالثة لأطراف النزاع بما في ذلك كندا وفرنسا والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، وتضمن نقل الأسلحة .

وتشير البيانات المتاحة إلى أنه خلال الفترة الممتدة بين 2015-2019، كانت المملكة العربية السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم. وتعطي البيانات الأكثر تحديداً المتعلّقة بعمليات النقل التي تقوم بها دول بشكل فردي مؤشراً على حجم عمليات نقل الأسلحة المعنية. فعلى سبيل المثال، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى السنوات الخمس الماضية، على مبيعات عسكرية خارجية إلى المملكة العربية السعودية بقيمة 48.7 مليار دولار أمريكي تقريباً وإلى الإمارات العربية المتحدة بقيمة11.6 مليار تقريبا .

وتشير وثائق وزارة الدفاع الفرنسية السرية المسربة إلى استخدام أسلحة فرنسية الصنع في اليمن، مثل مدافع هاوتزر من طراز قيصر ودبابات لوكلير القتالية ونظام الاستهداف المستخدم على متن المقاتلات القاذفات السعودية وطائرة ميراج 2000-9 التي تستخدمها الإمارات العربية المتحدة. والمملكة المتحدة هي أيضًا أحد المصدرين الرئيسيين للأسلحة لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ومنذ آذار/مارس 2015، تم ترخيص أسلحة بريطانية بقيمة تفوق 11 مليار جنيه إسترليني للسعودية. أفادت التقارير أن كندا زادت مبيعاتها العسكرية إلى المملكة العربية السعودية، في حين وجد فريق الخبراء المكلف من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الحوثيين يتلقون دعماً عسكرياً، بما في ذلك طائرات بدون طيار وأسلحة، بعضها له خصائص تقنية مماثلة للأسلحة المصنعة في إيران، في انتهاك محتمل لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة. وفي تقرير اطلعت عليه رويترز، قال الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن إن القذائف الانسيابية التي استخدمت في عدة هجمات على منشآت نفطية ومطار دولي في السعودية العام الماضي كانت " إيرانية الأصل ".

وفي حين أنه يوجد حاجة لمزيد من التحقيقات لربط أسلحة مستوردة معينة بانتهاكاتٍ معينة، يعتقد الفريق فإن عمليات النقل هذه تساهم في إدامة النزاع. وعلاوةً على ذلك، فإن النتائج التي توصل إليها الفريق أدناه تفصل سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف والتي يجب أن تنظر فيها الدول عند السماح بتصدير الأسلحة التي يمكن استخدامها في اليمن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.