أعلنت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة كيلي كرافت، في جلسة استماع لمجلس الأمن بشأن وضع السلام في الشرق الأوسط أن " مبادرة السلام العربية لم تعد ضرورية ". وقالت كرافت: "تجربة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب أدت إلى السلام، ورؤيتنا ممكنة، وقمنا بالكثير من العمل لتقديم خطة السلام وهي مليئة بالتفاصيل ". وأضافت "لم تعد هناك حاجة للمبادرة العربية لعام 2002. صفقة القرن فتحت آفاقا جديدة أمام الفلسطينيين ". وكانت السعودية أكدت تمسكها بمبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002. كما أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في أيلول الماضي عن مساندته للجهود الأميركية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس "حل شامل وعادل" يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية . وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم 14 تشرين الأول الجاري في إطار مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، السعودية على "تطبيع علاقاتها" مع إسرائيل، لكن رغم ضغوط إدارة ترامب عليها طوال أشهر، أكدت المملكة أنها لن تتبع الإمارات والبحرين في خرقهما "الإجماع العربي" الذي يشترط التطبيع مع إسرائيل بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . وقال الوزير السعودي يوم 15 تشرين الأول في العاصمة الأميركية في محاضرة افتراضية في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، وهو مركز أبحاث مقرب من إسرائيل: "لقد أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرات سلام تلتزم بها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكل شيء آخر يجب أن يتبع ذلك" في إشارة واضحة لمبادرة السلام العربية . ومبادرة السلام العربية هي مبادرة أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، بهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت، يوم 28 آذار 2002 معلنة بذلك تأييدا عربياً . وتقول المبادرة :"إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة، إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في حزيران/يونيو 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد . ويضيف بيان القمة :"بعد أن استمع (المجلس) إلى كلمة عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعياً إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل ". إلا أن تطبيع دولة الإمارات العربية والبحرين علاقتهما مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يوم 15 أيلول الماضي، وتطبيع السودان علاقاتها مع إسرائيل يوم 23 تشرين الأول الجاري، يجعل من مبادرة السلام العربية أمرا باطل المفعول، بسبب تنصل دول عربية منها .