كشفت دراسة حديثة أن حرائق الغابات التي اجتاحت ولاية كاليفورنيا في عام 2018 كلفت الولاياتالمتحدة 148.5 مليار دولار (110 مليارات جنيه إسترليني) من الأضرار، وحسب خبراء من الصين والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة أثرت الحرائق بنسبة 0.7 في المئة على الناتج المحلى الإجمالي السنوي للبلاد - مع خسارة 45.9 مليار دولار خارج كاليفورنيا . وهذه الآثار الجانبية التي تم التغاضي عنها إلى حد كبير كانت ناجمة عن الاضطراب الذي أحدثته الحرائق في سلاسل التوريد التي تدخل وتخرج من الولاية. وشهدت كاليفورنيا حرائق غير مسبوقة في عام 2018 - حيث اندلع أكثر من 8500 حريق منفصل عبر الغابات والممتلكات. وارتفعت حدة حرائق الغابات في غرب الولاياتالمتحدة في العقود القليلة الماضية بسبب تغير المناخ، والاستيطان في المناطق المعرضة، والتغيرات في إدارة الأراضي والحرائق. وقال الفريق إن النتائج قد تساعد في توجيه صنع السياسات المستقبلية حول إدارات الغابات والأراضي وخبراء إخماد الحرائق والتنمية البشرية. على سبيل المثال، قد تركز جهود الوقاية من الحرائق بشكل أفضل على المناطق عكس اتجاه الريح من المراكز السكانية الرئيسية والبنية التحتية الرئيسية لتقليل التكاليف، كما قال الفريق. وقال مؤلف الورقة وخبير الاقتصاد البيئي، دابو جوان، من جامعة كوليدج لندن: "إن التأثيرات الأوسع لحرائق الغابات التي يتسبب فيها المناخ ليست فقط أكبر مما قدرت الدراسات السابقة، ولكنها أيضًا منتشرة على نطاق أوسع". وأوضح جوان أن هذه التأثيرات تشمل "تأثيرات متتالية كبيرة عبر سلاسل التوريد إلى خارج الدولة"، وأكد: "بينما دمرت حرائق الغابات الأكثر فتكًا العديد من المنازل والبنية التحتية المادية الأخرى، تسبب تلوث الهواء في عبء كبير على صحة الناس". وبالتالي، انخفضت الإنتاجية بسبب المرض فى كاليفورنيا، وتسبب التباطؤ في الإنتاج في آثار متتالية على سلاسل التوريد الاقتصادي داخل كاليفورنيا بالإضافة إلى 49 ولاية أخرى وعلى الصعيد الدولي. وأضاف جوان: "لقد تمكنا من رسم صورة أكثر شمولاً عن الخسائر الاقتصادية بسبب حرائق الغابات، لكن لا يمكننا قياس الصدمات النفسية والتأثيرات الاجتماعية الأخرى للناس - وأنا متأكد من أن هذا أكثر عمقًا من التكلفة الاقتصادية." في دراستهم، جمع البروفيسور جوان وزملاؤه بين النماذج الاقتصادية والوبائية والفيزيائية لفهم التأثيرات الإجمالية للحرائق بشكل أفضل. كشفت صور الأقمار الصناعية أن آثار الدخان غطت مناطق واسعة من كاليفورنيا، مما خلق ظروف تنفس خطرة للمجتمعات التي تقع على بعد مئات الأميال من الحرائق. كما عملت الكوارث على تعطيل نقل الطاقة ونقل البضائع وخطوط الأنابيب والقطاعات الأخرى التي تعتمد على البنية التحتية. وخلص الفريق إلى أن الخسائر الرأسمالية والتكاليف الصحية داخل كاليفورنيا بلغت إجمالي 59.9 مليار دولار (45.1 مليار جنيه إسترليني) - بينما تسبب الاضطراب الاقتصادي في 80 قطاعًا مختلفًا في خسائر بلغت حوالي 42.7 مليار دولار (32.2 مليار دولار). وأشار الباحثون إلى أن غالبية هذه الآثار شعرت بها الصناعات والمواقع البعيدة عن الحرائق - مع ما يقرب من ثلث إجمالي الخسائر خارج الولاية. داخل كاليفورنيا، تمثل الخسائر الرأسمالية المباشرة 27 في المئة من الأضرار، بينما تمثل التكاليف الصحية والتكاليف الاقتصادية غير المباشرة 31.5 في المئة و41.5 في المئة على التوالي. قال الباحثون إن صناعة الخدمات في كاليفورنيا عانت من أكبر الخسائر بشكل عام - حيث تمثل 45.1 في المئة من الخسائر غير المباشرة داخل الولاية. قال مؤلف البحث وعالم نظام الأرض ستيف ديفيس: "عندما تقوم شركات التأمين وصانعو السياسات وحتى وسائل الإعلام بتقييم الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات في كاليفورنيا، فإنهم يركزون على الخسائر في الأرواح والتدمير المباشر للبنية التحتية المادية".