نفذ المئات من أبناء مدينة تعز، أمس الجمعة، وقفة احتجاجية في ساحة الحرية للمطالبة بتدخل حكومي عاجل لوقف انهيار العملة التي شهدت تراجعاً تاريخياً، خلال الأيام الماضية . ورفع المحتجون لأفتات منددة بانهيار الريال، محمّلين التحالف العربي، وجماعة الحوثي، مسؤولية ما وصلت إليه العملة من تدهور غير مسبوق . وطالب المحتجون الحكومة الشرعية، بسرعة إيقاف انهيار العملة المحلية، مؤكدين أن حياة اليمنيين في خطر . وتعيش المدينة حال من الغضب والاحتقان جراء انهيار الأوضاع المعيشية ما ينذر ببدء شرارة ثورة جياع في ظل استمرار تراجع قيمة الريال اليمني إلى مستويات قياسية . ويعيش أهالي مدينة تعز التي تسيطر عليها حكومة الشرعية وضع مأساويا نتيجة الانفلات الأمني الخطير من جهة وارتفاع أسعار الخبز وندرتها نتيجة إضراب ملاك الأفران من جهة أخرى خلال الأيام والأسابيع الماضية بسبب انهيار سعر العملة المحلية . هذا وبدأ ابناء مدينة تعز وناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي بدعوة أهالي المدينة للخروج في ثوة الخبز يوم السبت الموافق 12 من شهر ديسمبر الجاري، المطالبة بإنهاء حالة العبث والانفلات في المدينة ووضع حلول عاجلة لتدهور العملة المحلية وضبط أسعار السلع بالإضافة إلى العديد من المطالب الحقوقية والسياسية التي من المتوقع أن يرفعها أهالي المدينة الذين بات شبح الجوع يلوح لهم من أبواب منازلهم المسكونة بالخوف منذ اندلاع العدوان . وبدأ ملاك أفران الخبز في مدينة تعز، من يوم الثلاثاء الماضي، تنفيذ إضراب عن العمل بسبب انهيار العملة المحلية التي نتج عنها ارتفاع في أسعار الدقيق الأمر الذي أدى إلى أزمة في الخبز وتحوله إلى سلعة تباع بالسوق السوداء وبأسعار جنونية . وتراجع الريال اليمني إلى أدنى مستوى في تاريخه، حيث وصل سعر الدولار إلى أكثر من 900 ريالاً في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية . وتسبب الانهيار القياسي للعملة المحلية اليمنية، بارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، كما لجأ العشرات مالكو الافران في مدينة تعز، إلى الاغلاق احتجاجاً على ارتفاع أسعار الدقيق، حيث وصل سعر الكيس الدقيق إلى 24 ألف ريال يمني . خبراء اقتصاديون اتهموا التحالف العربي بقيادة السعودية بالعمل على ضرب الاقتصاد الوطني، ضمن حرب اقتصادية موازية للعسكرية، عبر الحصار وتعطيل المنشآت السيادية، كالموانئ والمطارات ومنشآت النفط والغاز، التي حوّل معظمها إلى ثكنات عسكرية، ومنع أي عمليات للتصدير . وحمل الخبراء دول التحالف العربي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع الإنسانية في البلاد نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار مشيرين إلى أن السعودية هي من أوعزت إلى الرئيس هادي نقل البنك المركزي إلى عدن وتحويله إلى وكر للفساد والمضاربة، ثم إغراق السوق المالية بالمليارات من العملات الورقية غير المغطاة التي كان آخرها قبل أيام .