نواصل قراءة ما قاله التراث الإسلامى عن رحلة الفتح العظيم، حيث كان النبي محمد، عليه الصلاة والسلام فى طريقه إلى فتح مكة، فما الذي حدث فى الطريق؟ يقول كتاب "البداية والنهاية" ل الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل نزول النبى عليه السلام إلى مر الظهران": ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مر الظهران نزل فيه فأقام، كما روى البخاري: عن يحيى بن بكير، عن الليث، ومسلم عن أبى الطاهر، عن ابن وهب، كلاهما عن يونس، عن الزهري، عن أبى سلمة، عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجتنى الكباث، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالأسود منه فإنه أطيب". قالوا: يا رسول الله أكنت ترعى الغنم؟ قال: "نعم وهل من نبي إلا وقد رعاها". وقال البيهقي: عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن سنان بن إسماعيل، عن أبى الوليد سعيد بن مينا قال: لما فرغ أهل مكة ورجعوا، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى مكة، فلما انتهى إلى مر الظهران نزل بالعقبة، فأرسل الجناة يجتنون الكباث، فقلت لسعيد: وما هو؟ قال: ثمر الآراك. قال: فانطلق ابن مسعود فيمن يجتنى، قال: فجعل أحدهم إذا أصاب حبة طيبة قذفها في فيه، وكانوا ينظرون إلى دقة ساقي ابن مسعود وهو يرقى في الشجرة فيضحكون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تعجبون من دقة ساقيه فو الذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد". وكان ابن مسعود ما اجتنى من شيء جاء به وخياره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال في ذلك: هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه وفى الصحيحين عن أنس قال: أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة فذبحها، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها وفخذيها فقبله. وقال ابن إسحاق: ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران، وقد عميت الأخبار عن قريش، فلا يأتيهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يدرون ما رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل. وخرج فى تلك الليالى أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار، وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به. وذكره ابن لهيعة: عن أبى الأسود، عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بين يديه عيونا خيلا يقتصون العيون، وخزاعة لا تدع أحدا يمضي وراءها، فلما جاء أبو سفيان وأصحابه أخذتهم خيل المسلمين، وقام إليه عمر يجأ في عنقه، حتى أجاره العباس بن عبد المطلب، وكان صاحبا لأبى سفيان.