كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" أو كتاب التاريخ للمسعودي (283 ه - 346 ه/ 896 - 957 م) يعد أحد أشهر المراجع التاريخية التى تؤرخ من بداية الخليقة وينتهي بعهد الخليفة العباسى المطيع لله 973 ميلادية. وعلى بن الحسين المسعودي، مؤلف الكتاب، ولد في بغداد حوالي العام 900م. (287ه). وهو عاصر ابن الرومى فى بغداد باكراً وشهد وفاته وأشاد بشعره، كما شهد وفاة ابن حنبل، وهو عاش متنقلاً بين البلاد، وبخاصة بعدما بدأت القلاقل السياسية في بغداد، وأثمرت رحلاته عدداً كبيرًا من الكتب، كان "مروج الذهب" وسيظل أشهرها، وهو بعد رحلاته الكثيرة تنقل بين العراق والشام ومصر، حيث يخبرنا انه أنجز كتابه "مروج الذهب" في فسطاطها سنة 336ه، وهو ظل مستقراً فى مصر حتى توفى عام 346ه. ويبدأ الكتاب بالحديث عن خلق العالم، ونجد في الفصول التالية وصفاً للتاريخ والجغرافيا والحياة الاجتماعية والعادات الدينية للأراضي غير الإسلامية، مثل الهند واليونان وروما. ويشمل العمل أيضًا حسابات المحيطات وحساب تقويمات الأمم المختلفة والمناخ والنظام الشمسي والمعابد الكبيرة، وهناك أقسام مثيرة ونادرة تم تكريسها للغوص بحثاً عن اللؤلؤ في قاع الخليج الفارسي، والكهرمان في شرق أفريقيا، والعادات الهندية لدفن الموتى، والطريق البرية التي تؤدى إلى الصين، والملاحة البحرية ومخاطرها المختلفة مثل العواصف والأعاصير، بالإضافة إلى توضيح خصائص ومواقع البحار بالنسبة إلى بعضها البعض. وأهم ما يميز الكتاب هو أنه تعرض لاختلاف العلماء فى أكثر ما بحث من مسائله، وبين أقاويلهم، وأشار إلى بعض حججهم، تاركا تفصيل ما أخذ فيه من القول إلى كتبه التي صنفها، وقد اعتمد في علمه على مصدرين أحدهما جملة ما كتب العلماء الذين سبقوه بالتدوين، المصدر الثاني استمده من أحاديث الناس التي يتناقلونها كبرا عن كابر.