بعد رحيل سيدنا عثمان بن عفان سعى الناس إلى الإمام على ابن أبى طالب ليتولى الأمر، وكان الزمان زمان فتنة، فما الذي يقوله التراث الإسلامي فى ذلك؟ يقول كتاب البداية والنهاية ل الحافظ ابن كثير "ذكر بيعة على رضى الله عنه بالخلافة" يقال: إن أول من بايعه طلحة بيده اليمنى، وكانت شلاء من يوم أحد، لما وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بعض القوم: والله إن هذا الأمر لا يتم، وخرج على إلى المسجد فصعد المنبر وعليه إزار وعمامة خز ونعلاه في يده، توكأ على قوسه، فبايعه عامة الناس، وذلك يوم السبت التاسع عشر من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين. ويقال: إن طلحة والزبير إنما بايعاه بعد أن طلبهما وسألاه أن يؤمرهما على البصرة والكوفة. فقال لهما: بل تكونا عندي أستأنس بكما، ومن الناس من يزعم أنه لم يبايعه طائفة من الأنصار، منهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد، ومحمد بن مسلمة، والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد، وكعب بن عجرة، ذكره ابن جرير من طريق المدائني، عن شيخ من بنى هاشم، عن عبد الله بن الحسن. وقال المدائني: حدثني من سمع الزهري يقول: هرب قوم من المدينة إلى الشام ولم بايعوا عليا، ولم يبايعه قدامة بن مظعون، وعبد الله بن سلام، والمغيرة بن شعبة. قلت: وهرب مروان بن الحكم والوليد بن عقبة وآخرون إلى الشام. وقال الواقدي: بايع الناس عليا بالمدينة، وتربص سبعة نفر لم يبايعوا، منهم ابن عمر، وسعد بن أبى وقاص، وصهيب، وزيد بن ثابت، ومحمد بن أبى مسلمة، وسلمة بن سلامة بن وقش، وأسامة بن زيد، ولم يتخلف أحد من الأنصار إلا بايع فيما نعلم. وذكر سيف بن عمر، عن جماعة من شيوخه قالوا: بقيت المدينة خمسة أيام بعد مقتل عثمان، وأميرها الغافقي بن حرب يلتمسون من يجيبهم إلى القيام بالأمر.