" إن لكل نبي حواريّاً، وحواريّ الزبير بن العوام " حديث شريف. إنه الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، كنيته أبو عبد الله، حواري رسول الله, كما أن أمه (صفية) عمة رسول الله، وزوجته أسماء بنت أبي بكر "ذات النطاقين "، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل ، وكان من أعظم الفرسان وأشجعهم قال عنه عمر: الزبير ركن من أركان الدين. اشتهر بالجود والكرم، وكان يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا وروي عنه أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه خراج أرضه، فما يدخل بيته منها درهما واحدا، بل يتصدق بذلك كله حتى مات مدينا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين اختارهم عمر للخلافة من بعده الزبير وطلحة يرتبط ذكر الزبير دوما مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول ، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه ، وتحدث عنهما الرسول قائلا: ( طلحة والزبير جاراي في الجنة). أول سيف شهر في الإسلام: أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام ، وقد كان فارسا مقداما ، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول قد قتل، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، وفي أعلى مكة لقيه الرسول, فسأله: ماذا به؟.. فأخبره النبأ.. فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب. إيمانه وصبره: كان للزبير- رضي الله عنه- نصيب من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه ( اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب ).. فيجيب الفتى الغض (لا والله، لا أعود للكفر أبداً).. ويهاجر الزبير إلى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.