توّج المنتخب الجزائري المشارك بتشكيلة رديفة بلقب كأس العرب لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه السبت، بفوزه على تونس 2-صفر في مباراة شهدت اللجوء إلى شوطين إضافيين على استاد البيت المونديالي في منطقة الخور على أطراف العاصمة القطريةالدوحة. وسجّل هدفي الجزائر لاعب الصفاقسي التونسي السابق البديل أمير سعيود (99) وياسين إبراهيمي (120+5)، أمام مدرجات غصّت بأكثر من 60 ألف متفرج، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي سبق أن شاهد مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي حسمتها قطر لصالحها أمام مصر بركلات الترجيح، وكانت الجزائر، بطلة إفريقيا، بلغت النهائي بعد فوز دراماتيكي على قطر المضيفة 2-1 بهدف من ركلة جزاء سُجل في الدقيقة 17 من الوقت المحتسب بدل عن ضائع، فيما تأهلت تونس على حساب مصر بهدف عكسي في الرمق الأخير أيضاً. وشارك منتخب الجزائر بتشكيلة شبه رديفة غاب عنها معظم المحترفين في أوروبا أبرزهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، فضلاً عن جمال بلماضي الذي منح مهمّة التدريب لمجيد بوقرة مدرب منتخب المحليين. أما تونس، فيغيب عنها لاعب وسط سانت اتيان الفرنسي وهبي الخزري. وانطلق الشوط الأول بنشاط عال من الطرفين، بدأ في الدقيقة السادسة مع رأسية ضعيفة لبغداد بونجاح من بينية طويلة، وصلت بين يدي الحارس التونسي معز حسن، وانتظرت تونس حتى الدقيقة الرابعة عشرة للرد، بعدما حوّل نعيم سليتي ركلة حرة إلى داخل منطقة الجزاء، ارتقى لها بلال العيفة وحولها برأسه في العارضة، قبل أن يشتتها الدفاع. وفي الدقيقة 19، سدد سليتي نفسه يسارية قوية من خارج منطقة الجزاء، تألق مبولحي في صدّها وتحويلها إلى ركنية. وأهدر الطيب مزياني بغرابة فرصة محققة للتقدم، بعدما وصلته تمريرة من بونجاح على طبق من فضة أمام المرمى المفتوح، ليضعها إلى جانب القائم الأيسر (21)، ولاحت فرصة جزائرية خطيرة في الدقيقة 32، عندما توغل نجم الجزائر يوسف بلايلي من الجهة اليسرى وراوغ الدفاع، قبل أن يخترق منطقة الجزاء ويحوّل عرضية فشل ياسين إبراهيمي في إسكانها الشباك بسبب التكتل الدفاعي، قبل أن تصل إلى بونجاح الذي سددها إلى جانب القائم الأيسر. وقبيل الدخول في الاستراحة، سدّد يوسف المساكني كرة قوية من خارج المنطقة، مرت إلى جانب القائم الأيمن (45+3). وإذ شهد الشوط الأول استحواذاً أكبر لتونس بنسبة 55 في المئة، لم تتغير الأمور كثيراً في الشوط الثاني الذي لم يشهد فرصاً كثيرة، أبرزها التسديدة القوية من بونجاح داخل المنطقة إلى جانب القائم الأيمن (58)، وبعدها بدقيقتين، ردّ سليتي الذي قطع مشواراً طويلاً من منتصف الملعب، غير أنه سدد كرة خفيفة بعيدة عن مرمى مبولحي (60). وبعد أخذ ورد غير مثمر بين الطرفين، كاد سيف الدين الجزيري ينهي المباراة في الدقيقة 90، عندما استلم بينية من فرجاني ساسي، لكنه أخفق في وضعها بالشباك وسددها إلى جانب القائم الأيسر، ومثله، يوسف بلايلي الذي أراد خطف المباراة بتسديدة من خارج المنطقة، وصلت بين يدي الحارس التونسي (90+6)، لينتقل الفريقان إلى شوطين إضافيين. وكان الشوط الإضافي الأول، شوط السعد للجزائر، حينما افتتحت التسجيل في الدقيقة 99، بعدما هيأ بونجاح بكعب قدمه كرة للبديل أمير سعيود الذي سددها من خارج المنطقة في الزاوية اليمنى العليا للحارس التونسي، وفي الدقيقة 111 من الشوط الإضافي الثاني، أضاع البديل محمد بلعربي فرصة إدراك التعادل لتونس، بتسديدة على الطائر من خارج منطقة الجزاء، خرجت إلى جانب القائم الأيسر، ومثله زميله علي بن رمضان الذي سدد فوق المرمى في الدقيقة 115. وطالب لاعبو تونس بركلة جزاء في الدقيقة 119، بداعي لمسة يد، غير أن الحكم لم يحتسبها، وأجهز "محاربو الصحراء" على "نسور قرطاج" في الثواني الأخيرة من المباراة، عندما استغل إبراهيمي تقدّم الحارس التونس إلى مناطق الجزائريين بحثاً عن التعادل، ليسكن الكرة في المرمى الخالي (120+5) ويضمن فوز الجزائر باللقب. وأحرز التونسي سيف الدين الجزيري لقب هداف النسخة العاشرة من كأس العرب لكرة القدم برصيد أربعة أهداف، مع ختام البطولة السبت على استاد البيت في قطر بفوز تونس-الجزائر باللقب، فيما نال صانع اللعب الجزائري ياسين إبراهيمي جائزة أفضل لاعب، وفيما حصل ابراهيمي (31 عاماً)، المحترف في قطر مع نادي الريان، على جائزة أفضل لاعب، نال مواطنه يوسف بلايلي الكرة الفضية والقطري أكرم عفيف الكرة البرونزية، بينما نال الحارس الجزائري رايس مبولحي جائزة أفضل حارس مرمى. وسجّل الجزيري (28 عاماً) هدفين في مرمى موريتانيا افتتاحاً (5-1)، ثم في مرمى الإمارات (1-صفر) ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، قبل أن يهزّ شباك عمان (2-1) للمرة الرابعة والأخيرة في النهائيات. وتقدّم مهاجم الزمالك المصري الحالي والإفريقي السابق المكنى "جاز"، على القطري المعزّ علي والأردني يزن النعيمات والمغربي بدر بانون وابراهيمي الذين سجلوا ثلاثة أهداف. ومنذ بداية كأس العرب، كان الجزيري واضحاً: "أريد إنهاء البطولة على رأس الهدافين، لأنني سجّلت ثنائية في أول لقاء وأطمح للأفضل في المباريات المقبلة". كما توج المنتخب القطري لكرة القدم ببرونزية كأس العرب إثر فوزه السبت على نظيره المصري (حامل لقب نسخة 1992) بركلات الترجيح على ملعب 974 في منطقة رأس بو عبود بضواحي العاصمة القطرية. فاز المنتخب القطري لكرة القدم ببرونزية كأس العرب إثر تغلبه على نظيره المصري بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي السبت، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع على استاد 974 في منطقة رأس أبو عبود في العاصمة الدوحة. ويُدين "العنابي" بفوزه لحارس مرماه مشعل برشم الذي حرم "الفراعنة" من هز الشباك، وتألق في صد ركلتين ترجيحيتين ليقود منتخب بلاده ليبلسم جراحه عقب الخروج من نصف النهائي أمام الجزائر 1-2 الأربعاء. في المقابل، فشل المنتخب المصري، حامل لقب نسخة 1992، في إرضاء جماهيره بالمركز الثالث خصوصاً عقب خيبة أمل الخروج من المربع الذهبي أيضاً أمام تونس بهدف عكسي قاتل صفر-1 الأربعاء. بدأ فريق المدرب البرتغالي كارلوس كيروش المباراة على نحو مثالي من ناحيتي السيطرة والاستحواذ، فسدد أحمد سيد "زيزو" كرة قوية أبعدها الدفاع (11)، فيما اعتمد أصحاب الأرض على المرتدات فكاد همام الأمين يُسجل عندما وصلته عرضية أكرم عفيف خلف الدفاع لكنه لم يحسن التصرف أمام المرمى (16)، واستعاد "الفراعنة" زمام الأمور، فمرر حمدي فتحي عرضية وصلت لمحمد شريف داخل المنطقة سددها فوق العارضة (19)، وكاد فتحي يكسب ركلة جزاء بعدما تعرض لعرقلة من عبد العزيز حاتم إلاّ أن الحكم استعان بتقنية الحكم المساعد "في ايه آر" لمتابعة اللعب (22). وكاد "المجتهد" فتحي يسجل قبل ثلاث دقائق من صافرة نهاية الشوط الأول عندما أطلق كرة عائدة من الحارس برشم نحو المرمى، بيد أن المدافع خوخي بوعلام تدخل في الوقت المناسب لإبعاد الخطر (43)، وأهدر المعز علي فرصة عندما نفذ أكرم كرة ثابتة وصلت إلى بوعلام هيأها برأسه للمعز أمام المرمى المشرّع، لكن هداف كأس آسيا أرسل الكرة فوق العارضة بطريقة غريبة (47)، وجاء الرد قوياً من المنتخب المصري فتألق برشم في أكثر من مناسبة، مبعداً تسديدة محمد شريف القوية (56)، ثم سيطر على رأسية حمدي فتحي (62)، ليعود الأخير ويمرر كرة إلى محمد شريف المنفرد فسدد كرة زاحفة نحو الزاوية البعيدة أبعدها الحارس القطري (85)، وواصل برشم تألقه في الوقت بدل الضائع فتصدى لتسديدة مروان حمدي، لتصل مجدداً للبديل الأخر مصطفى فتحي فسدد وتدخل الحارس "العنابي" بنجاح (100). واحتكم المنتخبان لركلات الترجيح، فسجل لقطر كل من خوخي بوعلام، عبد الكريم حسن، أحمد علاء، أكرم عفيف، كريم بوضياف، فيما أهدر حسن الهيدوس، وسجل لمصر كل من محمد مجدي إفشة، عمرو السولية، أحمد فتوح، أكرم توفيق، فيما أهدر أحمد حجازي ومحمد شريف.