تتسع رقعة الإجرام الحوثي يومًا بعد آخر، لتتحول بذلك معظم المدن اليمنية ساحات موت ومقابر للمدنيين، وهو ما تكرر كثيرًا منذ بداية الإنقلاب الحوثي على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فلم يعد يجد اليمنيون اليوم موطئ قدم الا ويتهددهم موت الإرهاب الحوثي، وحتى السماء باتت نذير شؤم وخطر يهدد وجودهم مع استخدام الجماعة للذخائر المتفجرة ضد المدنيين. تقرير فريق الخبراء الأمميين، المكلف باستقصاء الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولكافة المجالات القابلة للتطبيق من القانون الدولي، والتي ارتكبتها جميع الأطراف في النزاع منذ أيلول/سبتمبر 2014، بما في ذلك الأبعاد الجنسانية المحتملة لتلك الانتهاكات. رصد التقرير انتهاكات الحوثيين ضد المدنيين والتي باتت أشبه بجرائم حرب ضد الإنسانية، حيث تستخدم الجماعة الذخائر المتفجرة لقصف الأهالي والأحياء السكنية في المدن اليمنية، في الوقت الذي تفرش فيه الأرض ألغامًا تحسد أرواح الناس يومًا بعد يوم. ذخائر متفجرة. في السياق، أورد تقرير لجنة الخبراء الأمميين "حقق الفريق في ثمانية حوادث استخدم فيها الحوثيون ذخائر متفجرة بصورة عشوائية في مناطق مأهولة بالسكان في مأربوتعز ، مما أسفر ، حسبما زعم ، عن مقتل 33 شخصا، من بينهم ثمانية أطفال ،وإصابة 51 آخرين ، من بينهم طفلا". وقال التقرير "منذ أوائل عام 2021 ، كان للقتال العنيف في محيط مأرب عواقب وخيمة على المدنيين" مشيرًا الى أنه في "عدة هجمات استخدمت فيها –جماعة الحوثيين– أجهزة متفجرة مثل قذائف المدفعية، أصابت مخيمات النازحين داخليا". وأضاف "أسفرت الأجهزة المتفجرة، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن تدمير أعيان مدنية". وتابع" وأدت أيضا إلى نزوح العديد من الأشخاص الذين شردوا بالفعل عدة مرات ، مما زاد من احتياجاتهم وضعفهم". وأكد أنه "في الفترة من 8 إلى 17 شباط/ فبراير ، تعرض مخيم الزور للهجوم مرتين على الأقل، حيث داهم الحوثيون المخيم وزرعوا ألغاما أرضية". وفي الفترة من 19 إلى 21 شباط / فبراير، قال التقرير "هوجم مخيما الصوابين والهيال مرتين على الأقل، وفي الفترة من 16 آذار /مارس إلى 4 نيسان/ أبريل، هوجم مخيم الملح خمس مرات، ومخيم التواصل مرتين، ومخيم الخير مرتين، ومخيم ذات الراء مرة واحدة، ومخيم السويداء مرة واحدة". وبحسب التقرير "تبين هذه الحالات استمرار تجاهل الحوثيين لمبدأ التمييز ومبدأ حماية المدنيين، ويلاحظ الفريق أن طائرة مسيرة استخدمت في حادث واحد على الأقل في مأرب". وأكد أنه "وفقا لتحليل الفريق، فإن الطائرات المسيرة الحوثية دقيقة للغاية، ويمكن اعتبار الهجمات الممنهجة على المناطق المأهولة بالسكان في تعزومأرب، على مسافة من الخطوط الأمامية النشطة، أعمالا تهدف إلى نشر الرعب بين السكان المدنيين، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني". وكانت الحكومة اليمنية خلال العام 2021، ووسط تصاعد الهجمات الصاروخية لجماعة الحوثيين واشتداد المعارك مع الجيش الوطني اليمني ورجال القبائل، بعثت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي على وقع الجرائم الحوثية التي طالت المدنيين في محافظة مأرب. جاء ذلك في الوقت الذي استهدفت فيه جماعة الحوثي حي سكني في مدينة مأرب بصاروخ باليستي وذلك بعد أيام فقط من استهداف الحي نفسه بثلاثة صواريخ خلفت نحو 35 قتيلا وجريحا جلهم من الأطفال والنساء. وذكرت المصادر الرسمية في حينه، أن المندوب اليمني الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبد الله السعدي بعث برسالة إلى مجلس الأمن بشأن المجازر التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الانقلابية بمأرب، واستمرار الحصار والقصف على أنحاء متفرقة في مأرب، بما في ذلك مديرية العبدية المحاصرة. وأشار السعدي حينها، إلى أن الهجوم الحوثي الأخير في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 استهدف حي الروضة السكني شمال مدينة مأرب وأسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 29 مدنياً، بينهم 4 نساء و5 أطفال على الأقل، كان عمر أحدهم سبعة أشهر فقط. وقال السعدي إن "هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، إذ تواصل ميليشيات الحوثي إطلاق صواريخها الباليستية لقتل وإصابة المدنيين في مأرب وأماكن أخرى في اليمن، وإن هناك العديد من الأمثلة على هذه الهجمات كالهجوم على حي المجمع في مأرب من بين هجمات أخرى، والهجوم في تعز بينما كان الأطفال يغادرون المدرسة في 3 يوليو (تموز) 2021" إلى ذلك، سلطت الرسالة اليمنية، الضوء على جرائم ميليشيات الحوثي بحق المدنيين عبر فرضها الحصار المشدد على مديرية العبدية جنوبمأرب، حيث حرمت الميليشيات 5300 عائلة (أي ما مجموعه 35000 مدني) من الحصول على الغذاء والماء والدواء لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا. استمرار انتهاك الحوثيين لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من خلال مهاجمة المدنيين والبنى التحتية المدنية وفرض الحصار على السكان المدنيين، سيفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن، وسيدفع اليمن بعيدًا عن التوصل إلى الحل السياسي للأزمة. ألغام الموت. من جهة أخرى، أشار التقرير الى أن الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع من قبل الحوثيين هو استخدام متوطن ومنهجي". وأوضح أنه "منذ عام 2016 ، وثق الفريق أثره المدمر على المدنيين". وقال إنه "خلال الفترة المشمولة بالتقرير، جمع الفريق أدلة هامة بشأن هذه المسألة، ولا سيما أثناء زيارته للساحل الغربي في آب /أغسطس، وهي إحدى أكثر المناطق تضررا". بحسب التقرير. فيما قال مركز حقوقي يمني، إن 38 مدنيا وعسكريا على الأقل لاقوا حتفهم، وأصيب 50 آخرون خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب ألغام وذخائر زرعتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في محافظتي شبوةومأرب. ووثق المرصد اليمني للألغام هذه الحصيلة لضحايا الألغام، منذ مطلع يناير الجاري فقط في مديريات عسيلان وبيحان وعين بمحافظة شبوة النفطية بجنوب شرق البلاد، ومديرية حريب في محافظة مأرب المجاورة، حيث قادت قوات العمالقة حملة عسكرية ضخمة مدعومة من تحالف دعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات الحوثي. ونقلت هيومن رايتس ووتش، في تقريرها السنوي لعام 2021 حول الانتهاكات في اليمن، عن مشروع رصد الأثر المدني، بأن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون تسببت بسقوط أكثر من 9 آلاف ضحية في صفوف المدنيين منذ بداية الصراع في اليمن قبل سبع سنوات. وذكر التقرير أن ميليشيات الحوثي استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد في انتهاك "لاتفاقية حظر الألغام" لعام 1997، مشيرا إلى أن اليمن طرف فيها. وفي وقت سابق، قُتِل خبيران يمنيان في نزع الألغام، أثناء عملهما في نزع ألغام زرعتها جماعة الحوثيين في منطقة حيس بمحافظة الحُديدة. كما أعلنت وحدات من التشكيل البحري في الجيش اليمني أنها عثرت على ألغام بحرية نشرها الحوثيون على البحر الأحمر. وبعدها بأيام قُتل خبير آخر في نزع الألغام أثناء قيامه مع فريق هندسي بتفكيك شبكة ألغام زرعها الحوثيون في المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر. على هذه الشاكلة تحضر أخبار الألغام في اليمن ضمن أخبار الحرب التي تدور رحاها منذ 8 سنوات، إذ تسجل الألغام بمختلف أنواعها حضورها بشكل يثير المخاوف والقلق وسط السكان، وحسب مشروع نزع الألغام التابع للأمم المتحدة فيوجد متفجرات في مناطق واسعة من الأراضي في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك المناطق المأهولة بالسكان زرعتها جماعة الحوثيين. المشروع الذي بدأ عمله في ديسمبر/كانون الأول 2016، ويستمر حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل، أعلن مؤخراً أنه أكمل مسح وتطهير أكثر من 23 مليون متر مربع من الأراضي، بإزالة ما يقرب من 635,000 قطعة من الذخائر المتفجرة. وعلى الرغم مما تعلنه البرامج والمشاريع الأممية من جهود، في هذا الموضوع لا تزال معاناة اليمنيين مستمرة جراء الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق مختلفة، وبكميات كبيرة جداً، وبطرق عشوائية بدون وجود خرائط تُسهّل عمل فِرَق نزع الألغام، الأمر الذي يشكل تهديداً مباشراً للسكان وسط تزايد أعداد الضحايا المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال. وتشير التقارير المتخصصة وفي طليعتها تقارير فريق خبراء الأممالمتحدة بشأن اليمن إلى انفراد الحوثيين بزراعة الألغام، ما تؤكده الوقائع والأحداث شبه اليومية، إذ يُلاحَظ أن المناطق التي ينسحب منها الحوثيون في الغالب مزروعة بالألغام المختلفة من الألغام الفردية والألغام المضادة للمركبات والآليات.