أصيبت المناطق المحيطة بمطار لفيف في غرب أوكرانيا، ب«صواريخ» روسية صباح أمس الجمعة، حسب رئيس بلدية المدينة، فيما جرى إنقاذ 130 شخصاً من بين أنقاض مسرح لجأ إليه مئات السكان في ماريوبول، فيما لا يزال «المئات» عالقين في المبنى. وقال رئيس بلدية لفيف، أندري سادوفي، على صفحته في فيسبوك إن «صواريخ عدة أصابت مصنعا لتصليح الطائرات. دُمّر المبنى بالقذائف» موضحا أن «المصنع توقف عن العمل قبل ذلك ولهذا السبب لم يسقط ضحايا حاليا». وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان في منطقة المطار. وحسب القوات الجوية الأوكرانية فإن المنطقة أصيبت بأربعة صواريخ كروز روسية أطلقت من البحر الأسود، على بعد مئات الكيلومترات. وأضافت في بيان أن الدفاعات الأوكرانية المضادة للطيران أسقطت صاروخين روسيين آخرين قبل وصولهما إلى هدفهما. ولم تشهد مدينة لفيف أي معارك حتى الآن، لكن الجيش الروسي قصف الأحد قاعدة عسكرية أوكرانية في هذه المنطقة. ولفيف أكبر مدينة في غرب أوكرانيا ووجهة سياحية مهمة بسبب مناظرها الخلابة، وهي تبعد 70 كيلومترا عن الحدود مع بولندا. في ماريوبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن الجيش الروسي وحلفاءه الانفصاليين يقاتلون في وسط هذا الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر في جنوب شرق البلاد. وبيّن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف «في ماريوبول، أحكمت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد) بدعم من القوات المسلحة الروسية، حصارها وتقاتل القوميين في وسط المدينة». وأكد أن القوات الروسية والانفصاليين باتوا يسيطرون على 90 ٪ من أراضي منطقة لوغانسك. وقبل وقت قصير من بدء الهجوم في 24 شباط/فبراير، اعترفت موسكو باستقلال دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. نقطة تحول مهمة وستشكل السيطرة على ماريوبول نقطة تحول مهمة في النزاع، إذ إنها ستسمح لروسيا بضمان اتصال على الأرض بين قواتها القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها وقوات دونباس. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الجوية الروسية الأربعاء بأنها قصفت «عمدا» مسرحا لجأ إليه مئات السكان في ماريوبول. وقال «يجب على العالم في نهاية المطاف الإقرار بأن روسيا أصبحت دولة إرهابية». وقال زيلينسكي» أُنقذ أكثر من 130 شخصًا إثر القصف الروسي للمسرح فيما لا يزال «المئات» عالقين في المبنى». وبين في مقطع فيديو «أكثر من 130 شخصًا أُنقذوا. لكن مئات من سكّان ماريوبول لا يزالون تحت الأنقاض» واعدًا بمواصلة عمليات الإنقاذ «رغم القصف» المتواصل في المدينة الساحلية. وأشارت رئاسة بلدية ماريوبول إلى أن «أكثر من ألف» شخص كانوا موجودين في ملجأ تحت المسرح عندما تعرض للقصف. ولم يتم إعلان أي حصيلة للضحايا حتى الآن. وأوضحت المبعوثة الأوكرانية لحقوق الإنسان ليودميلا دينيسوفا أن الملجأ صمد أمام القصف، مضيفة «نعتقد أن الجميع نجوا». وأشارت إلى أن عملية انتشال الناجين من تحت الأنقاض بدأت. ووفق النائب البرلماني سيرغي تاروتا، الملجأ قاوم القصف. وكتب على فيسبوك أن المسرح «يتكون من ثلاثة أجزاء ولا يُعرف بعد ما إذا كانت قد تضررت». وقال إن أشخاصا عدة «خرجوا في الصباح بعد أن أزال السكان الأنقاض بأنفسهم». وقالت روسيا إنها لم تقصف المدينة، متهمة كتيبة آزوف القومية الأوكرانية بتدمير المسر،. فيما أكدت وزارة الثقافة الإيطالية أن روما «مستعدة لإعادة بناء المسرح». وكتب على تويتر «وافقت الحكومة على اقتراحي بتقديم الموارد والوسائل لأوكرانيا لإعادة بنائه في أسرع وقت ممكن». واعتبر أن «مسارح جميع البلدان ملك للبشرية جمعاء». «الوضع خطير» وأفاد مجلس بلدية ماريوبول بأن الوضع «خطير» مع القصف الروسي «المستمر» والدمار «الهائل» ووفقًا للتقديرات الأولية، تم تدمير حوالى ثمانين في المئة من المساكن في المدينة. وقالت تمارا كافونينكو (58 عاما) «إنهم يطلقون عددا كبيرا من الصواريخ وهناك العديد من جثث المدنيين في الشوارع». كما يتواصل قصف كييف وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث قتل 500 شخص على الأقل منذ بداية الحرب. وعادت الحياة ببطء إلى العاصمة الخميس بعد رفع حظر التجول المفروض منذ مساء الثلاثاء. وخلت المدينة على الأقل من نصف سكانها البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة. ولم تنشر أي تقديرات شاملة للخسائر وإن اعترف زيلينسكي في 12 آذار/ مارس بمقتل «حوالى 1300» جندي أوكراني، بينما تحدثت موسكو في الثاني من آذار/ مارس عن مقتل نحو 500 في صفوفها. وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار إن القوات الأوكرانية منعت القوات الروسية من تحقيق أي تقدم جديد أمس الجمعة. وفي تصريحات أذاعها التلفزيون الوطني قالت إن القوات الروسية تعاني من مشاكل تتعلق بإمدادات الغذاء والوقود والاتصالات.