خرج مانشستر سيتي الانكليزي، الطامح للقبه الاول في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بفوز صعب بهدف دون رد على ضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني سجله قائده البلجيكي كيفن دي بروين، في ذهاب الدور ربع النهائي الثلاثاء، في مستهل فترة قد تكون حاسمة لموسمه، وأحرز دي بروين الهدف الوحيد في الدقيقة 70 لصالح سيتي الذي خسر نهائي العام الماضي أمام مواطنه تشلسي ولا يزال يبحث مع مدربه الإسباني بيب غوارديولا عن لقبه الاول في المسابقة القارية الأم. وتنتظر سيتي فترة حاسمة من الموسم على جميع الاصعدة، إذ يخوض الاحد مباراة قمة أمام ضيفه ليفربول في الدوري قد تكون مصيرية في تحديد هوية بطل إنكلترا هذا الموسم، إذ يتفوق على منافسه بنقطة يتيمة، على أن يتجدد اللقاء بينهما في نصف نهائي الكأس السبت المقبل، ويحل قبلها على أتلتيكو في لقاء الاياب الاربعاء في مدريد. ورغم أن هذه المواجهة الاولى على الإطلاق التي جمعت سيتي وأتلتيكو في المسابقات الرسمية، سبق أن تواجه غوارديولا والمدرب الارجنتيني دييغو سيميوني ثلاث مرات سابقًا، فاز الإسباني مرتين، أولهما في الدوري الاسباني موسم 2011-2012 عندما كان مدربًا لبرشلونة (التقيا مرة واحدة لأن سيميوني وصل في منتصف الموسم)، والثانية 2-1 مع بايرن ميونيخ الالماني في اياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2015-2016، إلا أن نادي العاصمة الاسبانية بلغ النهائي بفضل الاهداف خارج الديار بعد فوزه 1-صفر ذهابًا في مدريد، ومع استمرار غياب كايل ووكر للمباراة الثالثة تواليًا والآخيرة قاريًا إثر طرده في المباراة الاخيرة من دور المجموعات ضد لايبزيغ الالماني وغياب البرتغالي روبن دياش بداعي الاصابة، لعب جون ستونز الى جانب الاسباني أيميريك لابورت في قلب الدفاع. وكما كان متوقعًا، عاد البرتغالي برناردو سيلفا والجزائري رياض محرز الى التشكيلة الاساسية بعد أن بدآ على مقاعد البدلاء في الفوز على بيرنلي السبت الماضي، بدلا من فيل فودن وجاك غريليش. أما من جهة أتلتيكو الذي كان اخرج مانشستر يونايتد في الدور السابق، فغاب عن صفوفه مدافعه الاورغوياني خوسيه ماريا خيمينيس بعد إصابته خلال الفوز 4-1 على ألافيس في الدوري، ليحل البرازيلي فيليبي مكانه في خط خلفي من خمسة مدافعين لإغلاق المساحات على سيتي، وحافظ مانشستر سيتي بهذا الفوز على سجله خاليًا من الهزائم في آخر 18 مباراة على أرضه في دوري الابطال (16 فوزًا وتعادلان). وهيمن سيتي على مجريات الشوط الاول استحواذًا الذي وصل الى 70% مع نهايته، إلا أن التكتلات الدفاعية لأتلتيكو منعت أصحاب الارض من تشكيل أي خطورة على المرمى في ظل معاناتهم عبر الاطراف وفي العمق لتنتهي الدقائق ال45 الاولى من دون أي تسديدة على المرمى من جانب الطرفين، وبدأ الضيوف الشوط الثاني بطريقة أفضل وشنوا مرتدتين، كادت أن تسفر إحداهما عن هدف عندما مرر الفرنسي أنطوان غريزمان الكرة الى ماركوس يورنتي على الجهة اليمنى داخل المنطقة، سددها تصدى لها الحارس البرازيلي إديرسون في اول تسديدة على المرمى في المباراة (51)، ولم يتأخر سيتي في الرد بأول محاولة بين الخشبات الثلاث عبر ركلة حرة نفذها دي بروين تصدى لها الحارس السلوفيني يان أوبلاك (54)، وأجرى سيميوني تبديلا ثلاثيًا بعد مرور ساعة على انطلاق المباراة ودفع بمواطنَيه أنخل كوريا ورودريغو دي بول والبرازيلي ماتيوش كونيا بدلا من كوكي، غريزمان ويورنتي. وبعد ثماني دقائق، رد غوارديولا بتبديل مماثل وزج بكل من فيل فودن، غريليش والبرازيلي غابريال جيوزس بدلا من محرز، الالماني إلكاي غوندوغان ورحيم ستيرلينغ، وسرعان ما ترك فودن بصمته بعد أن تلقى كرة من الإسباني رودري، لاعب أتلتيكو السابق، في العمق ومنه بين رجلَي المدافع الى دي بروين داخل المنطقة الذي سددها زاحفة الى يمين الحارس مسجلا في ظهوره الخمسين في دوري الابطال مع سيتي (70)، وكاد البلجيكي أن يضاعف تقدم فريقه لولا شتت المونتينيغري ستتفان سافيتش، لاعب سيتي السابق، كرته قبل أن تواصل طريقها الى المرمى (80). وحاول سيتي إضافة الهدف الثاني لاسيما بفضل كرات وعرضيات فودن الذي حرّك الهجوم منذ دخوله لكن من دون أن ينجح في ذلك، فيما لم يستعن سيميوني بجهود الاوروغوياني لويس سواريس، ما يعد بمباراة شرسة الاسبوع المقبل. وسبق لسيتي وأتلتيكو أن التقيا وديًا في آذار/مارس 1995 حين كان سيميوني لاعبًا في فريق العاصمة الاسبانية. من جهته وضع ليفربول الانكليزي قدمًا في نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعودته بفوز صريح من معقل بنفيكا البرتغالي 3-1 في ذهاب الدور ربع النهائي الثلاثاء. وسجل الفرنسي إبراهيما كوناتيه (17) والسنغالي ساديو مانيه (34) والكولومبي لويس دياس أهداف ليفربول، والاوروغوياني داروين نونييس هدف بنفيكا (49). أجرى مدرب ليفربول الالماني يورغن كلوب ستة تبديلات على التشكيلة التي خاضت المباراة ضد واتفورد في الدوري الانكليزي نهاية الاسبوع، أبرزها في خط المقدمة حيث أشرك دياس المنتقل الى الفريق في سوق الانتقالات الشتوية الاخيرة قادمًا من بورتو ومانيه بدلا من البرتغالي ديوغو جوتا والبرازيلي فيرمينو، واستمرت عقدة بنفيكا في مواجهة الفرق الانكليزية في ربع نهائي المسابقة القارية، لأنه فشل في تحقيق الفوز عليها في تسع مباريات (ضمنها مباراة البارحة)، فخسر سبع مرات وتعادل مرتين، ودخل ليفربول المباراة وهو في أفضل حال بعد فوزه في آخر 10 مباريات تواليًا في الدوري المحلي، كما انه فاز في المباريات السبع الاولى في دوري الابطال هذا الموسم قبل ان يخسر مرة واحدة على أرضه أمام إنتر الايطالي صفر-1 لكن ذلك لم يحول دون تأهله الى ربع النهائي لفوزه ذهابًا خارج ملعبه 2-صفر، ويبحث ليفربول عن رباعية تاريخية (دوري وكأس وكأس رابطة في إنكلترا ودوري أبطال أوروبا) أو السير على خطى مانشستر يونايتد الوحيد من بين الاندية الانكليزية يحرز ثلاثية دوري الابطال والدوري والكأس في موسم 1999، بعد أن توج بكأس الرابطة هذا الموسم على حساب تشلسي. فرصة أولى لمصري محمد صلاح عندما تلقى كرة متقنة بالكعب من مانيه فغمزها بسن القدم لكن حارس بنفيكا أبعدها الى ركنية (10)، وسرعان ما ترجم ليفربول افضليته عندما رفع الاسكتلندي الدولي أندي روبرتسون ركلة ركنية طار لها كوناتيه وأودعها برأسه داخل الشباك (17) مسجلا باكورة اهدافه منذ انتقاله الى صفوف فريقه قبل بداية الموسم الحالي. وللمفارقة، كان كوناتيه يخوض المباراة الرقم 12 في دوري الابطال علمًا أن الاولى كان في صفوف لايبزيغ الالماني وضد بنفيكا بالذات عام 2019، ونجح ليفربول في تعزيز تقدمه عندما مرر ترنت ألكسندر-أرنولد كرة امامية رائعة باتجاه دياس داخل المنطقة فحوّلها رأسية باتجاه مانيه المتربص امام المرمى ليتابعها بسهولة داخل الشباك (34)، وقام دياس أكثر لاعبي ليفربول تحركًا بفاصل مراوغة وأطلق كرة زاحفة قوية من خارج المنطقة مرت الى جانب القائم الايمن (38)، واهدر صلاح فرصة اضافة الهدف الثالث بعد انفراده بحارس بنفيكا وتسديده الكرة بيسراه ضعيفة فأبطل الأخير مفعولها في نهاية الشوط الاول. واظهر بنفيكا وجهًا مغايرًا في الشوط الثاني بعد ان تخلى عن حذره ونجح في تقليص الفارق عندما أخطأ كوناتيه في تشتيت كرة عرضية فوصلت الى نونييس سددها في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس البرازيلي أليسون بيكر (49) رافعًا رصيده الى 5 اهداف في المسابقة القارية هذا الموسم، وكان نونييس سجل هدف المباراة الوحيد في مرمى أياكس الهولندي إيابا في ثمن النهائي ليمنح فريقه بطاقة التأهل الى هذا الدور، واجرى كلوب ثلاثة تبديلات دفعة واحدة عندما اخرج مانيه وصلاح والاسباني تياغو ألكانتارا وأشرك فيرمينو وجوتا وقائده جوردان هندرسون تواليا بعد مرور ساعة. وكاد بنفيكا يدرك التعادل عندما وصلت الكرة الى البرازيلي ايفرتون فأطلقها من على مشارف المنطقة قوية زاحفة ابعدها مواطنه أليسون (64)، وحسم دياس النتيجة نهائيًا عندما تلقى كرة بينية من الغيني نابي كيتا فراوغ الحارس واودعى الكرة في الشباك (87)، قبل المباراة، كان سِجِل بنفيكا على أرضه في المسابقات الاوروبية يتضمن 11 فوزًا و5 تعادلات وخسارتين فقط في آخر 18 مباراة.