شكا مواطنون يمنيون من سوء أحوالهم في منفذ الوديعة البري والذي يشهد تكدساً للعشرات من الحافلات منذ أيام، وكذا العبث الذي يمارس بحقهم من قبل شركات النقل، في ظل غياب تام لأي دور لوزارة الأوقاف والإرشاد المعنية بالملف. وقال معتمرون إنهم اضطروا لتحمل تكاليف النقل الباهظة والتي ارتفعت أضعافاً مضاعفة عن الرسوم المعروفة سابقاً، وعندما وصلوا الى المنفذ تعثرت رحلاتهم واضطروا للبقاء لعدة أيام في ظل غياب للخدمات الأساسية. وحمّل المعتمرون وزارة الأوقاف والإرشاد المسؤولية عما يحدث لهم، مناشدين الالتفات لمعاناتهم و»الأمر لا يحتاج أكثر من حسن إدارة وترتيب» حسب قولهم. وشهد منفذ الوديعة البري بين اليمن والسعودية، تكدساً للعشرات من الحافلات الخاصة بنقل المعتمرين منذ أيام، أصدرت هيئة النقل البري على إثره يوم السبت، توجيهاً لشركات النقل بوقف تسيير الرحلات حتى يتم حل المشكلة وإنهاء الازدحام. وتحدث ل»المصدر أونلاين» أحد المعتمرين الذين ألغيت رحلتهم بسبب تكدس الحافلات في المنفذ أن الرحلات التي وصلت المنفذ يوم أمس رجعت للتو، بسبب إجراءات أقرتها الجهات السعودية لتنظيم عملية نقل المعتمرين وتتعلق باستبدال الحافلات اليمنية بأخرى سعودية، على أن يكون السائق سعودي الجنسية أو يمني لديه إقامة في السعودية. واتخذت المملكة هذا القرار لأسباب متعددة من بينها مخالفة الباصات التي قدم على متنها بعض المعتمرين والمقيمين للمواصفات، بحسب مصدر في المنفذ. وقال مصدر في المنفذ ل»المصدر أونلاين» إن المعتمرين المغادرين من اليمن صوب السعودية، يعانون في المنفذ من شحة في الخدمات الأساسية والضرورية. ونفى وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبه، رداً على استفسارات ل»المصدر أونلاين» حول تلك الإشكاليات، أن يكون للوزارة علاقة بالازدحام الحاصل في المنفذ «ليست هي الجهة المسؤولة إطلاقا». وأرجع توضيح باسم قطاع الحج والعمرة بالوزارة أرسله الوزير، أسباب الازدحام إلى صغر المنفذ وكونه المدخل الوحيد لكل المسافرين إلى المملكة «سواء معتمرين أو مقيمين أو أصحاب الزيارات المختلفة وغيرها من التأشيرات»، إضافة إلى «الإقبال الكبير من المواطنين من جميع المحافظات في بداية رمضان على أداء العمرة، حيث كان العدد قبل رمضان لا يتجاوز في اليوم الواحد 300 الي 450 معتمراً تقريبا فكانت تسير الأمور بكل يسر وسهولة دون أي عقبات». لكن مصدراً في وزارة الأوقاف قال للمصدر أونلاين، إن ترتيبات جديدة أجراها الوزير، تقف وراء المشاكل التي طفت على السطح مؤخراً، وأكد مصدر آخر غياب أي ترتيبات بخصوص موسم العمرة. وقال المصدر: الوزارة تتسلم مبلغ 30 ريالاً سعودياً عن كل معتمر مقابل هذا العمل. وفي كل عام، وقبل انطلاق موسم العمرة، تعقد لقاءات خاصة مع الجهات المسؤولة من الجانبين اليمني والسعودي في منافذ العبور يتم التنسيق من خلالها مع الجمارك والجهات الأمنية والإدارية، للتأكد من التجهيزات التي من شأنها تسهيل عملية مرور ضيوف بيت الله الحرام. وأضاف أنه كانت تشكل لجنة خاصة في المنفذ تداوم على مدار الساعة لتنظيم العملية، وهو ما لم يحدث هذا العام. وقال موظف في المنفذ للمصدر أونلاين، إنه خلال السنوات الماضية كانت يدخل عبر المنفذ يومياً نحو 5 آلاف شخص، بينما لا يدخل هذا العام إلا نحو ألف، يزيدون قليلاً خلال الأيام الأخيرة. وقال المصدر في الوزارة: هذا العام لم يصل عدد المعتمرين 40 ألفاً حتى الآن مقارنة ب 300 ألف في العام2019، وقد شهدنا هذا التعثر، نتيجة غياب الإعداد المسبق، وضعف التجاوب مع تطورات الموسم من قبل الوزارة. ولم تقف مشاكل المعتمرين عند التكدس في الصحارى القريبة من المنفذ فحسب، بل تجاوز الأمر إلى استغلال حاجتهم من قبل مقدمي الخدمات الأخرى، أبرزها شركات النقل والباصات. وقال أحد المصدرين في الوزارة إنه من المفترض أن يتم تشكيل لجنة لفحص ملفات الشروط واعتماد شركات النقل التي لديها باصات مطابقة للشروط والمواصفات تلزم الشركات برسوم موحدة للنقل الدولي بما لا تتجاوز عن 400 ريال سعودي وصولا إلى مكةالمكرمة ثم العودة. وأكد معتمرون أنهم دفعوا مبلغ 1050 ريال سعودي عبر شركة البركة، فيما قال آخرون إنهم دفعوا 700 ريال عبر شركة البراق، وشكا البعض الارتفاع الهائل في الأسعار مقارنة بالشهر الماضي. كما تلزم لجنة التنسيق تلك شركات النقل أن تتولى نقل المعتمرين في باصات خاصة دون أن تحمل معهم أياً من المقيمين لتسهيل مرورهم وإجراءاتهم في المنفذ، يقول المصدر. وقال التوضيح الوزاري إن من أسباب التكدس «تشديد الإجراءات في الجمارك بعد ظهور بعض المخالفات في المنافذ الأخرى للمملكة مما انعكس سلبا على منفذ الوديعة فتسبب في أخذ وقت أطول عند التفتيش والفحص». وقال الوزير إن الوزارة تواصلت مع المختصين في المنفذ السعودي لزيادة عدد العاملين في الجمارك، كما تواصلت مع الهيئة العامة للنقل البري بإلزام شركات النقل بتحديد مواعيد التحرك من المدن والمحافظات وفق جدول زمني، لتفادي وصول الباصات إلى المنفذ في وقت واحد.
ووفقا للتوضيح فقد «تم تشكيل لجنة في المنفذ برئاسة مدير شؤون الحج والعمرة بالقطاع الأستاذ عبدالكريم الشيخ وبالتعاون مع قيادة المنفذ اليمني وقائد امن كتيبة المنفذ» مضياف أنه يوم غد ستصل «لجنة عليا برئاسة وكيل قطاع الحج والعمرة الدكتور مختار الرباش، والأخ نائب القنصل اليمني بجدة الأستاذ احمد السعدي، ومدير شؤون الحج والمتابعة الأستاذ عبدالكريم الشيخ، في زيارة للأخوة المسؤولين في المنفذ لإيجاد آلية لحل الأشكال والتسريع بدخول المعتمرين». وقال إنه «تم ادخال يوم أمس أكثر من 2700 معتمر وإن شاء الله تستمر هذه الإجراءات في زيادة دخول عدد أكبر من المعتمرين حتى تنتهي هذه المشكلة». لكن المصدر في المنفذ قال إن الإجراءات التي أعلن عنها حتى الآن جاءت متأخرة بعد معاناة المعتمرين الذين بلغ ببعضهم الحال أن انتهت تأشيراتهم دون أن يتمكنوا من العبور، إضافة إلى أنها غير كافية لحل المشكلة. ونصح المصدر وزارة الأوقاف والإرشاد بإحياء الإجراءات المتبعة في المواسم الماضية لحل مشاكل المعتمرين، من خلال التواصل المستمر والتنسيق التام مع كافة الجهات المختصة في المنفذ بجانبيه اليمني والسعودي. وأضاف: على الوزارة المطالبة بزيادة عدد الكونتيرات في المنفذ السعودي لإدخال أكبر عدد من المعتمرين، وتخصيص مسارات محددة للمعتمرين لتجاوز مخاطر انتهاء التأشيرة، وكذا التخفيف عن المعتمرين من خلال توفير خيام لاستراحتهم وتوفير بعض الوجبات لهم بقدر الإمكان.