تواصلت التنديدات الدولية بالهجمات الشرسة التي تنفذها دولة الاحتلال ضد المسجد الأقصى، في الوقت الذي طالبت فيه دولة فلسطين من الأممالمتحدة إرسال قوة حماية دولية لضمان سلامة السكان المدنيين. ومن جديد اتهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، دولة الاحتلال بممارسة نظام "الفصل العنصري"، وكتبت هذه المنظمة الحقوقية الدولية تغريدة على حسابها على موقع "تويتر" جاء فيها " نظام الفصل العنصري ليس مجرد جزءا من الماضي، فهو واقع يعيشه ملايين الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ويستمر حتى يومنا هذا". وأشارت المنظمة إلى ما يجري في هذه الأوقات من هجمات ضد الفلسطينيين، وقالت "إننا نراقب التقارير حول القتل غير المشروع، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والعقاب الجماعي"، وأكدت أن "نظام الفصل العنصري هو اعتبار حياة مجموعة أهم من حياة مجموعة أخرى، وتبقي إسرائيل على نظام الفصل العنصري من خلال أعمال القتل والتعذيب بحق الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية"، وأضافت "إنها جريمة ضد الإنسانية، ويجب أن تنتهي". يأتي ذلك فيما تتواصل في الولاياتالمتحدةالأمريكية الفعاليات المنددة بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والمسجد الأقصى، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن مدن لوس أنجليس وهيوستن وشيكاغو ونيويورك وبوسطن، تستعد لتنظيم تظاهرات أمام القنصليات الإسرائيلية، بالإضافة الى فعاليات في العديد من الجامعات الأمريكية. وذكرت أن هذه الفعاليات تنظم من قبل تحالفات محلية للمؤسسات الفلسطينيةالأمريكية على مستوى المدن، بمشاركة الجاليتين الفلسطينية والعربية، وأنصار الحق الفلسطيني من الأقليات العرقية واليسار الأمريكي. رفض عربي ودولي وقد وقع ثلاثة آلاف أمريكي على عريضة تطالب الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس، وضرورة حماية حقوق الفلسطينيين، ووضع شروط على المساعدات الأمريكية لإسرائيل. وجاء في العريضة، التي أطلقتها منظمة "كود بينك" النسائية المؤيدة للحقوق الفلسطينية، "بحلول شهر رمضان قتل العديد من الفلسطينيين، وجرح المئات على أيدي القوات الإسرائيلية، التي أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين، وداهمت كذلك المسجد الأقصى وأطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على المصلين الفلسطينيين، وقد تم اعتقال مئات منهم، وكثير منهم محتجزون بدون تهمة أو محاكمة". وطالبت عضو الكونغرس الأمريكي ماري نيومان، عقب لقائها وفدا عن المؤسسات الفلسطينية، الإدارة الأمريكية بوضع حد للعدوان على القدس، ومنع استخدام أي أسلحة أمريكية في العدوان على الشعب الفلسطيني. وكانت الولاياتالمتحدة أكدت على وجوب الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس "إن واشنطن تشعر بقلق بالغ حيال أعمال العنف الاخيرة". وفي السياق أكد وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية محمد مختار جمعة على ضرورة قيام كافة المنظمات الأممية والدولية بدورها في الحفاظ على وضع المسجد الأقصى الإسلامي، "دفعا لتأجيج حروب، وصراعات دينية، وصدامات بشرية لا تنتهي". وقال إنه لا يجوز تقسيم المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ثالث الحرمين وأولى القبلتين لا زمانيا ولا مكانيا"، مؤكدا "لا يملك أحد القول بذلك أو السماح به". وانتقد سياسة "الكيل بمكيالين" في التعامل مع قضايا المقدسات الدينية، وقال إنها "تضر بالسلام العالمي". وكان مجلس الوزراء السعودي طالب المجتمع الدولي القيام بدوره في تحميل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكب، وتبعاتها على فرص إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. كما أدانت حكومة جمهورية فنزويلا، أعمال العنف التي ترتكبها القوات الإسرائيلية، بحق المواطنين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وأكدت أنها تعد "انتهاكا للوضع الراهن للأماكن المقدسة، ولحرية العبادة"، وطالبت المجتمع الدولي برفض أعمال العنف التي وقعت في القدس الشرقية المحتلة، وحثت حكومة الاحتلال على احترام الأماكن المقدسة وحقوق الإنسان، واعلنت التزامها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وكررت رفضها للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية. وفي السياق، عبرت وزارة الخارجية الروسية، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في البلدة القديمة في القدس، بما في ذلك في المسجد الأقصى. وكانت خمس دول أوروبية هي فرنسا وايرلندا والنرويج وألبانيا واستونيا، أصدرت بيانا مشتركا، عبرت فيه عن قلقها ازاء الأحداث في المسجد الأقصى، وطالب بوقف أعمال العنف والحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة والعمل على تهدئة الخواطر. وكانت العديد من الدول الغربية والأجنبية والمنظمات الدولية، انتقدت عمليات القمع التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، خاصة في المسجد الأقصى. وسبق أن طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الإدارة الأمريكية الخروج عن صمتها وعدم الاكتفاء ببيانات ومناشدات عامة، وطالبتها بتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عما يجري، وقالت "إن البيانات الدولية والأمريكية الشكلية شجعت الاحتلال على تكرار جريمته ضد الأقصى والمصلين"، مؤكدة أن ازدواجية المعايير الدولية "توفر الحماية للاستعمار الإسرائيلي وتهويد الأماكن المقدسة والتراثية".