رغم تغير الحكومات الدكتاتورية على نظام كوريا الجنوبية السياسي ، ورغم قيام كل حكومة من تلك الحكومات إلى وضع صياغة للوحدة مع كوريا الشمالية ، ورغم اختلاف وتعدد مسميات تلك الصياغة ، إلا أن أهداف كوريا الجنوبية بعيدة المدى تميزت بالاستمرارية عبر جميع الأنظمة السياسية التي مرت بها ، فلم يكن هناك سبب لتغير أهداف تحقيق الوحدة حتى مع قدوم أول نظام حكم مدني في الجنوب في ظل حكومة كيم يونج سام الذي تولي السلطة في فبراير عام 1993م ، ثم حكومة كيم داي جونج الذي تولى السلطة في ديسمبر عام 1997م وحتى يومنا هذا . لذلك فإن كوريا الجنوبية تهدف من الوحدة مع كوريا الشمالية في إقامة دولة كورية واحدة تقوم على مبادئ وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ولن يتحقق هذا الهدف إلا من خلال المصالحة والتعاون ثم إقامة كومنولث ذات كيان يجسد الوحدة الكاملة ، لذلك فهي تسعى إلى إقامة حكومة واحدة وبرلمان واحد في ظل دولة ديمقراطية تسمى الكومنولث الكوري ، ووصولاً إلى التعايش بين الشعبين الشمالي والجنوبي في وئام وسلام بعيداً عن توزيع القوة بين الشطرين ، فالهدف النهائي من الوحدة على الصعيد السياسي هو الانصهار والذوبان بين الشعبين على مبادئ الديمقراطية بدلا من أي أيدلوجية تركز فقط على طبقة أو جماعة معينة .كل ذلك من أجل تحقيق الاستقرار من خلال منع اندلاع حرب بين الكوريتين والعمل على تخفيض التوتر والقلق بين الشطرين المتنازعين ، بالإضافة إلى تجنب التهديد العسكري بين الطرفين من أجل أن يعيشوا في سلام . وبهذا حاولت كوريا الجنوبية حل القضية النووية بكل الوسائل السلمية الممكنة . ولم يحدث أي تقدم في المسألة النووية بين الطرفين ، كما أنها قد أعلنت عن استعدادها لدعم الطاقة النووية السلمية وتنميتها من أجل خدمة ازدهار الشمال بما في ذلك بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف وإمداد الشمال برأس المال الضروري وأيضاً التكنولوجيا المتطورة في حالة تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي . والهدف منه هو إقناع حكومة بيونج يانج بعد مواصلة تطوير برنامجها النووي في مقابل مساعدتها في التغلب على نقص الطاقة والأزمة الاقتصادية . ومن أولويات سعي كوريا الجنوبية في سبيل تحقيق الوحدة المنشودة هو لم شمل العائلات والأقارب وذلك نتيجة لتجزئة كوريا والتي دامت أكثر من نصف قرن و البالغ عددهم أكثر من عشرة ملايين بين الشمال والجنوب . ورغم أن تقديرات كوريا الجنوبية عن عدد تلك العائلات يبلغ مليوني أسرة كورية مشتتة وهو يختلف عن التقديرات الصادرة عن كوريا الشمالية ، فإن هدف كوريا الجنوبية هو تجسيد إرادة سبعين مليون مواطن كوري من خلال انفتاح كلا المجتمعين على الأخر . ومن هنا واستجابة لمطالب الشعب الكوري ، فإن وحدة الأسر المقسمة يجب أن يكون لها الأولوية التي تسعى إليها من أجل تحقيق الوحدة المنشودة من خلال التراث الثقافي والاجتماعي بين الكوريتين كخطوة أولى تأتي بعدها الوحدة الكاملة . ومن الأهداف التي سعت إليها كوريا الجنوبية من أجل تحقيق الوحدة وهو أن حكومة سول في كوريا الجنوبية ، تعتبر العب الاقتصادي الذي سيلقى على عاتقها نتيجة الوحدة المنتظرة ، والتي تتراوح ما بين مائتي بليون دولار أمريكي إلى أكثر من خمسمائة بليون دولار أمريكي ستستثمر على مدى خمس إلى عشر سنوات . ولكن إذا حدثت الوحدة تدريجياً كما تريد لها كوريا الجنوبية ، فإن التكلفة الاقتصادية سوف تكون أقل من المتوقع . ومن الأهداف الأساسية التي يمكن استنتاجها لتحقيق الوحدة في المجال الاقتصادي والذي يتمثل في حرص الشركات العملاقة في الجنوب على الاستقرار الاقتصادي العام كشرط حيوي وضروري للتنمية والأعمال الخاصة ، وأيضا قطع الطريق على أية شركات أجنبية ولا سيما الآسيوية التي تتربص بسوق كوريا الشمالية . لذلك وفي ظل الحكم الديمقراطي الجديد للرئيس كيم داي جونج الذي بدأ مع أواخر عام 1997م وحتى يومنا هذا فقد أعلنت كوريا الجنوبية عن ثلاثة مبادئ رئيسية يجب الالتزام بها السياسة الكورية حتى تحقق هدف الوحدة الكاملة مع الشطر الثاني وهى كالتالي :- 1) مبدأ التعايش السلمي وتحقيق السلام في الكوريتين . 2)مبدأ التبادل السلمي للأسر المتفرقة بين الكوريتين . 3)مبدأ إقامة الوحدة بالوسائل السلمية التدريجية . وعلى ضوء ما سبق فإنها تريد أن تصل إلى معاهدة سلام ، ومنع كوريا الشمالية من التطور العسكري وتؤمن سلاماً مستقراً في شبة الجزيرة الكورية وفي لم شمل الكوريتين. [email protected]