اختتم وزراء خارجية الدول العربية اجتماعهم الطارئ في بيروت بدعمهم الكامل للبنان وتبني مبادرة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لوقف إطلاق النار. كما أوصى الوزراء بإرسال وفد إلى نيويورك لمحاولة تعديل مشروع القرار الأميركي-الفرنسي المطروح على مجلس الأمن لوضع حد للحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ قرابة الشهر. وكلفوا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالإعداد لقمة عربية طارئة. وقال السنيورة في مؤتمر صحفي، إن وفدا مكونا من الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -الذي تمثل بلاده حاليا المجموعة العربية في مجلس الأمن - غادر بالفعل إلى نيويورك.وأوضح أن الوفد سيتصل بجميع أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لعرض موقف الدول العربية وبحث التطورات المرتبطة بذلك. وأشار إلى أن الوفد سيوجه رسالة إلى مجلس الأمن وتحذيرا من مغبة اتخاذ قرار بحلول غير قابلة للتنفيذ، تعقد الوضع على الأرض ولا تأخذ بالاعتبار مصالح لبنان ووحدته التي عبر عنها برنامج النقاط السبع، وسينبه إلى تداعيات ذلك على دول المنطقة.كما كلف اجتماع بيروت عمرو موسى بالإعداد لقمة عربية وتحديد جدول عملي ومثمر للقمة، وفي هذا السياق قال السنيورة إن موسى سيقوم بمشاورات لعقد القمة بناء على طلب السعودية التي أعربت عن استعدادها لاستضافتها. وكان السنيورة طالب العرب بتحمل المسؤولية، والوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وقال في كلمة مؤثرة في افتتاح اجتماع بيروت، إن عروبة لبنان "عروبة الاختيار والانتماء والالتزام" غير مشروطة وليست إكراها، مؤكدا أن من واجب العرب دعم لبنان. وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن بلده بحاجة إلى دعم عربي قوي لمؤازرته اقتصاديا لإعادة الإعمار، وسياسيا ودبلوماسيا كي لا تتكرر "الاعتداءات والتدخلات والوصايات والابتزازات". وأكد ضرورة اتخاذ موقف عربي سريع وموحد وحاسم "لتصويب قرار مجلس الأمن الدولي" المطروح حاليا استنادا إلى مشروع فرنسي-أميركي "بما يحقق خطوة حقيقية نحو معالجة دائمة وبما يحفظ صيغتنا السياسية وتكويننا الداخلي". وأعرب عن عدم رضاه عن مسودة قرار مجلس الأمن، مشيرا إلى أنها لاتزال دون الشرطين اللذين يصر عليهما لبنان، وهما انسحاب إسرائيل، ونشر قوات دولية في مزارع شبعا، كما أنها بالكاد تنجز وقفا حقيقيا لإطلاق النار.وفي هذا الإطار دعا السنيورة الوزراء العرب إلى دعم تنفيذ مبادرته المكونة من سبع نقاط لوقف إطلاق النار والتي قال إنها حازت إجماعا لبنانيا. وتتضمن مبادرته الوقف الفوري الوشامل وغير المشروط لإطلاق النار، وتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق وعودة المهجرين والنازحين إلى قراهم، والتزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا وكفار شوبا تحت وصاية الأممالمتحدة.كما تشمل خطة السنيورة بسط السلطة اللبنانية على كامل أراضيها، بحيث يكون السلاح الشرعي بيد الجيش، وتعزيز القوة الدولية العاملة في لبنان، واتخاذ الأممالمتحدة إجراءات لإعادة العمل باتفاقية الهدنة الموقعة مع إسرائيل عام 1949. إضافة إلى التزام المجتمع الدولي بدعم لبنان على كافة الأصعدة بما فيها إعادة بناء اقتصاده. وبموازة اجتماع بيروت وما نتج عنه -وفيما يبدو أنها خطوة لقطع الطريق على أي تحرك عربي- قال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه يريد صدور قرار من مجلس الأمن بشأن لبنان في أقرب وقت ممكن. وقال للصحفيين "سنعمل مع الشركاء لوضع القرار في أسرع وقت ممكن". ونتيجة لمعارضة لبنان لمشروع القرار أجلت الولاياتالمتحدة وفرنسا التصويت على مشروع القرار الذي كان مقررا أمس ف كامل للأعمال الحربية يقوم أساسا على وقف فوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل, واحترام الخط الأزرق بصرامة ودعم وقف إطلاق نار دائم وحل دائم". ولا يدعو المشروع إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب لبنان, كما يطالب بتسليم الجنديين الإسرائيليين بلا شروط دون ذكر للأسرى اللبنانيين, كما لا يتحدث إلا لماما عن المهجرين اللبنانيين.