نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الجيش الأميركي اعتقل على الأقل أربعة إيرانيين، من ضمنهم اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين، أثناء عمليات مداهمة في العراق. وقد أوضحت الصحيفة أن القوات الأميركية اتهمتهم بأنهم كانوا يخططون للقيام بهجمات على العراقيين. وقد تم اعتقال المسؤولين الإيرانيين في مقر تابع ل«عبد العزيز الحكيم» قائد فرق الموت الشيعية «فرع ايران»، المسماة «فيلق بدر»، وفيما بعد أعلنت الحكومة العراقية الشيعية أن المسؤولين الإيرانيين كانا يزوران البلاد تلبية لدعوة من الرئيس جلال طالباني لتنسيق التعاون الأمني بين البلدين. ففي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية :إن الرئيس طالباني أبدى استياءه لاعتقال المسؤولين الإيرانيين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين وأميركيين في بغداد وواشنطن قولهم: إن تلك المداهمات كانت تستهدف أشخاص يشتبه بشنهم هجمات على قوات الأمن العراقية. وفي واشنطن قال جوردن جوندرو، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز: إن دبلوماسيين إيرانيين كانا بين الذين احتجزهم الجيش الأميركي خلال اقتحام أماكن تواجدهم في العراق الأسبوع الماضي. وأضافت الصحيفة أن جوندروي أكد أن مجموعة من الإيرانيين الآخرين، من بينهم مسؤولان عسكريان، ما زالوا محتجزين للتحقيق معهم. وقالت الصحيفة: إن الأميركيين ضبطوا أدلة تشير إلى أن الإيرانيين يخططون لشن هجمات، ويدعمون الشيعة العراقيين. وقد تم العثور على كميات كبيرة من المواد، ولكن مسؤولاً لم يفصح عما إذا كان هناك أسلحة أو وثائق تشير إلى التخطيط لهجمات، مشيرا إلى أن تلك المواد ما زالت قيد الفحص والتدقيق. وأشارت الصحيفة إلى أن الغارتين اللتين شنتا في وسط بغداد وتم فيهما اعتقال المسؤولين الإيرانيين أزعجت بشدة مسؤولي الحكومة العراقية الصفوية، وأضافت الصحيفة أنه على مدى الأيام الأربعة الماضية أجرى العراقيون «الصفويون» والإيرانيون جهودا مكثفة خلف الكواليس لتأمين إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين المتبقين. ويبدو أن القوات الأميركية نفذتهما من دون علم المسؤولين الشيعة العراقيين. وتأتي تلك المعلومات لتؤكد تورط إيران في تأجيج النزاع الداخلي في العراق ودعمها المباشر لعمليات إبادة العرب السنة في العراق المنكوب بالاحتلالين الصليبي والصفوي، ولتبين مدى أنه حان الوقت لتحرك عاجل من دول الجوار السنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعطيل المشروع الفارسي الذي لا تقف طموحاته حتما عند العراق، وإنما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. ويرى بعض المحللين أن إيران كان لها دور كبير في الاحتلال الأميركي للعراق، خاصة وأن معظم الجماعات الشيعية والكردية التي تحكم العراق الآن كانت تحظى بالدعم الإيراني الواسع، قبل أن تتحالف مع أميركا في حربها ضد العراق. ويؤكد المحللون أن العراق واقع في دائرة النفوذ الإيراني بدرجة أكبر من النفوذ الأميركي، وأن ايران تلعب دورا كبيرا فيما يجري في العراق الآن، وخصوصا عمليات التطهير العرقي التي تستهدف تفريغ العراق من الفعاليات السنية والتي تقوم بها فرق الموت الشيعية المنضوية في قوات الشرطة والجيش العراقيين