مع اطلالة العيد التي بدت باهتة، ومع الساعات الاولى لشروق شمسٍ لاكثر الايام ظلاماً تلقى العالم خبر اعدام الرئيس العراقي صدام حسين بعد محاكمة سياسية هزيلة قادتها قوى الاحتلال والعملاء الايرانيين في الحكومة العراقية. في حين ارتدى صدام رداء الشرف كسى العرب لباس العار وبذلك الحدث الذي يريد من خلاله اعداء الاسلام إلحاق اكبر قدر من الاهانة بتنفيذ حكم باطل في يوم عيد وفي شهر حرام وبحق بطل ذنبه ان طلب الكرامة لشعبه فجعلوا منه عبرة لمن لم يعتبر!!. وكالات الانباء والصحف والقنوات الفضائية تاهت وسط زحام تفاوت الآراء بين مؤيد ورافض وبين مستهجن لاعدامه بيوم عيد الاضحى وآخر فضل التزام الصمت. ولم تكتمل المأساة فقد ابدت «رغد» بنت الرئيس العراقي قلقها على مصير والدها حتى بعد استشهاده حين طلبت دفن جثمان والدها في اليمن بشكل مؤقت حتى يتم تحرير العراق. منظمة العفو الدولية من جانبها ادانت امس السبت تنفيذ حكم الاعدام بالرئىس العراقي صدام حسين، واصفة محاكمته وبقية المتهمين بأنها لم تكن عادلة وان اعدام صدام بكل تأكيد لا يمثل خطوة نحو الديمقراطية. وفي سياق متصل تعالت اصوات متفرقة في معظم البلدان العربية تندد بحكم الاعدام على الرئيس الشهيد صدام حسين علها تعبر عن رفضها لسياسات حكامها الذين التزموا الصمت ولم يعلنوا موقفاً رسمياً تجاه تنفيذ الحكم حتى اللحظة. ففي حين سادت اجواء من الحزن شهدت معظم المساجد في العاصمة اليمنية صنعاء صلاة الغائب على الشهيد البطل، واقامت جمعية كنعان لفلسطين اليمنية مجلس تبريك للشهادة لاستقبال العزاء في مقرها بصنعاء ابتداءً من امس السبت ولمدة ثلاثة ايام. وعبر اتحاد الكتاب والادباء اليمنيين عن ادانته البالغة للجريمة النكراء التي اقدمت عليها السلطات العراقية الاميركية باعدامها الرئيس العراقي صدام حسين شهيد الامة ونبض تطلعاتها، واكدوا ان هذه الفعلة الجبانة لا يمكنها ان تزيد المؤمنين إلا صلابة ودفاعاً ضد كل المتآمرين على هذه الامة. معتبراً ان جريمة اعدام صدام حسين لا تقل سوءً على احتلال العراق، ودعا احمد ناجي احمد-الامين العام المساعد لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين القوى الشريفة إلى التعاضد ومواجهة كل التحالفات التي تمتهن المسلمين وتذلهم في اعز واروع مناسبة دينية وهو ما ينبغي ادراك مرامي هذا الحلف وخطورته وابعاده التي يراد لها ان تطال عناوين الشموخ والسمو الروحي. وكان مواطن يمني قد اصيب بحالة من الهستيريا حال سماعه الخبر وقتل نفسه بعد أن قتل اربعة وجرح ثمانية آخرين- حسب موقع "مأرب برس" الاليكتروني. وفي الاردن اعلن نقيب المحامين الاردنيين عن اقامة بيت للعزاء في مجمع النقابات المهنية الاردنية. ولم تكن فلسطين الجريحة بمنأى عن الحزن فآخر كلمات نطقها صدام حسين قبل الشهادتين هي :«عاشت فلسطين عربية» فقد اعتبرت حركة فتح ان اعدام صدام اغتيال سياسي لكل من يقف بجانب القضية الفلسطينية واستهانة بكل من هو عربي مسلم ودعت الشعب الفلسطيني إلى اعلان حالة الحداد في كافة ارجاء الوطن وفاءً لروح الرمز الوطني العربي الشهيد صدام حسين. وعلى نفس الصعيد قال متحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية «حماس»: ان اعدام صدام اغتيال سياسي ويخالف كل القوانين الدولية. ليبيا التي صامت دهراً ونطقت عروبة اعلنت الحداد الوطني ثلاثة ايام واعتبرت صدام حسين اسير حرب. اما في العراق بلد الشهيد فقد تفرقت المشاهد نحو مستاءٍ من الحكم ذاته ومن رافض لتوقيت تنفيذه وجانب صفوي يهلل فرحاً معتبراً تنفيذ حكم الاعدام بانه قصاص عادل. هذا وقد نقلت وكالات انباء عالمية ان عشيرة الرئيس العراقي الراحل قد تسلمت جثمانه وانه سيدفن اليوم في العوجة بجوار نجليه «قصي وعدي» الذين استشهدوا جراء اشتباكهم مع القوات الاميركية في 2003/7/ 24م.