أكد أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمس أن رغد ابنة صدام حسين تلقت “برباطة جأش” نبأ تنفيذ حكم الإعدام في والدها رغم “حزنها الشديد”، وتحدثت تقارير صحافية عن رغبتها في دفن أبيها في اليمن إلى حين تحرير العراق، لكن الحكومة العراقية أعلنت رفضها نقل الجثمان خارج البلاد بينما تطالب عشيرة صدام بنقل جثمانه إليها في حراسة أمريكية ليتم دفنه في العوجة التابعة لتكريت مسقط رأسه إلى جوار ولديه قصي وعدي. وقال المحامي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه والذي كان موجودا مع رغد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “إن رغد وأختها رنا وأطفالهما التسعة كانوا قد تجمعوا بانتظار الأخبار”. وأضاف أن عددا من محامي والدها كانوا معهم في منزل رغد غرب عمان من اجل مؤازرتها. وردا على سؤال حول كيفية تلقي رغد ورنا نبأ تنفيذ حكم إعدام والدهما، قال المحامي “انه والدهما وليس أي أب وباستطاعتكم تخيل مقدار حزنهما”. وقال أحد المصادر الذي لم يشأ الإفصاح عن هويته إن رغد كبرى بنات صدام حسين أجبرت على الخلود للنوم تحت تأثير المهدئات. وتقيم رغد وشقيقتها الصغرى رنا في الأردن مع سائر أفراد أسرتيهما منذ لجأوا إلى هذا البلد المجاور في أغسطس/آب عام 2003 بعد خمسة أشهر من الغزو. وفي المقابل تعيش ساجدة خير الله طلفاح زوجة صدام حسين وابنتها الثالثة الصغرى حلا في العاصمة القطرية الدوحة. وكشف تقرير صحافي أمس أن رغد طلبت من الحكومة اليمنية السماح بدفن جثة أبيها في اليمن لحين “رحيل الاحتلال من العراق” ثم إعادة دفنه في موطنه بالعراق. وقالت مصادر مطلعة لصحيفة “الصحوة” في تصريحات نشرتها أمس إن رغد طلبت من السلطات اليمنية “التدخل لدى سلطات الاحتلال في العراق لتسليم جثة والدها بعد إعدامه إلى أسرته المقيمة في اليمن”. وأضافت المصادر أن “أسرة صدام حسين ترغب في دفن جثة الرئيس العراقي هنا بصنعاء إلى حين رحيل الاحتلال من العراق ومن ثم إعادة دفنه في موطنه بالعراق”. ورفض مسؤولون يمنيون تأكيد أو نفي التقرير. في غضون ذلك قال محافظ صلاح الدين وهي المحافظة التي ولد فيها صدام حسين إن الحكومة العراقية طلبت منه ومن زعيم عشيرة صدام حضور دفن الرئيس السابق في بغداد بعد اعدامه. لكن المحافظ محمد القيسي قال انه وعشيرة صدام يتفاوضون من اجل إعادة الجثمان إلى قرية عائلته في العوجة قرب تكريت. وأضاف انهم رفضوا دعوة من حكومة المالكي لحضور دفن سريع في بغداد. وتريد عشيرته دفنه في العوجة بالقرب من قبري ولديه عدي وقصي اللذين قتلتهما القوات الأمريكية في 2003. وقال القيسي إن المحادثات ما زالت جارية مع السلطات بشأن دفن صدام “لأننا نريد استلام جثمانه ودفنه في العوجة”. وقال الشيخ علي الندا من قبيلة البيجات ومقرها تكريت إن صدام يتعين أن يدفن بجانب ولديه الراحلين، مشيرا إلى أن عشيرة صدام، وبلدية تكريت طالبتا بنقل الجثمان إلى البلدة في طائرة أمريكية، وتحت حراسة أمريكية حتى يتم دفنه، مؤكدا رفض دفنه في بغداد. وفي وقت لاحق أمس أعلن مسؤول مقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي طالبا عدم الكشف عن اسمه أن “جثة صدام لن تغادر العراق ولا نستطيع في الوقت الحاضر تحديد مكان دفنه إلا انه سيدفن”. وكان نجيب النعيمي احد محامي صدام حسين أعلن قبلا في تصريح لتلفزيون “سكاي نيوز” البريطاني ان جثمان الرئيس العراقي السابق يمكن أن ينقل إلى خارج العراق. وقال النعيمي ان تحديد مكان دفنه يعود الى عائلته. وأضاف “نطالب بتسليمنا الجثمان لننقله الى خارج بغداد وخارج العراق”. وأكد هذا المسؤول ان التكريتي والبندر سيعدمان قريبا موضحا انهما لم يعدما فجر أمس “لأسباب تقنية”.