أبدى مراقبون مخاوف من اندلاع حرب أهلية في العراق بعدما خلفه قرار لوزارة الداخلية العراقية من توتر والمتعلق بنقل رفات الزعيم العراقي السابق صدام حسين، الذي أعدم عام 2006 ، وسلمت جثته آنذاك لأبناء عشيرته(البوناصر) لدفنها في مسقط رأسه بالقرب من تكريت. وتعلل الوزارة طلبها هذا بضرورة وقف زيارات العراقيين السنة إلى قبره. وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت عام 2009 قرارا بمنع زيارة قبر صدام ، ولكن أنصاره تجاهلوا ذلك تماما. وتسود حالة من الغضب وسط عشيرة صدام وعائلته منذ اتخاذ الحكومة العراقية قراراً بنقل جثمانه من قرية العوجة بمدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، التي دفن فيها بعد إعدامه قبل خمسة أعوام ونقل رفاته إلى مكان آخر. ونقلت صحيفة"إيزفيستيا" الروسية عن الخبير غيورغي ميرسكي قوله أن تكريت هي مركز محافظة صلاح الدين التي تعتبر، مع محافظة الأنبار المجاورة، خارج سيطرة بغداد الرسمية عمليا. وإن السلطة في هذا الجزء من العراق بيد السنة من حركة "الصحوة" الموالية للأمريكيين، التي قد تتذرع بالمشكلة المثارة حول قبر صدام لكي تتحول إلى قوة سياسية مستقلة. وأضاف انه ورغم أن قوات "الصحوة" ليست موحدة في مواقفها من الزعيم العراقي السابق، إلا أن الإساءة لرفات واحد من ابناء أكثر العشائر السنية نفوذاً، يعتبر أمراً غير مقبول على الإطلاق. ومن غير المستبعد أن يكون الأمر مجرد بالون اختبار لقدرة السنة الموالين للأمريكيين على مواجهة القوات الحكومية بعد الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من العراق. واذا ما تبين أن لدى "الصحوة" ما يكفي من القوة والعزيمة لذلك، فإن البلاد ستصل إلى حافة الحرب الطائفية، كما كان الأمر في السنوات الأولى بعد الغزو الأمريكي. وقال بيان صادر عن رغد صدام حسين باسم عائلة الرئيس العراقي الراحل إنه ورد إلى علمها نية الحكومة العراقية نقل جثمان الرئيس الشهيد صدام حسين من القاعة التي تحتضن جسده الطاهر في العوجة، وكانت مسقطا لرأسه وحضنا لمثواه الأخير. وجاء في البيان إن منع الحكومة العراقية زيارة قبر الرئيس الراحل وإغلاقه في وجه الغيارى والشرفاء من أبناء العراق والعالم من الذين يرغبون بزيارته، جاء ليكون شاهدا على الحقد والظلم ودليلا على تأثير القوى الخارجية على السلطة القائمة في العراق التي أصبحت تأتمر بأمرها'، على حد ما جاء في البيان. واعتبر البيان أن محاكمة صدام حسين والحكم بإعدامه والتضحية به كانت تمثيلية هزلية يندى لها جبين كل عربي حر صادق وأمين حتى وصل الأمر إلى التمادي بنية نقل الجثمان'. ودعا البيان شيوخ عشائر العراق وأبناء العراق الصامد من محبي الرئيس الراحل من المرابطين ورجال الدين وأصحاب القرار من المسئولين العرب إلى اتخاذ خطوات جادة وجريئة لوقف هذه الإساءة والاستهانة'. يذكر أن صدام حسين أعدم شنقا يوم 30 ديسمبر 2006 بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ودفن في مسقط رأسه بمنطقة العوجة بمدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد نحو ثلاث سنوات من سقوط حكمه إثر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق، ودفن صدام ومعه ولداه عدي وقصي وحفيده مصطفى وعدد من مساعديه.( وكالات )