ذكرت مصادر محلية في محافظة عدن ان سلطات الامن هناك اعتقلت ظهر امس اكثرمن «20» شخصاً من المواطنين المعتصمين في قضية نبش مقبرة معسكر طارق التي تضم رفات ضحايا احداث 13 يناير 1986م، واضافت المصادر بأن قوات تابعة للامن المركزي بعدن داهمت المعتصمين امام المعسكر المذكور- مكان المقبرة المنبوشة- وقامت بتفريقهم مستخدمة الهراوات بعد ان اطلقت اعيرة نارية في الهواء ومسيلات للدموع لتفريق المعتصمين، ثم قامت باعتقال اكثر من «20» شخصاً واقتادتهم إلى اماكن غير معروفة. وشجبت لجنة الاعتصام الخاصة بقضية نبش مقبرة معسكر طارق -عدن تلك المداهمات والاعتقالات الامنية للمعتصمين. وفي هذا السياق اوضح عبدالكريم شائف- امين عام المجلس المحلي ونائب محافظ عدن -انه وجه باطلاق جميع الذين قاموا بالشغب ومنع العمل في موقع رفات الموتى في معسكر طارق، وهو الموقع الذي تم تحديده من قبل لجنة مجلس النواب والسلطة المحلية بالمحافظة واقارب الموتى- بحسب شائف- واتهم شائف جموع المعتصمين انه وبعد دقائق من مغادرة لجنة مجلس النواب قاموا بنبش ومسح معالم التسوير الذي حددته اللجنة، اضافة إلى انهم قاموا برمي العمال بالحجارة وهو السبب الذي ادى إلى تحرك رجال الامن إلى الموقع لضبط المشاغبين. ولم ينف شائف عملية الاعتقال ل«20» شخصاً من المعتصمين إلا انه اكد توجيهه بالافراج عن 15» شخصاً منهم والابقاء على «5» وصفهم بالمحرضين سيتم احالتهم إلى النيابة يومنا هذا لتتولى النيابة شأنهم. وحول ادعاء لجنة الاعتصام بأنه تم اقتياد الاشخاص إلى اماكن غير معروفة، قال شائف بأنهم محتجزون لدى شرطة خور مكسر وليس في مكان مجهول. ووصف شائف- المعتصمين أو من اسماهم بالمشاغبين بمن لا يريدون لهذه الحديقة ان تكون منجز -في عهد الوحدة، وانما يريدون ان تكون معالم المعسكرات هي الباقية كي يتذكروا ما حدث داخلها. من جهتها قالت جوهرة حمود- الامين العام المساعد في الحزب الاشتراكي اليمني-: ان عملية الاعتقال للمعتصمين تمت بعد مغادرة لجنة البرلمان مباشرة رغم ان مغادرة اللجنة لم يعقبها اي شغب، ووصفت جوهرة الاعتقال بالتعسفي، وان التبريرات التي اوردها شائف معروفة منه كسلطة وكيفية تعاملها مع القوى الوطنية خصوصاً في قضية كهذه والتي تعتبر قضية انسانية بحتة، معتبرة ذلك من قبيل تزوير الحقائق وتزييفها باستمرار. ولم تر جوهرة مبرراً للاعتقال خصوصاً بعد الاتفاق والحلول المناسبة مع اللجنة البرلمانية. ونفت القيادية الاشتراكية نفياً قاطعاً الاتهامات التي وجهها شائف إلى المعتصمين وقيامهم باعمال شغب، مؤكدة في الوقت ذاته ان من قام بالشغب وتكسير السور هم من يريدون تغيير الموقع ونبش المقبرة. وحول وصف امين عام المجلس المحلي بعدن للمعتصمين برافضي منجزات الوحدة، علقت جوهرة الاشتراكي على ذلك بقولها: المنجزات تتحدث عن نفسها وعن الفساد المستشري واللامتناهي في عدن من النهب المنظم للاراضي لصالح قلة من المتنفذين في عدن، واهالي عدن هم ادرى بذلك بحسب جوهرة.